"العطارين" منطقة التكافل ونشر البهجة.. تقاليد متوارثة خلال شهر رمضان

محافظات

بوابة الفجر


لشهر رمضان الكريم روحًا وحضور كبيرًا داخل الشوارع خاصة إذا كانت من المناطق القديمة التي تحتفظ بتقاليدها من ترابط الأهالي وإستمرارية الود بين الجيران.


منطقة العطارين أقدم مناطق محافظة الإسكندرية المتكظة بالمحلات التجارية ومتاجر الانتيكات والساعات مازالت تحفظ بتلك الروح، وتقيم تقاليدها الخاصة التي توارثها الأبناء من الأجداد والتي تبرز في تكافل كبار التجار بإقامة موائد الرحمن وانتشارها داخل المنطقة كل عام دون حاجة إلى مساعدات من خارج المنطقة، كما أنه داخل المنطقة الشعبية يحرص الكبار قبل الصغار في تعليق زينة رمضان، كنوعًا من التقليد الشعبي بينهم.. وإليك أبرز المظاهر.


البهجة بأيدي كبار السن


نشر البهجة داخل حي العطارين الشعبي بقدوم شهر رمضان الكريم بتعليق الزينة الملونة والقصوصات ذات الشراشيب، تلك العادة لا يتولاها الصبية فقط داخل الحي القديم، إنما يشارك فيها كبار السن منذ ميلادهم وتواجدهم داخل منطقتهم.


الستيني "سمير الشنيطي" صاحب ورشة مبردات سيارات وجد متعته هذا العام في نشر البهجة بتعليق مجسم الكعبة الشريفة والفانوس والزينة داخل شوارع الحي بقوله"نحرص على فرحة الأهالي والصغار داخل المنطقة".
"الشنيطي"بدأ بالتبرع بجزء صغير من ماله وجمع أموال من أصحاب المحلات لجمع قيمة الزينة، ثم بدء بتعليق الزينة داخل الشوارع"هذا تراث شعبي اعتاد عليه اصحاب المتاجر داخل العطارين".


فهو يرى أن حي العطارين يختلف عن أي منطقة أخرى بترابط الأهالي جميعم ببعض بقوله"نحن لا نحتاج إلى نواب يقدموا خدمات أو رجال أعمال، جميع تجار العطارين هم من يزينوا الشوارع وينشروا البهجة لأهالي".
مسجد العطارين.


نفحات شهر رمضان الكريم تعلو داخل مسجد العطارين بعد ان أتفق جميع أهالي الحي أن تلك المسجد هو قبلتهم جميعًا، للتجمع بداخله لأداء صلاتي العشاء والتراويح، فالأهالي داخل الحي يفخرون أنه المسجد الذي يحمل أسم منطقتهم، كما أنه أول مسجد تم تأسيسه عقب الفتح الإسلامي للإسكندرية.


فمع دخول شهر رمضان الكريم تعهد تجار الحي بتعليق الزينة حوله وتولي جميعة خيرية خاصة به إقامة مائدة طوال الشهر هدية لأهالي، كما يرى الجميع أن تلك المسجد هو أهم مسجد داخل المنطقة يليه مسجد عبد الرازق الوفائي، فأحد سكان منطقة العطارين"ممدوح محمود يقول ل"الفجر": "مسجد العطارين أهم مسجد داخل المنطقة ويجتمع الأهالي والتجار بداخله لأداء الصلوات"، "ممدوح" يؤكد أن تلك المسجد يعرف الأهالي قيمته جيدًا وخاصة أن هناك داخل غرفة الضريح لوحة أثرية، وهناك رخام أثري. 


موائد الرحمن للجميع


نحو خمسة موائد إفطار تنتشر بطول شوارع العطارين الرئيسية، تلك الموائد يقوم عليها كبار التجار وأصحاب المتاجر في محاولة منهم للتكفل بالمحتاجين من أهالي المنطقة.


السبعيني"عبده الطاير" أحد تجار النجف في العطارين اعتاد منذ خمسة وعشرون عامًا بصحبة اصحاب المتاجر بتنظيم أكبر مائدة رحمن تتسع إلى نحو 300 فرد، وحضور طباخ من الأهالي بأجر رمزي، لتحضير المأكولات، فيما يبقى التنظيم وتوزيع الوجبات مهمة شباب وأطفال المنطقة.


الطاير يقول"معلمين العطارين لازم ينظموا إفطار كل سنة"، ويتحدث أن التجار يحرصون كل عام إلى زيادة طاولات لكي تكفي السائلين وعابري السبيل خاصة عقب غلاء الحياة المعيشية" رغم غلاء الاسعار لم يؤثر ذلك على تكفلهم وتنظيم الموائد".


أهم ما يميز روح موائد العطارين في شهر رمضان ليس فقط بإقامتها طوال الشهر وبأحسن جودة وتنوع في وجبات الإفطار، إنما حرص التجار على الإفطار وسط الأهالي يوميًا على الموائد، كما أنه يتبرع أصحاب الأصوات الحسنة مثل الشاب"منجاوي" بالغناء بأغاني رمضان، لنشر الفرحة بين الصائمين داخل المنطقة.