منسق شارع المعز يحكي عن شبرا حي الباشوات والأعيان "شانزليزيه الشرق"

أخبار مصر

بوابة الفجر


حي شبرا، وعندما يذكر الاسم على الفور يقفز إلى الذهن عدد من الأسماء والأماكن، فمن روض الفرج إلى الخلفاوي، ومن كلية الهندسة إلى معهد ناصر إلى جامع الخازندار إلى قصر محمد علي، ومن نجيب الريحاني وسعاد حسني وبليغ حمدي إلى طاهر أبو زيد وماجد الكدواني ومدحت صالح، ثم الآن إلى محور روض الفرج أعرض جسر في العالم ذو الممشى الزجاجي، هكذا الآن حي شبرا فكيف كان. 

ويحدثنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي عن حي شبرا قائلًا، "بحب يا شبرا يا جامعة محمد وعبد المسيح" هكذا غنى الراحل ابن شبرا محرم فؤاد فشبرا بحق هي معقل المشاهير والفنانين، وكما جاء فى كتاب "القاهرة في عصر إسماعيل" للمؤرخ عرفة عبده، والذي نقل لنا آراء الرحالة ووصفهم لشبرا وحدائقها. 

ويكمل فوزي في تصريحاته الخاصة للفجر الإلكترونية قائلًا، وصف الرحالة والفنان الفرنسي مونتبار شبرا فى القرن الـ ١٩ بأنها شانزليزيه الشرق، لا يسكنها ويتنزه بها إلا الطبقه الراقية من القاهريين والعربات الفخمة تجرها الجياد المطهمة، والتي تحمل أفراد الأسرة الخديوية والأمراء والأعيان يتقدمها القمشجية أو السياس. 

وعن تاريخ شبرا قال فوزي، اسمها شبرو المحرف عن الكلمة القبطية جبرو وتعنى التل أو الكوم كما توجد كثير من المدن فى مصر تحمل اسم شبرا كانت ترد أيضًا باسم شبرا دمنهور وشبرا الخيمة وشبرا القاهرة. 

وتكونت شبرا نتيجه انحسار النيل وكانت بدايتها جزيرة وأراضى زراعية ثم ازدهرت فى العصر المملوكي إلا أن الازدهار الأكبر كان في عصر محمد علي باشا، فهي شبرا محمد علي. 

وأضاف فوزي أن شبرا اشتهرت بمعاصر السمسم أو زيت السيرج أو الشيرج والزيت الحار، ومن أسمائها شبرا المكس اى أنها مركز لتحصيل الضرائب او المكوس وذكرها المقريزى باسم شبري الخيام وشبرا الشهيد لأنه كان يوجد بالقرية صندوق من الخشب فى داخله إصبع شهيد من شهداء المسيحيين وكان له احتفال كبير بغسل الإصبع فى النيل وكانوا ينصبون الخيام للاحتفال بعيد الشهيد فعرفت بشبرا الخيمة. 

وقال فوزي إن أميلينو ذكرها في قاموسه الجغرافي عن الفترة القبطية قائلًا إنها شبرا الرحمة وأنها من ضواحى القاهرة، والآن هي اثنتين وليست واحدة، الأولى شبرا الخيمة تتبع محافظة القليوبية، والثانية امتداد طبيعي لشبرا مصر، وهى الأشهر من حيث تركز المشاهير والفنانين والأجانب وقصور الأسرة العلوية، وتشمل أحياء شبرا وروض الفرج واللذان كان أصلهما جزيرة بدران. 

كما تشمل حي الساحل وبه منية السيرج أو كما ذكرها المقريزى منية الأمراء فأصل شبرا مصر منية السيرج، والتي كانت واقعه على ضفاف النيل حتى عام ٦٨٠ هـ وجزيرة بدران أو جزيرة الفيل التى تكونت بشكلها النهائي فى عصر الناصر صلاح الدين، وكان بها القصور وتغيرت فى العصر العثماني لجزيرة بدران لوجود جامع وضريح الشيخ بدران بها. 

وأكمل فوزي حكايته عن شبرا قائلًا إنها ازدهرت في عهد محمد علي باشا حينما أنشأ فيها قصرة الشهير ومكانه الآن كليه الزراعة بشبرا الخيمة وقام بتمهيد شارع شبرا الحالي سنة ١٨٠٨ م وغرس على جانبيه أشجار اللبخ والجميز وأصبحت فى عهد خلفائه سكن الأمراء والأجانب تزدهر بحدائقها. 

وأضاف فوزي أن الترام أدخل إليها عام ١٩٠٣من العتبة إلى شبرا، ثم تضخمت شبرا وأصبحت حاليًا تعج بالسكان. 

معالم شبرا الأثرية
يقول شريف فوزي المنسق العالم لشارع المعز أن هناك العديد من القصور والفيلات ذات الطرز التي تعود للقرنين الـ ١٩ والـ ٢٠ والتي تعود لأجانب وباشاوات وبكوات، وقد قال الدكتور عبد المنصف سالم وصف فى كتابه قصور الأمراء والبشوات إن في شبرا كان فيها ما يقرب من ١٣ قصرًا تعود للقرن التاسع عشر. 

القصور التي كانت موجودة واندثرت
وقصر الأميرة زينب بنت محمد علي، وقصر محمد شريف باشا الكبير، وقصر عباس باشا الأول، وقصر محمد عبد الحليم باشا بن محمد علي، وكذلك قصر المجدد الشهير رفاعة رافع الطهطاوي، 

الباقي من قصور القرن الـ 19 
أهمهم قصر محمد علي باشا، وقصر النزهة وهو حاليًا مدرسة التوفيقية، وقصر طوسون باشا بن محمد سعيد باشا، وكشك اسطبل طوسون وتشغله مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية. 

وتابع فوزي قائلًا إن من أهم معالم شبرا الأثرية هو مسجد الخاندارة المؤسس عام ١٩١٦، كما أن بها عدد من المساجد والكنائس التي تعود للقرنين الـ 19 والـ 20 أشهرها كنيسة سانت تريزا.