ننشر خط سير الموكب الضخم للمومياوات الملكية من التحرير لمتحف الحضارة

العدد الأسبوعي

متحف الحضارة - صورة
متحف الحضارة - صورة أرشيفية


فى حدث فريد ينتظره العالم أجمع، أعلن الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، الأسبوع الماضى، اعتزام مصر تنظيم موكب ضخم لنقل المومياوات الملكية من موقعها الحالى بالمتحف المصرى بالتحرير إلى قاعة المومياوات الجديدة بالمتحف القومى للحضارة بالفسطاط، حيث سيضم الموكب 22 مومياء لأشهر ملوك مصر القدامى و17 تابوتاً أثرياً.

«رفضت نقل المومياوات الملكية دون موكب يليق بهم.. فلسنا أقل من فرنسا تقديرًا واحترامًا لملوكنا وهى التى نظمت استقبالاً رسمياً لمومياء الملك رمسيس الثانى، فما بالك وأننا ننقل رمسيس الثانى و21 ملكاً آخرين..العالم بأكمله سيشهد هذا الحدث.. الذى ستُغلق فيه شوارع القاهرة ويحتشد الطلبة والشعب لتحية ملوك مصر العظام.. وستبثه كافة القنوات المحلية والعالمية « بهذه الكلمات وصف وزير الآثار موكب المومياوات الملكية مؤكدًا أنه لن يكون قبل سبتمبر المقبل.

فى هذا التحقيق ننفرد بنشر خط سير الموكب، حيث علمنا من مصادرنا أن الموكب سيخرج من المتحف المصرى بالتحرير باتجاه كورنيش المعادى بدءا من جاردن سيتى حيث أراد الوزير أن يسير ملوك مصر بجوار نهر النيل سر الحضارة المصرية القديمة كنوع من الربط التاريخى بينهما.

ويستمر سير الموكب بطريق الكورنيش فيمر على قصر العينى والمنيل حتى قبل المعادى حيث سينحرف يسارًا بجوار بنزينة مصر القديمة ليتخذ الكوبرى المؤدى لمنطقة الجيارة ومنها إلى متحف الحضارة مباشرة.

وكشفت المصادر «التى تحتفظ «الفجر» باسمها أنه جار حاليًا تهيئة الكوبرى المؤدى للجيارة والطريق من الجيارة إلى متحف الحضارة وكذلك الطريق داخل المتحف من البوابات وحتى مخازن الآثار والتى ستوضع بها المومياوات لحين عرضها بأماكنها المخصصة، بحيث تكون تلك الطرق ممهدة بنعومة خالية من أى مطبات قد تعرض المومياوات للخطر.

وأوضحت المصادر أنه من المتوقع أن يختار العنانى صباح يوم جمعة أو سبت كموعد لتنظيم الموكب استغلالًا للعطلات الرسمية لتفادى الزحام.

وعن تفاصيل المومياوات التى ستخرج فى هذا الموكب فإنه تم التصريح بأنها خاصة بـ18 ملكاً وأربع ملكات هن الملكة ميرت آمون والملكة أحمس نفرتارى والملكة حتشبسوت والملكة ست كاموس.

أما أشهر ملوك الموكب فهم الملك سقنن رع والملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثانى والملك مرنبتاح والملك أمنحتب الثانى والملك تحتمس الثانى والملك تحتمس الأول والملك تحتمس الرابع والملك امنحتب الأول والملك سيتى الأول والملك سقنن رع تا عا الثانى والملك رمسيس الرابع والملك سيتى الثانى والملك رمسيس الخامس.  

ومن حيث تغليف المومياوات لتأهيلها وإعدادها لهذه الرحلة، يقول مؤمن عثمان، مدير الترميم بالمتحف المصرى بالتحرير، إنه سيتم تحريك المومياء من خلال ثلاثة شرائط عريضة مصنوعة من مادة ناعمة يتم وضعها تحت المناطق القوية بجسد المومياء بالكتف والخصر والقدمين وتُنقل من خلال هذه الشرائط على حامل من خام الألومنيوم تم استيراده خصيصًا من أمريكا لكونه نوعاً لا يصدر أى انبعاثات قد تؤثر على المومياء.

وأضاف:» يتخذ الحامل شكل المومياء من الظهر بمجرد أن توضع عليه فيحد من حركتها، ثم يتم نقلها بالحامل فى كبسولة نيتروجينة وهى كبسولة مفرغة تمامًا من الأكسجين وممتلئة بغاز النيتروجين الخامل حتى لا يكون هناك أى تفاعل مع المومياء، فضلًا عن كونها تتيح التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة مشيرًا إلى أن درجة الحرارة المناسبة لجسد المومياء تتراوح ما بين 18 و22 درجة مئوية».

وتابع: «بعد إغلاق الكبسولة وضبط درجة حرارتها ورطوبتها يتم وضعها داخل صندوق خشبى توضع عليه صورة الملك صاحب المومياء وصورة المومياء نفسها حتى تتمكن الجماهير من مشاهدة صورتها عند مرورها بالموكب».

وأكد عثمان أن عملية تغليف ونقل المومياوات الملكية تتم بأيد مصرية 100% وأنه لن تتم الاستعانة بأى خبرات أجنبية فى هذا الحدث.

بمجرد وصول المومياوات لمتحف الحضارة ستتجه إلى مخزن المومياوات هناك، هذا ما أكده مصطفى إسماعيل، المشرف العام بمتحف الحضارة، مضيفا أنه وحدة تضم إمكانيات نادرة لا توجد سوى ببعض متاحف أوروبا كالمتروبوليتان، مشيرًا إلى أنه جار الإعداد لهذا الحدث منذ عام ونصف العام حيث جهزوا وحدات نقل مضادة للاهتزازات فى جميع الاتجاهات، وأجروا تجارب نقل وحفظ مومياوات على مومياوات خاصة بالأفراد، قبل أن يتم تطبيقها على المومياوات الملكية وقد جاءت النتائج مثالية «بحسب تعبيره».