قبطي يطلق مبادرة "سحرني معاك" لجمع سكان الظاهر

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


"كل مايخرج من القلب يصل للقلب " لاتحتاج المحبة إلي تكاليف باهضة لاظهارها، فهي تظهر في أبسط الأشياء، قد سعي عم صابر البنايوتي رجل قبطي من سكان الظاهر في العقد الخامس من عمره، إلى إظهار حبه لسكان منطقته التي تربي فيها وقضى شطر عمره بها، ويعمل عم صابر البنايوتي في تصليح الأجهزة الكهربائية، وقد سعي لجمع شمل جيرانه المسلمين والمسيحيين في حفل سحور جماعي من خلال مبادرة "سحرني معاك".

"سحرني معاك" هاشتاج أطلقه عم صابر قبل شهر رمضان عبر جروب منطقة الظاهر علي فيسبوك لاستطلاع أراء الجيران والأصحاب في تنظيم حفل عائلي يجمع المسلم والمسيحي علي مائدة سحور واحدة " قبل رمضان عملت هاشتاج في جروب منطقة الظاهر علي الفيسبوك، ودعيت المسلم والمسيحي لحفلة سحور، وعملت التصويت علي اختيار المطعم ومكانه، والناس اخترت المطعم اللي جنب مكتب البريد " ، يستكمل عم صابر عن أسباب تنظيم الحفل السحور " اخترت يكون حفل سحور مش فطار عشان يكون خفيف وسعره رخيص" .

"سميت المبادرة سحرني معاك، عشان أقول لأخويا المسلم أنا معاك وبحبك " يوضح عم صابر أنه أراد تنظيم حفل سحور يجمع المسلم والمسيحي،" وأنا معملتش حاجة أنا عملت هاشتاج والجيران والأهل تفاعلوا وساهموا" ، يضيف عم صابر أن الحفل ليس مجاني " الحفلة مش علي حساب حد،  وكل واحد يعقد ويطلب أكله ويحاسب عليه ، بس هي لمة حب" .

"اتفقت مع جيراني الحفلة تكون في الخميس الثاني من شهر رمضان " يوضح عم صابر أن جيران تفاعلوا واختاروا يوم الخميس للسحور، " بعدها حددنا الوقت الساعة 11 بالليل عشان يكون موعد مناسب للعائلات ومش متاخر "، يضيف عم صابر أن أحد جيرانه أحضر دي جي وفقرة تنورة وعرائس بوجي وطمطم " لاقيت أندور بيكلمني انه هيجيب أبانوب و مينا، ويلبسوا بوجي وطمطم تبرع منهم بساعة من وقتهم عشان يفرحوا جيرانهم ".

كانت دقات الساعة الحادية عشرة مساء، وقد أنهي عم صابر دور الطاولة علي قهوة المجاورة لمكان السحور " رمضان شهر الفرحة ، وحتي جاري اللي كنت مقطعه جه انهاردهه سلم عليي وقال لي بحبك"، بدأ عم صابر في المشاركة في تنظيم الموائد" علي الفكرة الترابيزات دي نزلها المطعم، وفي ترابيزات نزلها الجيران من بيوتهم، هدفي من مبادرة ازرع الحب في نفوس الأطفال والشباب عشان نقضي علي التطرف ".

لعل الطريف في الأمر، هو عودة عم صابر لتناول الفول بعد انتهاء الصوم الكبير لمشاركة المسلمين في حفلة السحور " هرجع أكل فول تاني مع أني فطرت بعد الصوم الكبير ، واحنا كمسيحيين زهقنا من الفول، بس مش مهم، اللمة أهم من الفول " ، ويحلم عم صابر بمباردة أكبر علي مستوي المحافظات "دي أول سنة أعمل فيها المبادرة دي، وأتمني المبادرة في السنة جاية تبقي أكبر علي مستوي المحافظات والجمهورية بأطول ترابيزة سحور ". 

"أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ"، حديث علمه النبي محمد صلي الله عليه وسلم لأصحابه في فضل إسعاد الناس، قد شارك في مبادرة عم صابر متطوعا من مجموعة من الشباب القبطي بتقديم عرض تنورة وعرض عرائس بوجي وطمطم، يخبرنا أبانوب أحد الشباب المتطوعين بأن " احنا فرقة فنية بنقدم عروض لأطفال ، ومن سكان الظاهر قررنا ننزل ببلاش ونفرح أخواتنا وجيراننا المسلمين " .

"لما عرفنا بمبادرة عم صابر ، حبينا نشارك ونجيب دي جي ونفرح الناس متطوعين من غير فلوس "، ويستكمل أبانوب قصته عن مشاركته في هذا اليوم " لبست عم شكشك ونزلت اتصور مع الأطفال ، دي مش أول مرة ننزل نفرح أهل منطقتنا بننزل في العيد و في عيد الميلاد بنلف في الشوارع ونوزع حلويات علي الأطفال عشان نفرحهم ".

"منطقتنا مفيهاش مسلم ومسيحي، احنا جيرانا وأهل، لما بنبارك للناجح ونزور المريض"، يخبرنا عم صابر هو يسترجع ذكرياته، وخاصة أنه قضى شطر عمره في منطقته " بقالي هنا 30 سنة في المنطقة قضيت نصف عمري هنا، كلنا جيران وأهل، وأنا بشتغل في تصليح الأجهزة الكهربائية، ووقت الفطار أنا بعقد أحرس محلات اخواتي المسلمين وجيراني، وهم كمان بيفرحوا معايا في كل عيد وبنعقد علي القهوة مع بعض ، وكل الجيران يعرفوني ". 

"زمان المنطقة كان فيها أجانب ويهود و أرمن ومش مسلمين ومسيحين بس " لعل ما يميز منطقة الظاهر هو هدوئها وسكانها " السكان هنا محترمين ومعندناش مشاكل طائفية أو تفجيرات جوامع ولا كنائس بالعكس الكنائس جنب الجوامع " .