أسرار السلفيات.. "الفجر" تقضى 6 أشهر بينهن

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


زوج يجبر بناته على النقاب وحفظ القرآن للفوز بجوائز المسابقات ولا يأمرهن بالصلاة

فتاة تخفى السجائر فى ملابسها الداخلية وتخلع النقاب قبل وصولها إلى العمل


هذه النتيجة وصلنا إليها بعد رحلة قصيرة فى عالم السلفيات النساء، استغرقت نحو 6 أشهر، لأنه من الصعب على غير السلفيات الدخول إلى هذا العالم، لأنهن يرفضن التعامل مع المختلفات معهن حتى لو كن من نفس الجنس، ولذا قررنا التخفى فى زى منتقبات، وذهبنا إلى مسجد فى مدينة نصر معروف بأنه قلعة سلفية يشهد دورات تثقيفية وندوات لتعليم الأفكار السلفية، وخلال هذه المدة واظبنا على حضور أغلب الندوات ثم توثيق التعارف مع السلفيات حتى يطمئنوا إلينا ثم زرنا بعضهن فى منازلهن، وخلال هذه المدة تعاملنا مع أكثر من ٢٠٠ سلفية واستطعنا معرفة تفاصيل مدهشة عن هذا العالم المختفى وراء قطعة قماش سوداء وعرفنا قصصاً غريبة.


1- التشدد يدفع خديجة لممارسة السحاق

لمدة 12 عاماً عاشت خديجة، 15 عاماً – اسم مستعار- فى إحدى دول الخليج العربى، بحكم عمل والدها كمحاسب، ولذا نشأت داخل مجتمع يتسم بالعزلة، ولكن عودة الأب المفاجئة إلى مسقط رأسه فى محافظة الشرقية فجرت تناقضات داخل هذه الطفلة.

طيلة الـ12 عاماً الماضية كانت خديجة معتادة على عدم الاختلاط بالغرباء كما تم تربيتها على الالتزام الدينى الشديد منذ استطاعت الكلام، ولكنها فى مصر اندهشت من الحرية التى تتمع بها ابنة عمها ما أثار فضولها، فاستغلت بقاءهما معًا فى بيت العائلة وبدأت مشاركتها اهتماماتها وتقليدها لتتحرر من قيود والديها.

ورغم أن أسرة خديجة تحظر عليها مشاهدة التليفزيون، إلا أن ابنة العم سهلت لها مشاهدة الأفلام والمسلسلات الأجنبية عبر هاتفها المحمول سراً، كما بدأت الطفلة فى الاهتمام بشراء الروايات التى يمنع والدها وجودها فى المنزل إذ كانت تخفيها بين كتبها الدراسية وتقرأها وهى وحدها بشغف، خصوصاً أنها تتحدث عن العواطف ومشاعر الحب التى تتمنى أن تعيشها ولكن القيود المفروضة عليها وجهت مشاعرها إلى ابنة عمها فنشأت علاقة سحاق بين الطفلتين.


2- سجائر فاطمة فى ملابسها الداخلية

لم تكن فاطمة، 24 عاماً، سلفية، ولم تنتقب إيماناً بأى من الأفكار التى ترى فى هذا الغطاء فريضة، ولكن أسرتها أجبرتها على إخفاء وجهها بالنقاب، سرعان ما أصبح النقاب مطلب الشاب الذى تقدم لخطبتها، ولكنها كانت تتخلى عنه قبل دخولها مكتب الاستشارات الهندسية الذى تعمل فيه بعد تخرجها فى الكلية، خصوصاً أنها كانت ترى أن ما ترتديه سيجعلها محط سخرية زملائها فى العمل.

ولطبيعة عمل فاطمة المرهقة ذهنيًا، كانت تحتاج لتناول الشاى والقهوة، وكان الأمر مربكاً لأنها تربت على أن تحريم تناول هذه المشروبات بالنسبة للفتيات دون سبب منطقى، سرعان ما أدت المحرمات الكثيرة التى لا تتفق مع العقل إلى انغماس فاطمة فى سلوكيات تخالف ما تربت عليه فدخنت السجائر، ولتتمكن من تناول هذه الممنوعات الأسرية داخل المنزل كانت تخفى علبة السجائر فى ملابسها الداخلية والتى لا يمكن لأحد ولو كان والدتها الاقتراب منها.

