"رئيس مجلس الأمة".. رحلة "عبد القادر بن صالح" من الصحافة لرئاسة الجزائر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


وصل اليوم إلى القاهرة الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، في زيارة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين المصريين على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

ومن المقرر أن يحضر بن صالح مباراة منتخب بلاده أمام نظيره السنغالي، الجمعة، في نهائي بطولة كأس أمم أفريقيا، على استاد القاهرة الدولي.

 

وتعد هذه الزيارة الخارجية الأولى التي يقوم بها بن صالح منذ توليه منصبه في أبريل الماضي، عقب استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي قضى في الحكم نحو 20 عاما، وسيحضر بن صالح مباراة نهائي كأس أمم أفريقيا، رفقة الرئيس المصري والرئيس السنغالي ماكي سال.

وأنطلاقاً من تلك الزيارة تستعرض "الفجر" مسيرة  الرئيس المؤقت للجزائر منذ أن عمل بالصحافة حتى أصبح رئيساً لدولته.

 

رئيس مجلس الأمة

 

يعتبر عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة منذ 17 سنة والذي ينص الدستور على أن يضطلع بمهام رئيس الدولة بالنيابة بعد استقالة رئيس الجمهورية، من نتاج نظام عبد العزيز بوتفليقة.

 

قرية تلمسان في الحدود المغربية

 

ولد بن صالح في 24 نوفمبر 1941 بقرية في تلمسان القريبة من الحدود المغربية، وهو منذ شبابه مسؤول في النظام الذي أسسه حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان الحزب الوحيد الحاكم بين 1962 حتى 1989.

 

جيش التحرير الوطني

 

والتحق صالح بجيش التحرير الوطني الذي كان يقاتل الاستعمار الفرنسي (1954-1962)، وهو في عمر 18 سنة، وكانت الدعاية السياسية من بين مهامه، لدى استقلال البلاد في 1962، غادر الجيش ليكمل دراسته في كلية الحقوق بجامعة دمشق، قبل عودته إلى الجزائر في 1967 للعمل صحافيّا في يوميّة الشعب في وقت كانت الدولة تحتكر قطاع الإعلام.

 

صحفي ثم سفير

 

وبعد مسيرة في الصحافة الحكومية، تخلّلتها فترة أقل من سنتين كمراسل في الخارج، انتُخب بن صالح نائبا في المجلس الشعبي الوطني للمرة الأولى في 1977، ثم أعيد انتخابه مرتين، كما تولى مسؤولية رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس لمدة عشر سنوات في 1989.

 

غادر البرلمان ليبدأ مسيرة دبلوماسية قصيرة، إذ عيّن سفيرا للجزائر لدى المملكة العربية السعودية ثم مديرًا للإعلام وناطقًا رسميًا باسم وزارة الشؤون الخارجية في 1993.

 

رئيس المجلس الوطني الانتقالي

 

في عام 1994، أصبح رئيس المجلس الوطني الانتقالي "برلمان المرحلة الانتقالية"، الذي أُنشئ بعد حلّ البرلمان وإلغاء الانتخابات التشريعية "ديسمبر1991- يناير 1992"، التي فاز بدورها الأول حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

 

وفي عام 1997، كان من بين مؤسسي حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي فاز في السنة نفسها بالانتخابات التشريعية، فعاد نائبا مرة أخرى ورئيسا للمجلس الشعبي الوطني الذي تحول إلى الغرفة الأولى للبرلمان بعد إنشاء مجلس الأمة في دستور 1996.

 

رحلة إلى كرسي الرئاسة

 

بعد خمس سنوات، عيّنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عضوا في مجلس الأمة ضمن "الثلث الرئاسي" في مقابلة الثلثين الآخرين اللذين يتم اختيار أعضائهما بالاقتراع غير المباشر.

 

وانتقل بذلك من رئاسة الغرفة السفلى إلى رئاسة الغرفة العليا في 2002، وهو المنصب الذي يشغله إلى اليوم، والذي يجعل منه الرجل الثاني للدولة،  وبحسب الدستور، يخلف رئيس مجلس الأمة رئيس الجمهورية في حالات الوفاة أو الاستقالة أو المرض الخطير والمزمن.

 

القمة العربية في تونس

 

مثّل بن صالح بلاده أخيرا في القمة العربية التي انعقدت في تونس في 31 مارس 2019، و شغل مناصب عدة، فكان نائبا وسفيرا وموظفا وزاريا كبيرا، ويصفه موظف في مجلس الأمة بأنه رجل دائم الابتسام إجمالا.