د.حماد عبدالله يكتب: ثوابت الإقتصاد الوطنى أمام الأزمات العالمية!!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


لا شك بأننا فى تصدينا لأثار (أى أزمة عالمية) نفكر ألف مرة أكثر من أى وقت أخر فى كيفية ملاحقة الزمن قبل أن يفيق العالم من صدمته فى إقتصاده ويعيد بناء آلياته لإعادة خاماته ومنتجاته وموارده إلى وضعها الطبيعى سعراً وقيمة وكذلك إعادة الحياة الإقتصادية لديهم فى بلادهم إلى حال ما قبل الأزمة بل الأكثر من ذلك العمل على تحديث آلياتهم الإقتصادية والمالية لكى يعودا عما إتخذوه من قرارات صعبة بعيداً عن منهجية السوق الحرة وآلياتها ونظامهم الرأسمالى الوحشى العتيد !!
وحين عودتهم إلى هذا الوضع المهدوف إليه وبقوة من إدارة البيت الأبيض الجديدة –وإنعكاس النجاح فى الولايات المتحدة الأمريكية إن أمكن ذلك ، "وسوف يحدث" لاشك بأن يؤثر بحالة من الإيجاب على بقية المعسكر الأوربى كله للإرتباط والإلتصاق العضوى بين تلك الدول ومنظماتها ومؤسساتها المالية والإقتصادية حيث سيتبارون فى بحوثهم العلمية لإيجاد مصادر جديدة للطاقة والتى كانت قد بدأت قبل إندلاع أزماتهم الإقتصادية بإستخدام المحاصيل الزراعية من الحبوب فى إستخراج طاقة حيوية مما أثر تأثير مباشر على موازنات الدول الناشئة المعتمدة على إستيراد غذائها الرئيسى (القمح) من تلك الدول حتى وصل سعر الطن إلى أكثر من خمسمائة وثمانون دولار واليوم إنحدر إلى سعر لا يزيد عن 450 دولار ولكن إلى حين !!
فماذا نحن فاعلون ؟وماذا نحن مخططون للأيام الأكثر سواداً القادمة ؟حينما تعود هذه الدول من رحلتها المصدومة إلى إفاقتها من (عبث) الأزمة الإقتصادية ؟ عام 2008 كما ترتب على هذه الأزمة من أزمات فى شتى أنحاء العالم.
لا أعتقد أن المسئولين عن خطة الدولةومنهجية عملها فى التخطيط وخاصة فى مجال الأمن الغذائى لشعب مصر قد إستوعبوها حينما تحدث الرئيس "السيسى" عن ضرورة  إكتفائنا الذاتى من المحاصيل الرئيسية عن 80% مما نحتاجه فى عام 2030 وهنا وفى هذه الفترة الزمنية المحددة نحتاج لخطة فى تعديل خريطة محاصيلنا الزراعية ونحتاج لوزير أو قائد للزراعة أو مؤسسة يقوم عليها مجموعة إستراتيجية لوضع تصور لمجال مصر فى الزراعة بعد عشر سنوات دون الإعتماد على وزير أو رئيس وزراء ،فقط نحتاج لجنة قومية أو مؤسسة وطنية محددة الأهداف ومعروفة الأنساب والأفكار والخبرات ويكون لها المسئولية والحرية فى إتخاذ ما تراه من قرارات وتعديلات وتغيير فى شبكة إتصالاتها من أجل القيام بما هو موكول لها خلال فترة زمنية محددة تبتعد فيها عن التلميع الإعلامى أو الإنبهار بسلطة ما أو العمل فى ظل مراكز قوى صغيرة المستوى وقصيرة النظر بل يجب أن تتبع تلك اللجنة أو المؤسسة الصغيرة فى حجمها وعددها رئيس الدولة أو أحد مؤسسات الدولة الكبرى لتستمد قوتها وتستمد شرعية قرارها !!
هذا ما يجب أن نأخذه بعين الإعتبار فإن أكثر ما يهدد هذا الوطن هو غذاء شعبه بجانب أشياء أخرى ستفتح لها أبواب قادمة وللحديث بقية .....