محمد أكرم دياب يكتب: مقابر أثرية للأعمال الخيرية

ركن القراء

محمد أكرم دياب
محمد أكرم دياب


"فيها ثلثي آثار العالم " تلك الجملة التي يفتخر بها كل مصري بعد ان حفظها من التكرار خلال مراحل تعليمه المختلفة، تخرج في الجملة تخصصات عديدة أكثرهم تأثر بها زاد شغفه بكنوز الاجداد فالتحق بكليات ومعاهد الاثار اما درجات الشغف الاقل فاكتفوا بمتابعة اخبار الكنوز المكتشفه ، وهناك شغف متوارث عن السابقون في اسرار الاثار لسرعة الثراء .

 الأخير خلق اجيال متتابعة من المفتشون عن الآثار دون الحاجة لكليات او معاهد فهو لا يحتاجها لتنضم للمتحف فهناك من يهبها ما اكتنز لاقتنائها، بتقدم الزمن طورت عصابات الاثار ادواتها سواء في التنقيب او التسويق او التهريب، دخلت السوشيال ميديا كعنصر اساسي بين التطورات الطارئة على العصابات المنقبة عن الكنوز .

ظهرت جروبات لبحث وتداول المشورات للتنقيب و اخرى لبيع القطع الاثرية و اخرى لشيوخ و حفارون لكشف المقابر واخرى واخرى واخرى، مايزيد عن ٢٠ تجمع فيس بوك وواتس اب اشتركت عليهم ظهروا خلال عام واحد بخلاف مالم اتوصل اليه اصبحت و امسي اتصفحهم للخروج بأفكار تحقيقات استطيع تنفيذها للجريدة .

احدث اجهزة الكشف عن الاثار، جروبات على السوشيال ميديا لتجارة الاثار، عروض شيوخ الاثار على الفيس بوك، نفذت منهم الكثير واصبحت افكارهم مستهلكة  ومنذ اسابيع وجدت نفسي في مجموعة جديدة ولكن مضمونها مختلف عن ما اعتدت عليه، هي فكرة جديدة لتجقيق جيد لكني ترددت في طرحها وقررت الاكتفاء بذكرها في مقال دون الاشارة لاي اسماء .

الجروب الجديد انشائه شخص كثر المعجبين بافعاله واعماله الخيرية، يضم نحو ١٠٠٠ عضو ويقدم البطل نصائحه في استخراج الكنوز بطريقة غير تقليديه فهو يعتمد على اشارات تركها الاجداد بجوار المقابر كدليل للدفن و اعتقاده السائد ان هذه تعد الطريفة الصحبحة للوصول الى المقابر الاثرية وأن غيرها من الطرق المتعارف عليها ليست الا نصب ودجل .

كثير من المنشورات كتبها الاعضاء يطلبون استشارة ادمن الجروب وتتبع "احنا كده قربنا ولا مفيش حاجه هنا" طلبات الاستشارات تاتيه بغزارة يوميا  عبر الواتس اب و الجروب ورسائل الموبايل مرفق معها صورة لمكان الحفر منها مايرد عليه ومنها ما يهمله لكثرتها.

ما لفت انتباهي في الجروب و صاحبه هو نهجه الجديد، فهو يقول ان كل المقابر المكتشفه فهي للاعمال الخيرية، او كما يقول نصا " الهدف اللي نخلصه العائد بتاعه بنساعد بيه المحتاجين و المكروبين"، ظننته نصابا ويستغل النقطة الاخير لطمأنة الضحايا. 

لكن ما ينشر يوميا من طلبات على الجروب لحالات إنسانية اكدت انه فك كربها غير انطباعي الاول، فهو يسد ديون لارامل و يساعد في تجهيز ايتام، بل يوزع حصص شهرية على أسر فقيرة، الامر الذي جعلني ترردت عن ذكر اسمه،  فالجروبات الاخرى اذا تابعتها ستحزن على على كم مجدنا المنبوش مقابل حصة دولارات تقسم بين سماسرة و نباشين و تجار، هذا لايعني دعمي لبائع المقابر الاثرية لصالح الاعمال الخيرية، ولكن نرجوا وقفة لهذا المسخ من الجانبين.