صحف عربية: "قمم مكة" تصدت للألاعيب القطرية

عربي ودولي

قطر
قطر


تصدت قمم مكة الثلاث للألاعيب القطرية، في الوقت الذي حملت فيه هذه القمم رسائل مهمة.

 

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن دعوة وثيقة مكة إلى التعايش والسلام ونبذ العنف تمثل رسائل استراتيجية مهمة يجب التمسك بها، في الوقت الذي أشادت فيه كثير من الدول بضرورة تقديم رؤية شاملة وواضحة لكيفية الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وثيقة مكة

وقرأ الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط أميل أمين وثيقة مكة الصادرة عن السعودية والتي ناقشتها القمة الإسلامية.

 

وقال أمين إن "وثيقة مكة مبهجة للنفس، خاصة وإنها تعبّد الطريق للسائرين على دروب الصراع العرقي، ورافعي رايات القوميات والعصبيات".

 

وأوضح أن "النرجسية المستنيرة التي نلمسها في هذه الوثيقة موصولة بمكاشفة الذات ومصارحتها"، موضحاً أن الوثيقة تسعى إلى تفاهم وجداني وإيماني بين العالم الإسلامي وبعضه البعض، تجنباً للفتن، وسعياً للسير على دروب الوئام، وتالياً تفتح الأبواب واسعة أمام التلاحم بين العالم الإسلامي وشعوب الكون قاطبة.

 

وأشار الكاتب إلى أهمية توقيت صدور وإقرار الوثيقة، موضحاً أنها تجيء حاملة في وقت مهم وحساس تتعرض فيه الأمة الإسلامية لتحديات جمة في العالم.

 

وأشار الكاتب إلى أن المهم أن الوثيقة تدعو إلى إزالة الركام الذي علق بصحيح الإسلام في عقود سابقة، إذ تنادي بأن التعرف على الإسلام يستدعي الرؤية الموضوعية التي تتخلص من الأفكار المسبقة، لتفهمه بتدبر أصوله ومبادئه، لا بالتشبث بشذوذات يرتكبها المنتحلون لاسمه، ومجازفات ينسبونها زوراً إلى شرائعه.

 

وأشار إلى أن صدور هذه الرؤية من مكة قلب الإسلام النابض فإن أحداً لا يمكنه أن يزايد عليها، مشيراً إلى أنها "دعوة صادقة لإيقاف خطاب العنصرية والكراهية أيا كان مصدرها وذريعتها".

 

رسائل قطرية ملتبسة

وقالت صحيفة العرب إن "السعودية أربكت قطر حين دعتها إلى حضور القمم الثلاث التي تحتضنها مكة المكرمة، ما وضع الدوحة أمام تحدي توضيح موقفها أمام القمة بشأن الكثير من القضايا العربية والإقليمية".

 

وقالت الصحيفة إن "الدعوة ورغم إنها تعتبر إجراء بروتوكولياً وروتينياً يشمل الجميع، فإن قطر كانت تراهن على أن القيادة السعودية لن توجه لها الدعوة، ما يسمح لها بتحريك أدواتها الإعلامية للتباكي بشأن تغييبها عن تظاهرة دبلوماسية دولية كبرى، غير أن الدعوة السعودية غيّرت الحسابات القطرية".

وحذرت الصحيفة من المناورات القطرية، مشيرة إلى أن هامش المناورة هذه المرة لن يكون ممكناً، خاصة أن قطر ستجد نفسها وجهاً لوجه مع الولايات المتحدة ودول الخليج ولفيف واسع من الدول المقتنعة بضرورة التحرك للحدّ تداعيات سياساتها.

 

وأنهت الصحيفة رؤيتها لهذه النقطة بالحديث عن المشاركة القطرية، قائلة إن "المحللين يرون أن مشاركة قطر في قمم مكة، كشفت عن أنها المعطل الرئيسي لفتح ملف أزمتها مع دول المقاطعة، وأنه بدلاً من البحث الطويل عن الوسطاء والتحرك على أكثر من جبهة لإثبات المظلومية، كان يمكن لها أن تستثمر رمزية مكة المكرمة، وحجم المناسبة الدبلوماسية والتركيز الإعلامي والدولي عليها، بمبادرة عملية أو موقف لافت يظهر حسن النية والرغبة في تطويق أزمة استمرت لأعوام".

 

الرؤية المصرية

وتحدثت افتتاحية صحيفة الأهرام عن الرسائل المصرية بقمم مكة، وقالت الصحيفة "لا شك في أن الزعماء المجتمعين في مكة حريصون على الإنصات لرؤية مصر لكيفية التعامل مع التحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية".

 

وقالت الصحيفة إن "مصر لديها رؤية شاملة وواضحة لكيفية الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وسبل تعزيز التعاون المشترك بين الدول العربية".

 

وقالت الصحيفة إن "الجميع يعلم أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طرح هذه الرؤية، سواء فى خطاباته أمام الشعب المصري، أو في زياراته للأشقاء العرب".

 

وأوضحت أن تلك الرؤية المصرية تقوم على عدة مبادئ أساسية، أولها: أن تكون الأولوية دائماً للحفاظ على الدولة الوطنية والحيلولة دون انهيارها، وثانياً، أن الجيوش الوطنية للدول العربية هي درع الدولة وسيفها وحائط الصد ضد كل الراغبين في تدمير دولنا.

 

والمبدأ الثالث أن التدخل في شؤون الدول الداخلية ممنوع، وبالتالي لا يحق لأحد مهما يكن أن يعبث بسياسات الدولة لأن شعبها هو المسؤول أولاً وأخيراً عن قراراته.

 

أما المبدأ الرابع فهو أن القضاء على الإرهاب والمنظمات الإرهابية هو الخطوة الأساسية التي يجب البدء بها للحفاظ على الأمن القومي العربي.

 

الرؤية السعودية

وقرأت صحيفة "الرياض" كلمة السعودية في المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال، وهي الكلمة التي وصفها الكاتب والمحلل محمد الحسيني بأنها كانت قوية وهادئة وأكدت أن السعودية ستظل قاهرة للمد الفارسي، وخط الدفاع الأول للإسلام، المعتدل المتسامح.

وأشار الحسيني في تحليله إلى أن كلمات خطاب العاهل السعودي نفت أي مزايدة من البعض على دور المملكة في إيقاف خطاب العنصرية والكراهية، أياً كان مصدره وذريعته، بل إنها تدعو دائماً إلى الإصغاء لصوت الحكمة والعقل، وتفعيل مفاهيم التسامح والاعتدال.

 

وتطرق الحسيني إلى كلمات بعض من المسؤولين الآخرين، مشيراً إلى كلمة رئيس الشيشان رمضان قاديروف الذي رفض بشدة كل الاتهامات الموجهة للإسلام وللأديان الأخرى بالإرهاب.

 

ودافع عن موقف المملكة بقوة وقائلاً: "على كل من يهاجم السعودية أن يعرف أنها لن تكون وحيدة أبداً، بل معها مليارات المسلمين الصادقين ونحن في مقدمتهم".

 

وأنهى الحسيني رؤيته قائلاً إن "المطلوب الآن من المسلمين ترجمة كلمات خادم الحرمين الشريفين، والابتعاد عن العنف والكراهية"، موضحاً أن "عالم اليوم أحوج ما يكون إلى القدوة الحسنة، التي يقدمها المسلمون، والتي تعمل على نشر الخير للبشرية جمعاء، تحقيقاً لرسالة ديننا".