في الذكرى الثانية لاستشهادهم.. أبطال الكتيبة 103 صاعقة لن ينساهم التاريخ

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قبل مرور عامين، استيقظت مصر على خبر استشهاد وإصابة عدد من أبطال القوات المسلحة المصرية فيما عرف بمعركة "كمين البرث"، والذى اشتهر من بين رجاله العقيد أحمد منسى، وأحمد عمر شبراوى، وخالد مغربى.

كان خبر استشهاد أبطال الكتيبة 103 صاعقة، له وقع خاص فيما بعد، لما عرفه الشعب المصرى من بطولات للشهداء، ومن أبرزهم العقيد أحمد منسى، الذى كان من الشخصيات التى لها دور كبير فى الحرب على الإرهاب بشمال سيناء.

الكتيبة 103
لايعيد الهجوم الإرهابي تسليط الأضواء فقط  على الحرب الدائرة في سيناء قبل 4 سنوات بين القوات المسلحة والمجموعات الإرهابية، بل يسطر صفحة جديدة في تضحيات «الكتيبة 103»، التي كان لها النصيب الأكبر من المواجهات مع العناصر المتطرفة، إذ تخرج من تلك الكتيبة الحملات المكبرة، وتتولى قوات الصاعقة أيضًا تنفيذ العمليات النوعية ضد البؤر الإرهابية في أماكن متفرقة من شمال سيناء.

استشهد الجمعة 7 يوليو 2017، 10 من أبطال القوات المسلحة المصرية من بينهم العقيد أركان حرب أحمد منسي قائد الكتيبة 103 صاعقة في صد هجوم إرهابي وأصيب آخرون، في هجوم على حاجز أمني بمدينة رفح في محافظة شمال سيناء المصرية، صباح الجمعة.

وقالت المصادر، إن الهجوم تم باستخدام عربة مفخخة اقتربت من النقطة الأمنية ثم انفجرت، ثم أعقبته اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون مما أدى لمقتل وإصابة عدد من العسكريين، بينهم العقيد أحمد منسي قائد كتية الصاعقة 103، فضلا عن عدد من المسلحين.

بداية الكتيبة
تعود بطولات وتضحيات "الكتيبة 103"، إلى فترة ما حرب الاستنزاف مباشرة، إذا كانت الكتيبة جزءًا من المجموعة 39 قتال، وأنشئت مجموعة قوات خاصة عقب نكسة يونيو 67 تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي، وتألفت من مزيج من قوات الصاعقة البرية والبحرية، وشاركت المجموعة في حربي الاستنزاف وأكتوبر.

تضحيات الكتيبة 103 في حرب أكتوبر لم تتوقف عند استشهاد قائدها، إذ لحق به المجند محمد طه الذي اشتبك مع ٦ عناصر من جنود العدو في أراضي سيناء من أجل فداء المدرعة التي يحتمي بها أصدقاؤه في حرب أكتوبر 1973، ليسطر اسمه بطلًا شهيدًا أيضًا من أبطال الكتيبة 103 صاعقة، إلى جانب 29 جنديًا من جنود الصاعقة المصرية في الكتيبة 103 الذين ضحوا بأنفسهم في حرب أكتوبر.

المجموعة 39
وبدأت نشأة "المجموعة 39 قتال" من خلال الصاعقة البحرية، قبل أن ينضم إليها كتيبة 93 صاعقة البرية، وسرية من الكتيبة 103 من الصاعقة البرية، واختار "الرفاعي" رجاله من المشهود لهم بالكفاءة والشجاعة، والمعروفين بقدراتهم القتالية العالية، ثم تطورت تلك الجماعة إلى فصيلة، وبتعدد العمليات تطورت إلى سرية، التي يصل عددها إلى نحو 90 فردًا ما بين ضابط وصف وجندي.

أصبح عدد العمليات التي قامت بها هذه السرية 39 عملية، فتطورت السرية إلى تشكيل أطلق عليه «المجموعة 39 قتال»، نسبة إلى عدد العمليات التي قاموا بها قبل تشكيلها الرسمي، وتشكلت المجموعة كوحدة مقاتلة مستقلة تابعة لقيادة المخابرات ورئيس الجمهورية.

شهداء الوطن 
لم يمر أكثر من 9 أشهر على وداع المنسي لأستاذه ومعلمه، العقيد رامي حسنين، القائد الأسبق للكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، حتى استجاب الله لأمنية العقيد أركان حرب، أحمد المنسي، قائد نفس الكتيبة، ليلحق به في هجوم إرهابي آخر.

وعلى مدار السنوات الماضية لم تتوقف "الكتيبة 103 صاعقة" عن تقديم العديد من رجالها شهداء فداء للوطن. وإلى جانب العقيد رامي حسنين، قدمت الكتيبة 103 أيضًا المجند محمد أيمن، الذي أنقذ 8 من زملائه: ضابطان، و4 جنود، واثنان من السائقين، من الحزام الناسف الذي كان يحمله أحد العناصر التكفيرية الضالة لتفجير الموقع الذي كان تتم مهاجمته في قرية المساعيد بمدينة العريش.

أحمد المنسي 
ولد الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي، في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1977، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، ثم عمل ضابطًا بوحدات الصاعقة، كما خدم الشهيد لفترة طويلة في الوحدة 999 قتال وهي وحدة العمليات الخاصة للصاعقة المصرية التابعة للقوات المسلحة.

التحق المنسي بأول دورة للقوات الخاصة المعروفة باسم الـ "SEAL" عام 2001، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006، حصل على ماجستير العلوم العسكرية "دورة أركان حرب" من كلية القادة والأركان وتولى الشهيد قيادة الكتيبة "103" صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016، والشهيد كان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكري وحسن الخلق من الجميع وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.

شهداء كمين البرث
ولد الشهيد أحمد الشبراوي بقرية "الشبروين" بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، ويبلغ من العمر ثلاثين عاما، وكان متزوجًا ولديه طفل، وقام الشهيد بزيارة لأسرته قبل استشهاده بـ 10 أيام، وخدم في رفح 4 سنوات، وعاد للخدمة في العريش منذ 3 سنوات، وتم دفن جثمان الشهيد بمسقط رأسه بقرية "الشبروين".

وولد الشهيد النقيب خالد محمد كمال حسين المغربي، في 5 ديسمبر 1992، بمدينة طوخ التابعة لمحافظة القليوبية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 108 حربية، وفور تخرجه في الكلية الحربية، التحق بوحدات الصاعقة، وأطلق عليه "الدبابة"، نظرا لأنه ذات بنية قوية.

كما ولد الشهيد أحمد محمد حسين شاهين بمدينة الخضر منوف التابعة لمحافظة الفيوم عام 1994، وهو خريج الدفعة 110 حربية، وقد طلب الشهيد بنفسه العمل في سيناء، وبالفعل تم نقله إلى سيناء.

وفي السياق ذاته، ولد الشهيد النقيب محمد صلاح محمد، بقرية "نزلة عبد الله" بمحافظة أسيوط، وتخرج في الكلية الحربية، سلاح المدفعية، وقد التحق بالكتيبة 83 صاعقة، وهو متزوجد ولد الشهيد أحمد العربي مصطفى بمركز "الزرقاء"، بمحافظة دمياط، وكان على وشك إنهاء خدمته العسكرية، وهو الابن الأكبر لأسرته، وكان معروفًا بضحكته التي لا تفارق وجهه، بالإضافة إلى حبه لتحمل المسئولية.