منال لاشين تكتب: العريان.. حكيم أسواق المال بالعالم

مقالات الرأي



المصرى المرشح لرئاسة صندوق النقد

مكافأة نهاية الخدمة بشركة بيمكو تجاوزت 500 مليون دولار

صندوق وقف هارفارد خلق له اسما كبيرا


يعرف كل المصريين وكل العالم. محمد صلاح الفرعون المصرى، ولكن البعض فقط يعرف المصرى محمد العريان أسطورة أسواق المال والاقتصاد وأحد المرشحين لرئاسة صندوق النقد خلفا لكرستين لاجارد. وإذا كان أشهر كتب العريان هو تصادم الأسواق، فإن قصة حياته تمثل نوعا آخر من تصادم الحضارات. ما بين ثلاث قارات تشكلت حياته الشخصية والمهنية.

1- حكيم وول ستريت

فقد حمل العريان غربته بالوراثة، فوالده المحامى والقاضى بمحكمة العدل الدولية سافر من مصر واستقر فى فرنسا وهناك ولد جميع أولاده إلا واحد فقط. وهكذا اكتسب العريان الجنسية الفرنسية بجانب الجنسية المصرية. وفيما بعد كسب الجنسية الأمريكية لم يرث العريان حب القانون من والده، ولا حب السياسة من خاله السياسى الكبير إبراهيم شكرى، ولكنه فضل دراسة الاقتصاد حصل على البكالوريوس من جامعة كامبريدج، بينما حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة اكسفورد، ومؤخرا عاد إلى كامبريدج كرئيس لإحدى الكليات بها.

حقق العريان شهرة كبيرة فى البيزنس من خلال جامعة ثالثة وهى هارفارد. فقد تولى إدارة صندوق الوقف الاستثمارى لهذه الجامعة العريقة، وهو منصب رفيع نظرا لعراقة الجامعة من ناحية، والمليارات المستثمرة فى الوقف من ناحية أخرى، وقد وصفته النيويورك تايمز فى هذه المرحلة بالرجل الغامض، ولكن هذا الرجل الغامض استطاع أن يحقق أرباحا للوقف بنسبة 27% وهو أعلى عائد فى تاريخ الجامعة، ولا شك أن هذه الخطوة تركت بصمة خرافية على مسيرته فى عالم البيزنس.

فعقب هذه الخطوة تولى إدارة شركة (بيمكو)، ولمن لا يعلم فإن هذه الشركة العملاقة تدير أصولا بنحو 1100 مليار دولار وقد حقق لعريان نجاحا باهرا فى إدارة هذه الأصول، ولذلك كانت مكافأة نهاية خدمته فى هذه الشركة أو نصيبه من الأرباح سرا شغل الإعلام الأجنبى الاقتصادى، الكل يريد أن يعرف الرقم الذى حصل عليه العريان، وهو رقم يزيد على 500 مليون دولار.

الآن يعود اسم العريان كأحد المرشحين لرئاسة صندوق النقد، وذلك بعدما عمل العريان بالصندوق نحو 15 عاما.

وبالإضافة إلى الخبرة العلمية فى القطاع الخاص وإدارة الأصول فإن العريان مفكر ومنظر اقتصادى تتردد كلماته أو بالأحرى صداها ليس فى الأسواق المالية فحسب، بل فى الحكومات أيضا.

وقد حصد كتابه (تصادم الأسواق) اهتماما وتقديرا كبيرا من أهل الاقتصاد والحكومات معا، ونال العريان جوائز عن هذا الكتاب أو بالأحرى النظرية التى احتواها الكتاب، وما بين عمله فى القطاع الخاص وكتبه حصد العريان لقب حكيم وول ستريت أو شارع المال والبورصة فى أمريكا الذى يؤثر على العالم كله.

2- سر أمريكا

على الرغم من أن العريان درس فى لندن، إلا أن أمريكا لعبت دورا كبيرا فى حياته الشخصية والمهنية معا. ففى أمريكا تقابل مع زوجته الأولى الاقتصادية المصرية الشهيرة الدكتورة نعمت شفيق. ابنة الإسكندرية التى وصلت إلى منصب أول رئيس لكلية لندن للاقتصاد وأول نائبة لمحافظ البنك المركزى البريطانى.

وقد تقابل الاثنان فى واشنطن وتزوجا ولكن الزواج لم يستمر طويلا ولم يترك روابط، إذ لم ينجب الزوجان المصريان الشهيران. بعد هذا الطلاق رست سفينة زواجه على شاطئ محامية أمريكية وأنجبا ابنة وحيدة للعريان، ولا يزال زواجه من المحامية الأمريكية قائما، وهكذا استقر العريان فى أمريكا لأكثر من ثلث عمره.

أما على الجانب المهنى فى أحد أهم محطات حياة العريان كانت فى أمريكا أيضا، وذلك بعدما اختاره الرئيس الأمريكى السابق أوباما (رئيسا لمجلس الرئيس للتنمية المالية).

3- العريان المصرى

وقد جرت محاولات عديدة فى مصر للاستفادة من خبرته المالية، بل إن العريان كان أحد المرشحين للحكومة فى عهد الإخوان والثوار معا، ولكن العريان كان ولا يزال مصرا على لعب دور استشارى وتقديم النصح للحكومة المصرية، ومن هذا المنطلق عين العريان عضوا بالمجلس الرئاسى للعلماء، كما اختير عضوا بالمجلس التنسيقى بين الحكومة والبنك المركزى. فهل تستقر سفينة العريان فى رئاسة صندوق النقد كأول عربى ومصرى وإفريقى يصل لمنصب مدير صندوق النقد الدولى، خاصة أن العريان سيضمن أصوات فرنسا وأمريكا معا.