"ضربة مدمرة ووساطة بريطانية".. الصراع الأمريكي الإيراني في المنطقة العربية يتواصل

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ظهرت مؤشرات جديدة على تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في المنطقة، وهو صراع شاركت فيه إيران بضرب ناقلات النفط في الخليج واسقاط طائرة أمريكية، وقد هددت واشنطن بتوقيع ضربة مماثلة علي إيران ثم تراجع ترامب عن قراره وسط تخوفات بنشوب حرب مدمرة في المنطقة.

 

ضربة إيرانية

 

حذرت إيران، الخميس الماضي من أن انتهاك حدودها يشكل "خطا أحمر"، وذلك بعد إسقاط "طائرة تجسس أميركية مسيرة" اخترقت المجال الجوي للجمهورية الإسلامية، وأكدت واشنطن إسقاط إيران طائرة الاستطلاع المسيرة.

 

وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان إن "نيران الدفاع الجوي للحرس الثوري أسقطت الطائرة المسيرة في ساعات الصباح الأولى في محافظة هرمزكان في جنوب إيران".

 

وأضاف البيان أن الطائرة، وهي من طراز غلوبال هوك (تصنعها الشركة الأميركية نورثروب غرونمان)، أُسقطت في منطقة كوه مبارك “بعد أن اخترقت أجواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

 

الطائرة الأمريكية

 

اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بإسقاط الحرس الثوري الإيراني لطائرة مسيرة أمريكية، وهو ما يزيد من حدة التوتر بين واشنطن وطهران بالمنطقة، رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلل من خطورة الهجمات الإيرانية في وقت سابق.

 

وقال البنتاجون، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن الطائرة الأمريكية المسيرة أسقطتها إيران على مسافة 17 ميلا من الأجواء الإيرانية، موضحا أن البحث جار عن حطامها.

 

وأضاف البيتاجون، أن الطائرة التي تعرضت للهجوم كانت في مهمة استطلاع على ارتفاع 60 ألف قدم فوق الأجواء الدولية، ولم تخترقها كما زعم الحرس الثوري، مشيرا إلى أنه سيتم عقد اجتماع على مستوى رئاسة الأركان ومجلس الأمن القومي لدراسة كيفية الرد على إسقاط الطائرة الأمريكية

 

ضربات أمريكية

 

قال مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن معدات عسكرية في المنطقة وضعت قيد التأهب لمدة 72 ساعة، مضيفا "من بين المعدات، توجد سفينة حربية من نوع (USS Leyte Gulf)".

 

وتابع المسئول، الذي لم تكشف "نيوزويك" اسمه "ظلت القوات الأمريكية متأهبة حتى الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي أمس الجمعة، فيما كان يتوقع شن الضربة خلال ساعة، قبل أن يتم إلغاؤها، وفي حدود الساعة السادسة والنصف صباحا قيل إن المخطط لا يزال قائما دون كشف تفاصيل".

 

وكانت الضربات ستكون بمثابة رد واشنطن على إسقاط إيران طائرة مسيرة أمريكية، بينما كانت تحلق على ارتفاع كبير في المجال الجوي فوق مضيق هرمز، الخميس.

 

وذكر مسئول آخر في البنتاجون أن من بين الأهداف التي كانت مستهدفة بالضربة الأمريكية "نظام الصواريخ S-125 Neva / Pechora"، وهو نظام من صنع الاتحاد السوفيتي يعرف باسم SA-3 Goa.

 

ويعتقد الجيش الأمريكي أن هذا السلاح جرى استخدامه من طرف الحرس الثوري الإيراني لإسقاط طائرة استطلاع أمريكية مسيرة، يوم أول أمس.

 

وقف ضربات ضد إيران

 

كشف الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، أمس الجمعة، أنه أوقف الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران قبل 10 دقائق من شنها.

 

وأرجع ترامب قراره، إلى أن الرد المتمثل في الهجوم العسكري، لم يكن مناسبا على إسقاط طائرة مسيرة، مؤكدا أن الضربة الضربة العسكرية كانت ستستهدف 3 مواقع، ولفت الرئيس الأمريكى، إلى أن واشنطن خططت لضرب ثلاثة مواقع مختلفة ردا على إيران، لكن تم إبلاغه بأن 150 شخصا سيلقون حتفهم.

 

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه "لديه شعور بأن هذا كان خطأ ارتكبه شخص ما لم يكن يجب عليه ارتكابه". ولم يستبعد ترامب أنه قد يكون شخصًا يتصرف "بمفرده وغبي"، وربما "جنرال أو شخص ارتكب خطأ".

 

عقوبات إضافية

 

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، أن إدارته تعمل على تطبيق المزيد من العقوبات على إيران، موضحا أن العمل العسكري ضد إيران لا يزال خيارا مطروحا

 

وأكد خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، اليوم السبت، أن العقوبات الأمريكية الإضافية على إيران تهدف منعها من امتلاك السلاح النووي، مشددا على أنه لا يريد حربا مع إيران.

 

ودعا النظام الإيراني ليكون ذكيا في التعامل مع واشنطن ويهتم بشعبه، موضحا أنه سيتعامل من جديد مع النظام الإيراني ويعلي شعار"لنجعل إيران عظيمة مرة أخرى"، كما أكد أنه يثق بمستشاره للأمن القومي،جون بولتون، بشأن رؤيته حول إيران، موضحا أن الأخير يقوم بوظيفة رائعة ولكن يتخذ مواقف صعبة.

 

واسطة بريطانية

 

أكد وزير الخارجية البريطاني، أندرو موريسون، اليوم السبت، أن الوزير سيجري محادثات "رفيعة المستوى" مع الحكومة الإيرانية غدًا، ومن المقرر أن يطالب وزير الخارجية البريطاني (بالتصعيد العاجل) لخفض التوترات بين إيران وخصومها، بما في ذلك الولايات المتحدة.

 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: "في هذا الوقت الذي يزداد فيه التوتر الإقليمي، وفي فترة حاسمة بالنسبة لمستقبل الاتفاق النووي، تعد هذه الزيارة فرصة لمزيد من الانفتاح والصراحة والبناء مع حكومة إيران".

 

حل سياسي

 

ومن جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في كلمة لها اليوم السبت،خلال تجمع سنوي للكنائس البروتستانتية، إنه يجب التوصل إلى حل سياسي لأزمة إيران.

 

وأشارت المستشارة، إلى أن على المجتمع الدولي أن يسعى للتوصل إلى حل سياسي لأزمة إيران، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه ألغى ضربة عسكرية مقررة ضد إيران، بعد قيام الأخيرة بإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار.

 

وأضافت ميركل، أن قضية إيران ستخضع للنقاش خلال قمة مجموعة العشرين التي تبدأ هذا الأسبوع في اليابان، وإن كان ذلك على مستوى المحادثات الثنائية.