د.حماد عبدالله يكتب: نزيف الخسائر العامة !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


تعانى بلادنا من جملة مشاكل أهمها مشكلة الدعم وتوجيهه لمستحقيه وكيفية التعامل من خلال أجهزة الدولة ووزاراتها المعنية بشئون الضمان الإجتماعى والتجارة الداخلية .
كما يعانى الميزان التجارى المصرى أيضاً من فجوة ضخمة نتيجة تقاعس الإهتمام السياسى بدول هى فى الأصل ملعب رئيسى للتجارة الوطنية وأهمها الدول العربية والأفريقية حيث لا يزال التواضع الشديد فى العلاقات التجارية البينية مع هذه الدول هو السمة الرئيسية التى لم تستطع إدارات الدولة أن تقفز بها إلى حدود المعقول !!رغم كل الجهود الرئاسية والمكوكية مع دول أول أفريقيا بحكم دورة الرئاسة المصرية للإتحاد الإفريقى.
كما أن أهم ما نعانيه فى بلادنا هى أزمة التعليم والتعليم العالى والبحث العلمى والذى لم يواكب بأى صورة من الصور إنعكاس التطوير والنمو الإقتصادى ومؤشره الذى وصلنا إليه "بكد الأنفس " إلى 5.2% ولكن دون جدوى لعدم تلبية خريجى الوطن لسوق العمل الناشيىء نتيجة هذا النمو.
كما أن مشاكل بسيطة للغاية تعانى منها مصر سواء فى العاصمة أو فى أكبر المدن بها وهى مشكلة المرور وتعثر الحياة نتيحة تكدس الطرق بجميع أنواع المركبات ولا حياة لمن تنادى !!
كما أن سوق عكاظ "قد أنشأ سرادقه  لكى يتحدث كل الناقدين والناقمين والحاقدين على عدم قدرة الإدارة فى مصر على إجتياز هذه العقبات التى هى من الشأن الإدارى البحت والشأن التنفيذى لا شك بأننا نعانى من سوء إنتاج وتوزيع رغيف العيش والذى وصلت فيه المهزلة الإدارية إلى أن يكون سعر الطن 
5600جم ويباع فى السوق السوداء ب 6000 جم بمعنى أن الدولة تحرض على الفساد ولو كان من يعمل فى مجال الخبازين والفرانين رسل وأنبياء لفسدوا نتيجة الفارق الضخم فى سعر الدقيق بين مدعم وبين حر أو (سوق سوداء) ومع ذلك نجد المسئولين عن هذه المشاكل يتحدثون بلغة غير مفهومة ونظريات عقيمة وبطء شديد وبرودة أعصاب لا نظير لها وتمسك بمواقف غبية  غير قابلة للتنفيذ وأن قوبلت ببعض الإرهاصات أو قوبلت ببعض المجاملات الغير مقبولة فى مثل هذا الوقت وفى مثل هذه الأوضاع البالغة السوء .
لا شك أن مصر تعانى من مشكل تنتقل إلى سلوك وأعصاب الشعب المصرى ولكن .. العلم والتجربة والدول التى كانت مثلنا ومازالت بعضها يعانى قد قدم أبنائها أفكاراً أفرجوا بها عن الأزمات بقرارات إدارية وتنفيذية ليقفزوا من هذا النفق المظلم وقد حدث ذلك ولكننا لا نتعلم ولا نريد ولكن نحن نتكلم ونكتب وننظر ونرد على النقد  بالنقد ومرات كثيرة بإنفعالية وطنية إلا أن الخسائر تنزف الخسائر العامة فى القطاع العام المتصلب الشرايين والخاسر كل دقيقة وكل يوم وكل سنة دون خشى ودون رحمة !!
الخسائر العامة تنزف فى جسم الوطن بوجود مسئول غير قادر على إتخاذ قرار أو إعطائنا أمل لتصور نهاية مشكلة فى يدنا حلها ولكن لا يمكن الحصول على مقطوعة موسيقية كاملة بعازف واحد منفرد !!هو رئيس الدولة.

لماذا يتحمل الوطن مسئولين غير قادرين على القيام بشيىء ؟ لماذا يتحمل الوطن كل هذا النزيف من الخسائر رغم أننا نمتلك كل أدوات وكل (وصفات) العلاج ؟ لماذا لا يتزحزح المسئول من مكانه لإتاحة فرصة لقادر غيره على المسئولية !!
الوقت يضيع والوقت غال جدا ونزيف الخسائر مستمر !!