الفرحة للجميع.. "جزائري" يُوفر ثمن الإقامة لأهل بلده لحضور نهائي الحلم الإفريقي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تأهب أدم لحضور مباريات منتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الإفريقية، وشرع في البحث عن أسعار الإقامة في الفنادق المصرية، وتكاليف الرحلة، ليباغته صديقه الجزائري، الذي يعيش بمصر منذ اثنتي عشرة سنة، خلال زيارته للجزائر في آخر شهر رمضان، بأنه ضيفه طيلة فترة البطولة "أهلا بالجميع.. اللي نعرفه واللي ما نعرفه.. وأتمنى الشعب الجزائري بأكمله يكون بالاستاد.. حدث تاريخي لأول مرة نشجعه من الملعب ولم يفصلنا حواجز".

منذ هذه اللحظة ويحاول صاحب الـ (30 ربيعًا)، أن يُعلم شقيقه الأصغر أسرار مهنته التجُارية، ليتولى مهامة فترة وجوده بمصر، لمؤازرة المنتخب الجزائري- والذي حجز مقعده في المباراة النهائية بعدما تفوق على نيجيريا بهدفين مقابل هدف واحد، بينما تأهل منتخب السنغال بعدما حقق فوزًا صعبًا على تونس بهدف نظيف ضمن منافسات الدور نصف النهائي-، إذ وصل قبل انطلاق المباراة الافتتاحية بساعات، رفقة صديق عمره محمود "من بوابة المطار إلى الاستاد.. ما لحقنا نحجز تذاكر لأن العدد اكتمل..لكننا تابعنا المنتخب المصري وزيمبابوي من الخارج.. واحتفالنا مع أشقائنا المصريين ونحن بحقائبنا".







يلتقط محمود، الذي يحضر للمرة الأولى لتشجيع بلاده في بطولة كأس الأمم الإفريقية، أطراف الحديث من رفيقه، منذ الوهلة الأولى ونحن نعيش مشاعر الإخوة وأننا في بلدنا "التنظيم حلو ومحكم"، ما جعلهم يحضرون جميع مباريات الدول العربية، لتشجيعهم، بل حرصوا على تواجدهم بالصفوف الأولى، لكن لم يحالفهم الحظ في الحصول على تذاكر مباريات مصر "شجعنا بقلوبنا.. وها هو الشعب المصري يشجع منتخبنا بروحه.. فاليوم عيد العرب.. والفرحة للجميع"، عبارة مقتضبة يقولها الشاب الذي أوشك على دخول عقده الثالث، بنبرة فخر، مُتحمسًا للمباراة الذي توقع أن تنتهي بهدفين لصالح "الخضر".







وبرغم من ترك تاجر العطور، أسرته الذي لأول مرة يتركها، إلا أنهم لم يشعروا بغيابه، بل حرص على وجودهم داخل ستاد القاهرة الدولي "ننقل الصورة بث مباشر لحظه بلحظة كانهم معنا وصوتهم يرج الملعب فهم يعيشوا الاجواء بقلوبهم"، لم يكن ذلك كل ما في الأمر، بل شارك أسرته وأصدقائه بالجزائر الذين لم يستطيعوا الحضور، وقت التنزه بأماكن مصر السياحية "لأول مرة يشوفوا النيل والأهرامات ومنطقة الحسين.. وإن شاء الله فجر اليوم بعد الفوز يشاهدوا شرم الشيخ"، المدينة لطالما حلمت أسرته بزياراتها.







يتوافد مشجعو "الخضر"، من كل حدب وصوب، مع العد التنازلي لانطلاق المباراة النهائية، يتعَجّل عبدالله عبدالله عماري عياش، نجل المستشار الثقافي لسفارة الجزائر لدى مصر، زملائه الذي استضافهم ما يقرب من شهر، ومتابعة طريقهم، لاسيما وأنهم لم يستطيعوا الوصول بمفردهم بل رفقهم، محمود -الشاب المصري الذي اعتاد على تشجيع المنتخب الجزائري منذ الصغر-، ليطمئن طالب الدراسات العليا بكلية الأداب قسم علوم الاقتصاد في جامعة عين شمس "لازم نكون قبل المباراة هون". كان الشاب الجزائري على يقين بأن منتخب بلاده سيصعد للنهائي "راهنت عليه من البداية".






ما برِح يراهن على الفوز، خاصة في حضور الجماهير المصرية "عادة المصريين تشجيع إخوانهم واللعبة الحلوة ودي حاجة ضرورية لتألف الشعوب .. وهذه البطولة مكاسبها كثيرة ليس لشعبي فقط.. للجميع فجميعنا تقاربنا أكتر من أي وقت فات.. فكل الاعلام العربية ترفع في جميع المباريات من بوابة مصر.. احتضنت العالم العربي كعادتها ودي رسالة للعالم.. أن ماحدا يقدر على العرب وهاهي البلاد العربية تعيش بسلام وحب والسلام.. ده غير أن الكل اتعرف على عادات ولهجة الشعوب العربية وبدأوا يستضيفوا بعض في بيوتهم وعن طريق السوشيال ميديا".