د.حماد عبدالله يكتب: إضراب محطات الوقود فى إيطاليا!!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية



طالعتنا وسائط الإعلام الإيطالية المختلفة بأن إضراب شامل سوف يعم محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد محددين الموعد للبدء فى الإضراب وموعد الإنتهاء منه أي لمدة يومين سوف تمتنع المحطات عن تموين السيارات بكل أنواعها بالوقود, والهدف، رفع سعر البنزين والسولار، وأيضاً رفع مرتبات العاملين بتلك المحطات.

والإعلان عن إضراب بمثل هذا الأهمية يعود لنوع السلعة التى سيضرب أصحابها، والتى ستؤثر على الحياة العامة (إقتصاد, وحركة وحياة كاملة) لكل الإيطاليين بل وكل من له علاقة بالحياة في هذا البلد.

وتابعنا حركة تموين السيارات, في "الأوتسترادات" وفي المدن كلها شبه طبيعية، فلا طوابير، ولا زحام للسيارات، ولا شئ غير تقليدي يحدث في الطرق، والهدف من الإضراب هو مناقشة رفع سعر الوقود، حيث لتر البنزين يتراوح ما بين (واحد يورو وسبعون سنت ، واحد يورو وخمسة وسبعون سنت) أي ما يعادل (أربعة وعشرون جنيهاً ) للتر لبنزين الذى يعادل بنزين 92 في مصر, وتدور المناقشات بين منظمات الأعمال والحكومة والشركات 



المنتجة للوقود على قيمة الرفع المطلوب ما بين 20 إلى 30 سنت للتر البنزين ولعل تلك الإضرابات التي تمس عصب الحياة لدى المواطنين , تعامل معاملة مكشوفة  وشفافة في أجهزة الإعلام , والجميع واثق بأن النهاية سوف تحقق العدالة المطلوبة سواء لصاحب السلعة أو مستخدمها , ولكن الأهم أن النظام العام هو السائد بلا قيد ولكن بإنضباط طبقاً للقوانين السائدة في البلاد , ولعل جلسة في البرلمان الإيطالي بالأمس قبل إندلاع الإضراب , قد توصلت إلى حلاً وسطاً وهو تأجيل الإضراب لمدة 48 ساعة للوصول إلى حل مع المنتجين وأصحاب محطات الوقود .
ولعل في عام 1973 وحينما كنت أدرس الدكتوراه في أكاديمية روما للفنون الجميلة عقب حرب أكتوبر ورفع أسعار البترول , أذكر بأن في تلك الأزمة التي أصابت العالم بالركود لإمتناع الدول العربية عن تصدير البترول لأوربا وأمريكا ، بأن توقف سير المركبات أيام الأجازات ، وكذلك تسيير نصف المركبات وهي ذات الأرقام الفردية في يوم ، وذات الأرقام الزوجية في يوم أخر ، وإنتشرت في شوارع أوربا العربات (الكارو) والأحصنة وكذلك العجلات الهوائية (بسكليتات) كل ذلك دون أي إضرار بالنظام العام !! علنا نتعلم !!