"السد العالي" أعظم مشروع هندسي بالقرن العشري.. ما أهميته لمصر؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


"السد العالي جراحة جغرافية من أدق وأخطر ما أجرى الإنسان على وجه الأرض، وانقلاب جذري في اللاندسكيب الطبيعي وجغرافية النهر، بل ويرقي في نتائجه ومغزاه إلي مرتبة الحدث الجيولوجي في رأي البعض! إنه ثورة على النيل"، هكذا وصف الكتور جمال حمدان، في كتاب الري المصري، أهمية السد العالي.

ويعد السد العالي أعظم وأكبر مشروع هندسي في القرن العشرين من الناحية المعمارية والهندسية متفوقاً في ذلك على مشاريع عالمية عملاقة أخرى، حيث أقيم السد العالي لحماية مصر من الفيضانات العالية التي كانت تفيض على البلاد وتغرق مساحات واسعة فيها أو تضيع سداً في البحر.

وتزامنًا مع ذكرى انتهاء المصريون من إقامة السد العالي، في مثل هذا اليوم (21 يوليو) قبل 49 عاما من الآن، تستعرض "الفجر"، أهمية دور السد العالي في حماية مصر، فيما يلي.

ويعتبر السد العالي، عبارة عن سد مائي على نهر النيل في جنوب مصر، يستخدم لتوليد الكهرباء، وأنشئ في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وساعد السوفييت في بنائه.

ساعد السد كثيرا في التحكم بتدفق المياه، والتخفيف من آثار فيضان النيل، ويبلغ طوله 3600 متر، بينما تبلغ عرض قاعدته 980 مترا، وعرض قمته 40 مترا، بينما الارتفاع 111 مترا.

ويصل حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من الإسمنت والحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر من خلاله تدفقا مائيا يصل إلى 11 ألف متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.

بدأ بناء السد في عام 1960 واكتمل في 1968، وقدرت التكلفة الإجمالية له بمليار دولار، وعمل في بنائه 400 خبير سوفييتي، كما ثُبِّت آخر 12 مولد كهربائي به في 1970، وافتتح السد رسميا في 1971.

حماية مصر من كوارث الجفاف
وعن دوره في حماية مصر، حمي السد العالي مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد في الفترة من 1979 إلي 1987 حيث تم سحب مايقرب من 70 مليار متر متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.

أخطار الفيضانات العالية
كما حمي السد العالي مصر من أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من 1964 إلى 2002 ، فلولا وجود السد العالي لهلك الحرث والنسل ولتكبدت الدولة نفقات طائلة في مقاومة هذه الفيضانات وإزالة آثارها المدمرة.

دورة في التنمية الزراعية والصناعية
استصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية، وتحويل الري الحوضي إلي ري مستديم وزيادة الانتاج الزراعي، فضلا عن التوسع في زراعة الأرز، وتوليد طاقة كهربائية تستخدم في إدارة المصانع وإنارة المدن والقرى، وأن ضمان التشغيل الكامل المنتظم لمحطة خزان أسوان بتوفير منسوب ثابت علي مدارالسنة، بالإضافة لدوره في تنمية الثروة الاقتصادية، وزيادة الثروة السمكية عن طريق بحيرة السد.