"اتصور مع النسر".. حكاية محمد كوبرا في شارع المعز

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في شارع المعز حيث تعود فيه بالتاريخ إلى العصر المملوكي والعباسي، في الشوارع التي تعج المساجد والآثار على جانبيها، تجد نفسك كأنك تقيم حواراً مطولاً مع الأجداد، يزور الشارع الشباب من كافة الأعمار يلتقطون الصور أمام المناطق الأثرية، ويرتدون ثياب من عصور ماضية لحضور الحفلات الغنائية والمهرجانات، يقبلون على شراء الإكسسوارات، يجلسون بالمقاهي القديمة للتسامر برفقة أصدقائهم، وقراءة الكتب.

 

"أتصور مع النسر في المعز" كلمات قالها شاب عشريني "محمد كوبرا" للجذب الزبائن لالتقاط الصور مع العقاب الذي يحمله في شارع المعز، وعلي غير العادة، فغالبا يلتقط زوار المعز الصور مع الساراي الهندي أو العمة التركي لتخليد لحظات مجيئهم لشارع المعز في رمضان والاستماع بجو رمضان في الحسين والمعز لكن تجمع حوله عشرات الزبائن لتجربة شئ جديد.

 

رغم صغر سنه فهو شاب عشريني الإ أن قضي شطر عمره برفقة الحيوانات البرية، وقف محمد يحمل على كتفه طير أسود جارح ضخم شبيه بالنسور والصقور، وهو من فصيلة العقاب هو طائر جارح، يملك أجنحة ضخمة وعريضة، ومخالب بعضلات قوية، ومناقير الأثقل من بين الطيور الجارحة، ويستطيع تمزيق اللحم، بالرغم من ذلك لم يحاول العقاب الحاق الضرر بمحمد " العقاب دي أنا مربيها علي ايدي، وعمرها ماتهرب مني أو تفكر تأذني، بالعكس هي خايفة من المكان والناس ".

 

"علي فكرة عندي عقارب وتعابين سامة في البيت " وهو ما أخبرنا به محمد كوبرا فهو متخصص في بيع الزواحف والطيور الجارحة والثعابين في سوق الجمعة، قد بدأ كوبرا رحلته مع تربية الحيوانات البرية والسامة في مرحلة الطفولة، فكانت بداية حين أمسك بتعبان سام "بربي تعابين وطيور جراحة وأنا عندي 8 سنين ".

 

بدأت رحلة محمد في تربية الحيوانات البرية حين أمسك بثعبان، ولم يكن يدرك خطورته بدافع الفضول، هو ما دفعه لامساك بالثعبان مرة أخرى لتجربة شئ خطير، فزاد فضوله أكثر إلى أن أمسك بثعبان كوبرا للمرة الثالثة.

 

عن أكثر المواقف خطورة تعرض لها محمد : هو مكوثه بالمستشفى أكثر من 13 يوم نتيجة "خربشة" بسيطة من ثعبان الكوبرا إلا أنه بعدها بشهرين عاد من جديد لتعامله مع الكوبرا، فكان الأمر دافع له لمعرفة سبب الغلط .

 

لغة خاصة بين محمد والعقاب الذي يحمله في المعز، يقول محمد "بقي في تواصل نفسي بيني وبين الطيور اللي بربيها"، وأصبح من السهل ترويضها فتنشأت بينهم لغة حوار خاصة بهم، بل تعدى الأمر ذلك فأستطاع أن يتواصل مع العقاب التي قام بتربيتها بمجرد النظر إليها " العقاب دي اسمها جولد، وعندي بقالها 6 سنين، هي أنثي"

 

يستكمل محمد قصة العقاب " هي عمرها 7 سنين ولسه مبلغتش، مفروض تتجوز السنة الجاية، عقاب بيجي لمصر عن طريق العريش، بيكون مهاجر ويصطادوه الناس هناك ، مفروض العقاب يعيش 14 سنة ".

 

"عندي عادة اجي المعز في رمضان "في الوقت الذي يحرص فيه الشباب والفتيات علي التمتع بجو رمضان وليالي رمضان في المعز، يحرص كوبرا علي إدخال السعادة علي قلوبهم بذكريات مختلفة " بخلي الناس تتصور مع العقاب في رمضان وانا متعود من السنة اللي فاتت أنزل في رمضان للمعز ، في الأيام العادية مبنزلش " .