رمضان رزقه واسع.. فطيرة بالنوتيلا مشروع "عم محمد" لإسعاد الغلابة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بينما تتزين أرفف المحال التجارية بأصناف الكنافة المختلفة النكهات، والتي طلت علينا هذا العام بإضافات مبتكرة، كان محمد حسن يحاول أن يتفنن في عمل الفطير، لاسيما بمذاق النوتيلا؛ لتنشط حركة غير اعتيادية يوميًا منذ بدء الشهر الفضيل في قلب مدينة القاهرة القديمة "شارع المعز"، حول العربة الخشبية المُنبعث منها روائح ذكية تجذب المارة إليها عقب الانتهاء من فطورهم "الناس بتحب تحلي وبدور عن الجديد على قد ايديهم".





في مساحة لا تتجاوز ستة أمتار، أسس حسن، برفقة ثلاث من أصدقائه، بسوق الليمون المُتفرع من شارع المعز، مشروعًا بسيطًا يتمثل في طهي أصناف الحلويات الشرقية البسيطة طيلة شهور السنة، عدا شهر رمضان الكريم؛ كونها لا تقوى على المنافسة في ظل بحث الجمهور على كل ما هو جديد، لذا جالت في خاطرِه فكرة عمل فطائر مختلفة "مكنتش متوقع الإقبال عليها خاصة من الوافدين العرب لأنها مشهورة جدا في السعودية بس بيسموها مطبق والمغرب مسمن"، يقولها صاحب الـ(45 ربيعًا)، وتقلب يده اليمنى مستمرة بتقليب الفطائر بخفة واليسرى يضع بها بعض كميات السكر البودر، والفانليا، تتناغم مع شكل الحلوى ذهبية اللون.
 







يتطلع المارة بإبتسامة صامتة لصانع "حلويات الغلابة"-وهو الاسم الذي أطلقه حسن على نفسه- كأنه لا يحمل همًا ولا يبالى ضيقًا فترسل بشاشة وجهه شعورًا خفيًا يجذب المواطنين للشراء منه، خاصة أن سعرها يبدء من خمس جنيهات للمصرين، بينما تختلف أسعارها حسب الجنسية، فالجنسيات العربية سعرها يختلف عن الوافدين الأجانب، "الفطيرة هي ورزقها.. ساعات ناس بتعدي مش معها فلوس فبديهالها"، بالرغم من ارتفاع أسعار الغاز والخامات، لاسيما الشيكولاتة، والتي يحاول أن يشتري نوع أرخص من النوتيلا ولكن بنكهة مماثلة لها، لتصل قيمة "فطيرة النوتيلا والبسبوسة" عشر جنيهات بخلاف "الجبنة، والطحينة والعسل".







لم ينتهِ شغف وإقبال المواطنين على تناول "حلويات الغلابة"، حتى وجبة السحور، موعد انتهاء حسن، من عمله لعودته لمنزله، بعد يوم شاق، ليستمر في رحلته اليومية، الذي يشرع فيها عقب صلاة فريضة العصر "ببدأ أجهز العجين هنا في المخزن الصغير أنا واصحابي.. ونروح نفطر ونجري كل واحد ياخد عربيته وينزل بها"، ليحتسي الشاي على عربته الخشبية المكتاظة بخامات الفطائر. فمهنته الذي اكتسبها من والدته التي كانت تساعد والده في عمل الكنافة والبسبوسة منذ عشرين عامًا، هي مهنته الوحيدة لرزق أبنائه الثلاث والذي أكبرهم في الصف الأول الثانوي "نفسي اعلم ولادي ومحمود يطلع دكتور". 






لم يخطر بباله، أن فكرته تنجح من أول أسبوع في الشهر الكريم، مرجعًا ذلك، لارتفاع أسعار كنافة النكهات، والتي تصل سعرها إلى 500 جنيه، وفضول البعض الذي كان سببا في شراء البعض منه، بعدما وجدوا عبوات الجبن والشيكولاتة متراصة بجوار صاج الفطائر "كانوا بيسألوا هو مش ده فطير عادي"، فكان يحاول يشرح لهم الاختلاف، مما ساعد في زيادة الإقبال "رمضان رزقه واسع"، حتى بدل صديقه الثالث الذي كان يدور داخل الأزقة بعربة الكنافة والقطايف، لحرص البعض على تناولها بالفطائر المغطاه بالعسل.