لم تسلم الشابة من القيود، لأن تشدد الأب الذى يعمل إماماً لأحد مساجد مدينة نصر، انتقل إلى خطيبها الذى تتلمذ على يد والدها الذى كان يلقى دروساً دينية فى المسجد بعد صلاة المغرب، فمنع الشاب خطيبته فاطمة من أن يكون لها حساب على فيس بوك أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعى أو التحدث مع زملائها فى العمل، ما دفعها لشراء هاتف خاص تدخل من خلاله إلى عالم السوشيال ميديا للتواصل مع زملائها، عبر حساب باسم وهمى.


3- تدين زينب الزائف من أجل الزواج

فى وسط عائلة سلفية متشددة لم تجد «زينب» طريقة للتعبير عن طموحاتها، ولم تجد أيضاً حبيباً أو فارس أحلام مثل غيرها من الفتيات وبعد أن وصلت لعامها الـ25، لجأت إلى ارتداء النقاب، تخلصاً من انتقاد والدتها لها، ثم بدأت التردد على المسجد بانتظام حتى تحظى بإعجاب إحداهن وتزوجها من شقيق أو ابن أو ترشحها لأحد أقاربها، وبالفعل نجحت فى لفت انتباه والدة خطيبها الحالى خصوصاً أن صوتها جميل فى تلاوة القرآن، وتقرأ زينب كتباً فى الفقه خشية كشف تدينها المزيف، حتى لا يكتشف أحد ضعف ثقافتها السلفية.


4- رقية تستعين بالسحر

تعدد الزوجات أمر معروف بين السلفيين، وترى السلفيات أنه أمر من الله، ولكن الأمر لم يكن سهلًا على رقية أن يقترن زوجها تاجر المواشى بمحافظة الشرقية بسيدة أخرى ولذا لجأت إلى أحد الدجالين المشهورين كى تمنع ضرتها من الإنجاب.

ولم يكن هدف رقية، 41 عاماً، إيذاء الزوجة الثانية بسبب الغيرة فحسب، ولكن خشية أن تنجب ذكوراً ويرثون النصيب الأكبر من ثروة الزوج بعد وفاته، وظاهريًا كانت رقية تحرص على مرافقة ضرتها إلى الأطباء وتقديم النصائح لها.


5- نقاب الأطفال للتباهى

لم تنشأ «نجلاء» فى أسرة سلفية، ولكن حظها السيئ رزقها بزوج يعمل بإحدى الشركات المشهورة بالتزام موظفيها دينيًا، وبعد انضمام زوجها للتيار السلفى فى فترة حكم جماعة الإخوان، واشتراكه فى الندوات الدينية والسياسية الخاصة بالحزب السلفى، أجبرها هى وبناتها الثلاثة، أكبرهن عمرها ١٦ عاما على ارتداء النقاب، لكنه وللغرابة لم يلزمهن بأداء الصلاة، إذ أنه كان مهتماً بالتباهى وسط زملائه وجيرانه بتدين أسرته ظاهرياً، ولكنه كان يطلب منهم حفظ القرآن للمشاركة فى المسابقات للحصول على الجوائز المادية فقط.

وتعانى نجلاء كثيرًا من حالة التناقض والرياء التى يعانى منها زوجها ويجبرها على التشبه بالسلفيات فى حال جمعته إحدى المناسبات مع أحد أصدقائه خاصة من بين زملائه فى العمل.


6- الرباب مصابة بوسواس قهرى

أحال الالتزام الدينى والدروس حياة الرباب إلى جحيم خصوصاً أن زوجها حريص على الأمر حتى لا تدخل جهنم، ولذا يلزمها بأدق التفاصيل الدينية فى حياتها خاصة فيما يتعلق بالوضوء والصلاة، حيث أخبرها أن الوضوء الصحيح يتم من خلال التأكد من أن كل سنتيمتر من أعضائها وصلت إليه المياه، كما أكد لها أن التفكير فى أى شيء غير الصلاة خلال الوضوء يبطله ويتطلب إعادته.

هذه التفاصيل كانت كافية لتصيب الرباب بوسواس قهري: «أصبحت أتوضأ أكثر من 35 مرة فى كل صلاة، وأحيانًا تفوتنى الفريضة»، ما جعلها تنهار من البكاء وتمتنع عن النوم خاصة أوقات الليل خوفًا من الموت وعذاب القبر.


