ثورة يهود الفلاشا تفضح عنصرية إسرائيل تجاه الأقليات

العدو الصهيوني

بوابة الفجر


كشفت واقعة مقتل شاب من يهود الفلاشا الأسبوع قبل الماضى، يدعى "سولومون تيكا "يبلغ من العمر 18 عامًا، على يد شرطى إسرائيلى الأسبوع الماضى، عورة المجتمع الإسرائيلى وعنصريته تجاه الأقليات الضعيفة التى تعيش داخله،،سواء كانت عربية أو مسلمة أو افريقية، وعكست مدى كذب الأله الإعلامية العبرية، التى تتشدق دوما بأن إسرائيل هى الدولة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الاوسط التى تراعى حقوق الاقليات.

وبنظرة مختصرة على تاريخ الدولة العبرية،نجد أن العنصرية متأصلة فى الشخصية اليهودية منذ قديم الازل، فعندما حاول "بنيامين زئيف هرتزل" الأب الروحى لليهود وضع حل لمشكلة تشتت اليهود فى أنحاء العالم،اقترح فى كتابه "دولة اليهود " الذى صدر عام 1896، بناء دولة يهودية "أشكنازية "،أى تعتمد على يهود أوربا فقط، وفى كتابات أخرى له،تجاهل الحديث عن يهود الشرق ويهود افريقيا، وأستثنى منهم يهود الجزائر، نظرًا لتأثرهم التام بالثقافة الفرنسية وأعتبارهم من الفرنسيين الحقيقيين.

إلا أن مبدأ الدولة العبرية "الغربية"،الذى يعتمد على جذب يهود الدول الأوروبية فقط، تقلص بعض الشىء بعد أن إضطر القائمون على بناء دولة اليهود، اللجوء ليهود الدول الشرقية،وقاموا بحثهم على الهجرة لإسرائيل، وإقناعهم بمزاعم دينية من أجل خلق توازن سكانى بين اليهود والعرب وقتها، بعد رفض يهود الولايات المتحدة السفر لإسرائيل فى أعقاب الحرب العالمية الثانية.

حتى قصة تهجير يهود أثيوبيا إلى إسرائيل، نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات، والتى تباهى بها الإعلام العبرى، أن إسرائيل حاربت من اجل تهجيرهم واستيعابهم فى أرض الميعاد،غير صحيحة، ففكرة تهجيرهم لإسرائيل من الأساس،شهدت الكثير من المعارضة من جانب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وفقًا لما ذكرته الكاتبة اليسارية "افيفيت ديموزا" بصحيفة "هأريتس العبرية، التى أشارت أن وضعهم منذ دخولهم إلى إسرائيل يتشابه مع وضع اللاجئين الأفارقة المطاردين والباحثين عن عمل داخل إسرائيل.

ومن أهم صور العنصرية التى يعانى منها يهود اثيوبيا فى إسرائيل، هو إتهامهم الدائم بأنهم ليس لهم أى علاقة بالديانة اليهودية، وأنهم لم يتعلموا اليهودية التوراتية،ولذلك كانت اولى الخطوات التى كان يتم إتباعها معهم مع وصولهم لإسرائيل، هو إخضاعهم لعملية تهويد جديدة،وتلقيهم تعاليم توراتية.

هذا إلى جانب الشائعات التى أنتشرت داخل المجتمع الإسرائيلى التى كانت تروج أن يهود أثيوبيا محملين بالامراض الخطيرة المعدية والوراثية.

هذا إلى جانب الإنتهاكات التى تمارسها الشرطة الإسرائيلية ضدهم بشكل مستمر،من القبض العشوائى،وصعقهم بالكهرباء بشكل متتالى،وإلقائهم من شرفات أقسام الشرطة،ما أدى لتعرض عدد كبير منهم لأمراض وازمات نفسية حادة. 

أيضًا يتعرض أبناء يهود الفلاشا، للضرب بشكل غير مبررداخل المدارس،مقارنة باليهود مواليد إسرائيل، أو أبناء الهجرات الاخرى.

لذا كما تقول صحيفة معاريف أن الرصاصة التى أنطلقت لقتل الشاب الأثيوبى الأسبوع الماضى، لم تحرك يهود الفلاشا ضد الحكومة الإسرائيلية،لكنها كانت بمثابة الشرارة الاولى للتنفيس عن الظلم الذى يعانوه داخل إسرائيل.

الصحيفة عرضت نماذج حقيقية لبعض الأشخاص الذين يعانون من العنصرية الصارخة فى إسرائيل،تروى احدى الممرضات أن احد المسئولين الكبار كان يعالج فى المستشفى التى تعمل بها،وكانت هى المسئولة عن رعايته وبعد فترة قصيرة طلب منها أن تتوقف هى عن خدمته وأن تحل محلها زميلتها التى من أصول أوروبية.

وأضافت أنه خلال الإحتفال باحد الاعياد اليهودية،جائت سيدة ثرية محملة بالهدايا لتوزيعها على طاقم العمال بالمستشفى،وبالفعل وزعت على الجميع الهدايا والحلوى،لكنها تخطتها هى ولم تعطها شيئًا،وعندما سألوها للإستفسار عن هذا الموقف،قالت "هناك شك فى ديانتها اليهودية".

الأحداث الاخيرة أصابت رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" بحالة من الإنزعاج الشديد والتوتر،فى ظل موقفه السياسى العصيب،وتوقع سقوطه هذه المرة خلال الإنتخابات المعادة فى شهر سبتمبر المقبل،وانعكست هذه الحالة فى تصريحاته عن ثورة يهود الفلاشا،حيث رد بشكل حاد على أحد الصحفيين بعد سؤاله عن التظاهرات الحالية قائلًا "لم نعد نحتمل إغلاق الطرق والشوارع الرئيسية وأنتشار العنف وإلقاء الزجاجات الحارقة على قوات الجيش وإشعال النار فى السيارات والممتلكات نحن دولة قانون وأطالب الجميع بإحترامه".