الرقابة رفضت العمل فى البداية.. ورشحت فيفى عبده

منوعات

الغيطى وفيفى عبده
الغيطى وفيفى عبده من مسلسل "الغجر"


 شهيرة النجار

نحاور الكاتب محمد الغيطى صاحب مسلسل "مملكة الغجر"


كان مسلسل -مملكة الغجر- المصرى الوحيد الذى دخل بالدراما المصرية المنافسة على المنصات الإلكترونية العربية التى تذيع دراما عربية وحصل على المركز الخامس أكثر من 15 مرة وسط أكثر من 300 مسلسل عربى برمضان الماضى وحقق المعادلة الغريبة بين توغله بين بسطاء الشارع المصرى لدرجة كتابة اسمه على التوك توك!

ويلفت انتباه أوروبا لتكتب الاندبندنت اللندنية قائلة: لا تزال هناك دراما مصرية تمارس العداء للصهيونية ولإسرائيل، إنه مسلسل مملكة الغجر الذى تناول فى العشر حلقات الأخيرة منه حكاية الجنيزة وهى الوثائق اليهودية التى كانت بالمعابد اليهودية فى مصر وسرقها الهناجرة ومازال للآن يبحث عنها اليهود حتى يغيروا الحقائق التاريخية مثلما فعلوا فى التوراة والتلمود بأن لهم فى الوطن وفى الأصل ليس لهم حق فى شيء، وكان الغجر الهناجرة هم حراس المعابد اليهودية منذ مئات السنين خاصة فى فترة الحكم العثمانى وكان ذلك هو الخط الرئيسى للعمل والنسيج بالعمل الدرامى وله خطوط فرعية أخرى كتجارة الأعضاء ومافيا السلاح والمخدرات وخلافه، ولكن البحث عن الجنيزة من خلال المافيا الصهيونية العالمية التى أرادت الحصول على الوثائق غلبت على العمل ومن خلال السياق الدرامى تنجح أجهزة الأمن المصرية فى زرع عميلة داخلهم وهى شخصية غزال التى أدت دورها «هبة عبدالحكيم» سائق التوك توك حتى تصل لداخلهم وكانت بطلة العمل الخالة نعمة التى أدت دورها باقتدار فيفى عبده مع تسليم الوثائق لأنها ستستلم مليار دولار لكن فشل المخطط وبسبب هذا التناول الدرامى اللى بالبلدى سمع وجذب انتباه المشاهد المصرى البسيط وحقق أعلى نسبة مشاهدة وترند على اليوتيوب حتى أن الصحف العالمية تحدثت عن العمل، وكان لابد أن أحاور مؤلف العمل الزميل الصحفى والإعلامى المتميز محمد الغيطى صاحب رصيد درامى حوالى 34 مسلسلا تليفزيونيا لعل أشهرها «ملح الأرض» و«فارس بلا جواد» لمحمد صبحى و«حد السكن» لهدى سلطان، وكان أول بطولة لعبلة كامل و«صرخة أنثى» و«شق التعبان» و«بنت من الزمان دا» و«أدهم الشرقاوى» و«منتهى العشق» و«البحر والعطشانة» وله 7 مسلسلات إذاعية و12 عملا مسرحيا وكان أصغر من حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الأدب.

قال محمد الغيطى عن هذا العمل إن الرقابة كانت فى البداية رافضة له وبالتحدث معهم عن الأمر ومناقشتهم ومقابلتهم حوالى أربع وخمس مرات وصلنا بالحوار إلى ما ظهر على الشاشة مع إشادتهم بالعمل ككل وبعد مشاهدة 15 حلقة كتبوا أنه أقوى سيناريو متناسق شاهدوه منذ سنوات.


1- حكاية إنتاج المسلسل بالآجل والاستقلال!

وعندما كان السؤال من المنتج؟ كانت الإجابة جديدة حيث إنها أول تجربة مستقلة وحكى الغيطى أنه عندما وجد أن نظام الإنتاج للأسف الشديد لا يسمح بتلك الموضوعات وأحجم عدد كبير من مشاهير الإنتاج عن الدخول فى العمل، مرة أخرى ذهبت لمسعد فودة نقيب المهن التمثيلية وقلت له إن النقابة تعانى البطالة والنقابات بالخارج تقود الإنتاج ولها دور فيه فلم لا نتعاون ونعمل جميعاً بنظام المساهمة يعنى المخرج مساهم والمؤلف مساهم والإنتاج والممثلون وبعد ذلك الناس تأخذ فلوسها بعد البيع لكن واجهتنا مشكلة من أين نحصل على السيولة الأسبوعية للتحرك والماكياج والأكل والبلاتوهات وخلافه والحقيقة أن مسعد فودة استحضر بعض الممولين مع شركة التوزيع وهى الماسة وكذلك خفضنا التكلفة يعنى العمل بأقل تكلفة رغم ثراء الصورة على الشاشة.


