نهب 100 مليون جنيه سنويا من "صناديق النذور"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


رئيس اتحاد الصوفيين يتهم "الأوقاف" بـ"استحلال" أموال أولياء الله

لافتات بـ"السيدة نفيسة" تنصح بعدم التبرع إلا بـ"إيصال" وكاميرات "السيدة زينب" معطلة


يضع محبو أولياء الله الصالحين المنتشرة أضرحتهم فى جميع أنحاء البلاد ما يصل لعشرات الملايين سنوياً خصوصاً فى الموالد والمناسبات الدينية، معتقدين أنها تصل إلى المحتاجين من الفقراء، إلا أن جزءاً كبيراً من هذه الأموال التى يتم جمعها من أكثر من 200 صندوق تذهب إلى موظفى وزارة الأوقاف المشرفة على المساجد وجزء آخر كبير يتم سرقته بسبب الإهمال.

منذ أيام رصدت «الفجر» مجموعة لافتات فى مسجد السيدة نفيسة تدعو المصلين لعدم التبرع إلا لإمام المسجد والحصول على إيصال بالمبلغ المدفوع.

ومسجد السيدة نفيسة واحد من أكبر المساجد حصولاً على التبرعات أو النذور، حيث وصل حجم التبرعات التى وصلت للمسجد فى مولد السيدة نفيسة العام الماضى نصف مليون جنيه بخلاف التبرعات العينية.

«م.م» أحد العاملين فى المسجد كشف لـ«الفجر» أن صندوق النذور تعرض للسرقة أكثر من مرة ولكن القائمين عليه تمكنوا من استعادة المسروقات، ولكنه يؤكد أن هناك وقائع سرقة لم يعلم بها بالإضافة لوقوع حوادث نصب على متبرعين بالاستيلاء على تبرعاتهم دون سدادها للوزارة.

مصادر بوزارة الأوقاف قالت لـ«الفجر» إن هناك ما يزيد على 30 مليون جنيه تتبقى من حصيلة النذور سنوياً بعد توزيع الحصص المقررة لها حسب القانون رقم 118 لسنة 1976، المنظم لمصارف النذور منها 10% مخصصة للطرق الصوفية ونسبة يحصل عليها العاملون فى المسجد بحد أقصى 300 جنيه شهرياً، بينما يحصل أمين المكتبة وكاتب النذور ومقيم الشعائر على حد أقصى مائة جنيه شهرياً، ويتم إنفاق 10 % على المسجد.

ويوجد فى مصر 179 مسجداً تضم صناديق للنذور، منها 32 مسجدا فى القاهرة وحدها، أكبرها فى حصيلة النذور مسجد السيدة زينب، وعادة مايتم فتح صندوق النذور كل 3 أيام أو أسبوع على الأكثر.

وقال «محمد.س» أحد مسئولى مسجد السيدة زينب إن هناك حالات سرقة كثيرة للنذور حيث يبتدع اللصوص حيلاً متعددة لسرقة أموال التبرعات منها استخدام سيخ حديد على شكل شوكة لإخراج العملات الورقية من فتحة الصندوق.

ويدلل محمد، على سرقة النذور بوجود إحصائيات مختلفة عنها بين العام والآخر، حيث أعلن وزير الأوقاف فى فبراير الماضى أن إيرادات الصناديق 32 مليون جنيه، رغم أن إيراد مسجد السيدة زينب وحده اقترب من الـ36 مليونًا منذ عامين والسيدة نفيسة 32 مليونا، وبلغت إيرادات مسجد الحسين فى أسبوع مولده 120 ألف جنيه.

وزارة الأوقاف من جانبها لجأت لعدة إجراءات للحد من سرقة النذور أولها استخدام صناديق أكثر أماناً، وتشكيل لجان مكونة من 4 أفراد أثناء فتحه وفى المساجد الكبيرة يباشر الوزير بنفسه عملية فتح الصندوق من خلال الفيديو كونفرانس، لكن كل هذه الوسائل لم تمنع عمليات السرقة إذ إن كاميرات المراقبة الموجودة فى مسجد السيدة زينب لا تعمل بالشكل المطلوب وإحداها معطلة منذ أكثر من شهرين.

من جانبه قال محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن فتح صناديق النذور يختلف حسب طبيعة المسجد وفى المساجد الكبرى يتم فتح صندوق النذور أسبوعياً عقب صلاة الجمعة بمعرفة الوزارة والأقل كل شهر، وأحياناً يتم فتح الصندوق كل 3 أو 6 شهور وبعضها كل عام.

ويلجأ بعض القائمين على المساجد لإطالة مدة المولد لصاحب المقام لجمع أكبر كمية من الأموال لزيادة نصيب القائمين على الصندوق والمسجد وهو تلاعب غير مشروع لجمع تبرعات أكبر بخداع المريدين وأهل الخير، كما يلجأ البعض لإقامة مولدين لصاحب المقام فى العام الواحد خصوصاً فى الإسكندرية والدقهلية، حيث يحصل أصغر عامل فى المسجد فى المولد الواحد على نحو 30 ألف جنيه.

فى المقابل قال علاء أبو العزم، شيخ الطريقة العزمية، رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، إن من لديه دليل على هذه الأمور يجب عليه اللجوء إلى الجهات المختصة بدلاً من ترديد شائعات، مشيراً إلى أن وزارة الأوقاف لا تلتزم بالقانون وترسل نسبة الـ10 % المخصصة للطرق الصوفية بعد خصم بدلات وحوافز موظفى الوزارة ما يخفض من مستحقات الصوفية لنحو 5% وليس 10%.

وأضاف أبو العزم ، إن إيرادات صناديق النذور ليست أموالاً فقط إذ إن البعض يضع ذهبا وفضة وعملات أجنبية فى الصناديق وأكثر الزائرين لأضرحة آل البيت من دول مثل المملكة العربية السعودية والعراق والهند وباكستان، والوزارة تستحل هذه الأموال لنفسها.