7- وفاء مجرد خادمة مع أخريات لزوجها

وفاء هى الزوجة الثالثة لأحد الشيوخ السلفيين فى إحدى المحافظات الريفية، وتعيش فى بيت واحد مع زوجتين، وأقنعها الزوج بأن خدمة ضرتها جهاد فى سبيل الله، فاقترحت على بقية نسائه أن يتناوبن خدمة بعضهن البعض أسبوعيًا، وتصبح كل منهن مسئولة عن الطعام وتنظيف المنزل والاهتمام بالأطفال.


8- هناء تريد مشاهدة التليفزيون فعالجوها بالقرآن

تعانى «هناء» من اضطرابات نفسية واضحة من خلال عصبيتها المستمرة فى تعاملها مع أبنائها، وتشعر بشكل دائم فى أغلب المناسبات، وقالت زوجة شقيق زوجها إنها تعانى من «مس شيطانى» يحاول إقناعها بالتخلى عن النقاب، بعد تعرضها لنوبات ضيق تنفس، وأن أحد الجن يحرضها على الإلحاد والكفر، إذ كانت تردد أن السيدات يحتجن للخروج من المنزل ومشاهدة التليفزيون، ولكن الجميع يعتبر أفكارها منحلة ستتسبب فى طلاقها ولذا تحاول قريبتها مساعدتها بحضور جلسات علاج بالقرآن.


9- آمنة تنضم إلى السلفيين من أجل الوظيفة

اضطرت آمنة بعد وفاة والدها إلى بحث عن عمل للإنفاق على أشقائها ووالدتها، فرشحتها إحدى الصديقات للعمل مربية أطفال، ولكنها فوجئت بأن الوظيفة فى منزل عائلة سلفية تشترط التزام العاملة دينيًا، ومع إغراء مدير المكتب لها بمرتب كبير ارتدت الحجاب وادعت أنها متزوجة وأم لطفل وتواظب على حفظ القرآن الكريم لتستمر فى العمل.


10- أميمة.. من راقصة ليل إلى داعية سلفية

لجأت أميمة إلى ارتداء النقاب والارتباط بالسلفيين إلى حد التحول إلى داعية لإخفاء ماضيها إذ كانت تعمل راقصة بأحد الملاهى الليلية الشهيرة، قبل أن تقرر الاعتزال بعد وفاة زوجها، حيث انضمت إلى جماعة سلفية بعد مواظبتها على حضور دروس دينية فى مسجد شهير، ثم ارتدت النقاب لإخفاء هويتها هربًا من ورثة زوجها ولتأمين مستقبل طفلها، لتصبح اليوم من كبار الواعظات السلفيات يسمونها «معلمة الأجيال» ويلجأ إليها أولياء الأمور لتعليم أطفالهم الالتزام الدينى.


11- سهير تحصل على الإعانات بالنقاب

بعد الفصل التعسفى لزوجها عن العمل، اضطرت «سهير» وزوجها إلى الدخول فى عالم السلفيين وارتداء النقاب، حتى تستطيع تأسيس مشروع خصوصاً أنها تعلم أن بعض القائمين على المساجد السلفية يقدمون مساعدات مالية كى يؤسس أتباعهم مشروعات خصوصاً الأكثر التزاماً دينياً وبالفعل بعد مرور عدة شهور من التزامها هى وزوجها بحضور الصلاة والدروس الدينية، طلب زوجها من إمام المسجد مساعدتهم وبالفعل حصلوا من المسجد على مبلغ مالى، وقاموا بفتح محل «عطارة»، واستغلت سهير المسجد للدعاية للمحل.


12- طبيبة تعتمد على السلفيات كمندوبات بالمساجد

بمجرد الحديث حول شكوى صحية لإحدى السيدات، بالمسجد أو بالندوات سرعان ما تنصح النساء بطبيبة محددة وكأنه مندوبات عنها.

«وفاء» طبيبة نساء وتوليد، وتقع عيادتها فى إحدى المناطق الشعبية، وزبائنها من السلفيات فى الغالب وفى عيادتها لا يوجد تليفزيون، أو رجال إلا فى حالات الطوارئ، ولا تنصح وفاء السيدات باستخدام وسائل منع الحمل مهما كانت حالة السيدة الصحية، كما ترفض إجراء أى عملية إجهاض ولو كانت الأم فى خطر، كما ترفض استخدام السونار للكشف عن طبيعة الجنين، كما تحرص على إجراء عمليات الختان بسعر يتراوح من 800 لـ1500 جنيه حسب عمر الطفلة.