أحمد مرعوه يكتب: حـال الأمـــــــة العـربيـــة

ركن القراء

بوابة الفجر


أنا عربي تركت لكم المعركة
لا يضرُ أني جبان.. أتيه في البحث عن ملذاتي.. أبعثر أموالي.. فما لي وقذف الحجارة
لا تسألوني من أنا.. أنا للدنيا طواف.. أبحث عن الملذاتْ
قد كنت أهوى ألآخرة.. فجأة أصابتني لعنة البترول المؤلمة
والأموال تأتيني.. تباعًا تباعًا.. فياضة بخريرها
ترويني.. تشبع غرائزي.. أغرقتني بفيضها.. أغوص في حريرها
وكيف أنفعل وأثور لما أري.. والتخمة أصابتني في خزائني.
من منكم يترك النعيم.. ويذهبَ طوعَ أمرهِ للجحيم.. هناك حيث يموت الرجاء
في أرضِ هلكوا الحرث فيها.. وبددوا الماء.
بحثت في كتاب عمري المديد.. وجدت كلَ شيء غريب.. والجو رماديٌ كئيب
فكيف أدافع والسيف قد صدأ منذ صلاح الدين
وما علمتني أمي أن أدافع.. بل تدافع عني كلما حطت فوقي ناموسة !
يا بلادي عن الجهاد لا تسأليني
فأني أصمٌ وأبكمٌ ومالي وللجوابِ سبيلٌ.. محكوم علي ألا أنتصر لوطني وديني
كان لي بندقية سُلمت للأعادي
وما عاد لي من أيادِ تقبضُ علي الزناد.. فا ارتميت جانبًا في الوادي.
قبل ذلك دافعت عن أفغانستان.. لكنني عودت محملًا بالمال.. أترون ذلك قمة الجهاد؟
كنت فقيرًا معدمًا زجوا بي في القتال.. أحارب فقري هناك
أقنعوني إذا ما مت.. مت شهيد القتال لا شهيد المال
لذا أستعد للرحيل.. أبحث عن مكان آمن.. بعيدًا عن صوت المدافع.. فما عُدت أدافع.
بالأمس كان لنا وطن تبخر.. دونما مطر
والكروان الحائر يبكي الذكريات وكأنه مات.. كنت أحسبه رحل.. ونسيت عمري الذي احتضر.
يمضي كل شيءِ ويبقي القدر.
قد يموت العمر فينا.. ويحتضر الموت
لكن الوطن لا ولن يموت.. كما العزة والكرامة إن ماتتا ماتت الشهامة!