د.حماد عبدالله يكتب: دكتور" أحمد نوار"!!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


أكتب مقالى اليوم عن حق مستحق ، لصديق عمرى الدكتور "أحمد نوار" ,ونيله جائزة النيل هذا العام فى الاًدب والفنون وهذه الجائزة رغم تأخرها فى الوصول إلى المستحق بها إلا إنها إسترجعت بإعلانها ذكريات رائعه عن البطل الفنان الأستاذ الدكتور "أحمد نوار".
وهو من مواليد 1945 ويكبرنى بعدة شهور ,وتخرج من كليه الفنون الجميلة بالقاهرة عام  1967 فى أعقاب نكسه يونيو , وكانت  فرصة أحمد نوار المجند فى القوات المسلحة المصرية ، ضمن كتائب المؤهلات العليا , التى إعتمدت القوات المسلحة المصرية على إعاده بنائها على نسق جديد ,وهو أبناء مصر من خريجى الجامعات المصرية , الذين تحملوا المسئولية طيله حرب الإستنزاف  1967 الى ساعة الصفر ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 , ست سنوات كانت مصر كلها شعب ، وجيش ، وقياده سياسيه لا هم لها الإ إعاده الكرامة المصرية ، وكان المجند "أحمد نوار" بارزا ً فى حرب الاستنزاف (كقناص ) مشهود له من الأعداء قبل الأصدقاء .
كان "أحمد نوار" فى الجبهة ، عيناً ساهره على الحدود ترصد أى حركه شرق القناة لكى تقتنصها , وكان عين ساهره على حدود مصر  , فإستحق البطولة ,ولعل من أهم المعارض الفنية التى أقامها بقاعه "عائشه فهمى بالزمالك" ، ذلك العرض الذى قدم "أحمد نوار " فيه بقايا الحرب من سيناء، مقذوفات وبنادق , وخوذ للجنود،  قدم تركيبه فنيه (OPGICT) مع أعماله الفنية الرائعه من فن الجرافيك , فكان المعرض قصة حياة من جبهه قتال إلى قاعة الفن .
 لقد إستطاع "أحمد نوار" أن يجمع طيله مسيره حياته كأستاذاً جامعياً ومنشئاً لكليه الفنون الجميلة بمحافظه المنيا وكان عميداً لها ,أن يجمع كل فنانى مصر وأساتذتها فى تلك المدينه الساحرة على النيل لكى يشاركوا قصة نجاح كليه ناشئه للفنون فى صعيد مصر .
ولعل المنحة الدراسية التى حصل عليها "أحمد نوار" فى أسبانيا بأكاديمية "سان فرناندو" وحصل على دبلوم الجرافيك والتصوير الجدارى علاوة على الأستاذية فى الرسم ، إنتقل إلى القاعات عبر مخرجاته الفنية الرائعة ليس فى مصر فقط بل فى أرجاء العالم ، لكى يتبوء أحمد نوار مراكز أدبية محترمة خارج بلده ، إنتقل من "المنيا" كعميد للكلية إلى تولى مسئولية المركز القومى للفنون التشكيلية ثم رئيس لهيئة قصور الثقافة ، فذهب إلى قرى ونجوع الصعيد والدلتا ، لكى يعيد الحياة لتراث "ثروت عكاشة" فى الستينيات ، ويحصر أكثر من أربعمائة وخمسة وتسعون قصر ثقافة فى أرجاء المحروسة لكى يعطى لهم من الجهد والعناية ، لكى يعيدها للحياه ، حيث أمن بأن الثقافة هى نبع الوطنية المصرية ، وهى سماد للبنية الأساسية لشباب مصر حاصة فى المحافظات والقرى والنجوع التى تبعد جغرافياً وأيضاً إهتماماً عن القاهرة (العاصمة).
كان "أحمد نوار" نبراساً لأستاذ جامعى أمن بالتنمية المستدامة فى مجال الفن والثقافة والأدب ، لم يبخل "أحمد نوار" أبداً على طلابه وزملائه فكان نهراً من العطاء ولم يبخل على وطنه منذ أن كان شاباً (قناصاً) فى الجبهة المصرية على ضفة القناة ، حامياً للحدود إلى أستاذيته بالفنون الجميلة بالقاهرة إلى عمادته للمنيا إلى توليه قيادة كتيبة الفنون والثقافة الجماهيرية فى مصر .
وللأسف الشديد جاء كفاح "نوار" فى ظل نظام لايؤمن بالكفاءات ولكن يؤمن بالعلاقات وبأهل المحبة والثقة !! وهذه ليست خواص ، الأكفاء مثل "أحمد نوار" فظل فى الصفوف التى تتحمل المسئولية بعيداً عن أية أدوار سياسية ، كان شعب "مصر" يستحق أن يتبوئها مثل أحمد نوار ، لنقله أوسع وأسرع فى التنمية المستدامة فى مصر ، فحماه الله وسدد خطاه ، ونالت الجائزة شرف حصول "أحمد نوار" عليها .