خطة "حفتر" لإغراق "الديك التركي" فى ليبيا

العدد الأسبوعي

حفتر
حفتر


يواجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مأزقاً شديداً مع مستوى تورطه فى الحرب الليبية، خصوصاً أن درجة انغماسه فى دعم حكومة الوفاق الليبية التى تنتمى لجماعة الإخوان، قد تتحول إلى مشاركة كاملة تستنزفه وتلحق به هزيمة ستكون مكلفة بشدة له.

بعنوان «المشير حفتر يحاول خداع تركيا لتجاوز حدودها فى ليبيا»، نشر موقع الأبحاث والدراسات الاستراتيجية والاستخباراتية «جلوبال ريسرش»، تحليلا للمشهد الليبى.

قدم التقرير أندرو كوريبكو المحلل السياسى الأمريكى المقيم فى موسكو، وهو مساهم دائم فى المركز العالمى، وحسب التقرير، أمر قائد الجيش الوطنى الليبى، قواته بمهاجمة السفن والشركات التركية التى اتهمها بمساعدة حكومة الوفاق الوطنى والجماعات الإرهابية المتحالفين معاً، وكذلك اعتقال المواطنين الأتراك فى البلاد، وهو ما يمكن اعتباره محاولة لخداع تركيا عن طريق استفزازها إلى «زحف المهمة» بحيث ينتهى بها الأمر وهى محاصرة فى المستنقع الليبى.

وتعبير مستنقع الحرب يتم استخدامه كإشارة لتورط جيش دولة أجنبية فى حرب أهلية فى دولة أخرى، وارتبط هذا المصطلح بالتدخل الأمريكى فى فيتنام حيث تلقى الجيش الأمريكى هزيمة لاتزال تمثل وصمة عار فى تاريخ العسكرية الأمريكية.

نجح المشير حفتر، بالفعل فى السيطرة على معظم أنحاء ليبيا باستثناء العاصمة طرابلس، حيث تحظى الجماعات الإرهابية المسيطرة هناك بالدعم التركى.

وقد تدخل الحرب فى ليبيا مرحلة جديدة إذا نفذت قوات الجيش الليبى بقيادة حفتر تهديدات قائدها بمهاجمة السفن والشركات التركية وكذلك اعتقال الأتراك.

كانت الحرب الليبية نتيجة مباشرة للحرب التى شنتها قوات حلف الناتو عام 2011 على ليبيا والتدافع الدولى اللاحق من أجل التمتع بالنفوذ فى الدولة الإفريقية الغنية بالبترول والتى تتميز بموقع جغرافى مهم.

ويؤكد التقرير أن تركيا التى يقودها رجب طيب أردوغان، المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين بحكم الواقع تسعى لاستعادة إمبراطوريتها العثمانية من خلال إنشاء حكومات متحالفة أيديولوجياً معها عبر القارات.

وتتألف حكومة الوفاق الوطنى من مقاتلى جماعة الإخوان الذين وصلوا إلى السلطة بعد عام 2011، وهذا هو سبب دعم أردوغان بقوة خصوصاً أنه له مصلحة فى استمرار قيادتهم للبلاد، بطبيعة الحال، ينظر حفتر إلى هذا التعاون بين حكومة الوفاق وتركيا باعتباره خيانة وطنية.

يهدد قائد الجيش الوطنى الليبى، بأن يكون تدخل أنقرة غير الرسمى فى بلاده ذا تكلفة مادية كبيرة بالنسبة لأنقرة، بهدف إجبارها على التراجع أو التهور بإرسال «قوات زحف» والمخاطرة بالتجاوز المفرط فى دعم الميليشيات الإرهابية التى يمكن اعتبارها وكيلاً إقليمياً لتركيا فى هذه الحرب.