2- فيفى خفضت أجرها للنصف ولم تتقاضه كاملاً للآن

وحول اختيار بطلة العمل فيفى عبده كان السؤال من الذى اختارها وكيف قبلت بفكرة المشاركة بالعمل عن طريق نظام المساهمة؟ كانت الإجابة على لسان الكاتب الكبير محمد الغيطى أن ترشيح اسم فيفى عبده كان من جانبى وكانت هناك أسماء أخرى مرشحة مثل إلهام شاهين وسوسن بدر وهالة صدقى لكن التسويق قال إن القنوات عايزة فيفى فتفاوضنا معها وقبلت بفكرة المساهمة بل خفضت أجرها للنصف ثم لم تقبضه إلا بعد بيعه للقنوات وأخذت للآن جزءا من الأجر والباقى حتى الآن لم تأخذه وكذلك باقى الممثلين، أما أنا فحاسبونى على آخر أجر أخذته من 6 سنوات وكان مسلسل «البحر والعطشانة» إنتاج عادل حسنى وبطولة رولا سعد وأحمد فهمى أما اختيار حورية فرغلى لمشاركة فيفى عبده، فكما قال الغيطى إن حورية كانت قد أحضرت فى البداية لنا منتجاً وكان هذا المنتج قد استحضر mbc لتذيع العمل ثم تبخر الاتفاق وجاءنا إحساس أن المشروع لن يتم فلما جاءتنى فكرة التعاون مع نقابة المهن التمثيلية ثبتنا اسم حورية فرغلى.


3- هل اسم ابنتك ميار بالعمل ترشيحك وكما يقال تفرضها على كل عمل؟

بالعكس آخر مرة اشتغلت ميار الغيطى فى عمل لى كان 2009 يعنى 10 سنوات بالتمام والكمال لا تعمل معى وهو الهروب من الغرب وعملت ثلاثة مسلسلات تليفزيونية وأربعة إذاعية لم تعمل معى فى أى منها والذى رشحها هو المخرج لأنها كانت قد شاركت فى مسلسل «طلعت روحى» و«أريد رجلاً» ومكسرة الدنيا فقاطعته لكن أنت الذى قدمتها لعالم الفن أليس كذلك؟ نعم ميار ظهرت فى مسلسل عواطف النساء بطولة حسن يوسف ونجوى إبراهيم وهى طفلة وبعد ذلك لم تعمل ثم شاهدها تامر حسنى ونصر محروس وهما من طلبا منها المشاركة فى فيلم «كابتن هيما» الذى جسدت فيه دور أخته وكانت وقتها تعمل مسرح مدرسى وشاهدها تامر وقال أنا عايز دى تمثل دور أختى فى الفيلم.

خرجت من موضوع ميار لأسأله هل المسلسل غطى تكلفته؟ أجاب بكل صراحة العرض الأول لا، لكن بالعرض الثانى مفترض يغطى التكلفة ويكون فيه هامش ربح، والحقيقة هناك شيء لم نكن نحسب له حسابا وهو المواقع الديجيتال التى تذيع الدراما وهى لم تكن فى حساباتنا بالماضى وهى مصدر جيد للإنتاج الدرامى والمشاهدة من قبل القوى الناعمة المصرية والحقيقة أستغل هذا الحوار والكلام مازال للغيطى وأطالب بعودة ماسبيرو ومدينة الإنتاج الإعلامى لأن ناس كثيرين كانوا يعملون بالدراما التى تشغل ملايين المصريين بداية من ورش النجارة ومروراً بالسائقين حتى آخر مشهد وهو ظهور العمل على الشاشة وكنا كل عام ننتج 72 عملاً هذا العام أنتجنا حوالى 17 عملا منها خمسة أعمال منتجة من العام الماضى لأن كل فراغ يجد من يملأه فأخشى ما أخشاه عودة الدراما التركيا والسورية والمكسيكية، فنحن مصر القوى الناعمة بفننا وأتمنى عودة الدولة لإنتاج الأعمال الدرامية والدينية وأعمال السير مثل «أم كلثوم» و«قاسم أمين» زمان والأعمال الوطنية كل هذا اختفى ولن يعود للشاشة إلا بعودة كيانات الدولة للإنتاج.

والحقيقة أن ما فعله إعلام المصريين من تقليل أسعار النجوم قضى على آفة كنا نعانى منها منذ سنوات طويلة لأن النجم كان يأخذ حوالى نصف بل ثلثى الميزانية فانهارت الدراما ورأيى أن تقليل سعر النجم لابد أن تتبعه حزمة إجراءات منها التأكيد على المحتوى فمثلاً هذا العام وجدنا حوالى 7 أعمال منقولة من أعمال أجنبية مثل «زى الشمس» و«ولد الغلابة» و«علامة استفهام» وهذا لا يعنى أن كتاب الدراما نضبوا وإنما الاعتماد على شباب الورش غير الناضجين وإقصاء جيل الرواد من المؤلفين وجيل الوسط مثل وحيد حامد وكرم النجار ويسرى الجندى وأبو العلا السلامونى وغيرهم فإذا سارت دراما الورش مع دراما كبار الكتاب سيكون فيه تنوع وثراء والحقيقة أننى صدمت هذا العام من دراما الكوميديا فهى اسكتشات تهريجية صادمة لم يعجبنى منها شيء وأكرر لابد من وجود عمل وطنى وتاريخى ودينى على الخريطة الرمضانية العام القادم ولا ينبغى أن تكون الأعمال تهريجا فى تهريج فنحن نربى أجيالا وقد تربت أجيال على الدراما «رفاعة الطهطاوى» و«طه حسين» مسلسلات مازالت حية فى وجداننا، الحقيقة كلام الأستاذ محمد الغيطى أتفق معه مائة بالمائة لابد من عودة الدراما التاريخية والوطنية وأعمال السير.