د. حماد عبد الله يكتب: "الصابونة" فى الدرج !!

مقالات الرأي

د. حماد عبد الله
د. حماد عبد الله


أذهلنى مشهد رأيته بعينى حيث كنت فى ضيافة أحد الشخصيات المسئولة عن إدارة مؤسسة تعليمية فى مصاف المؤسسات الكبرى ، وكانت هذه الشخصية تتناول غذاء متأخر فى مكتبها وبعد أن أنهى غذاؤه (ساندوتش) طلب من السكرتارية كوباً من الشاى وأن يحضر له (الصابونة من الدرج) لكى يذهب للإغتسال فى الحمام !!

صدمنى المشهد وتحريت عن حقيقة ما سمعت فإذا بى أتأكد بأن السيد المسئول وضع "الصابونة" فى درج بمكتبه وكذلك منشفته ويأخذها سكرتيره إلى الحمام لكى يغسل سيادته يده بعد تناوله سندوتش (الفول والطعمية) تم إعادة الصابونة إلى الدرج فى "أمان" وشُبِهَ إلى ذلك الموقف مع الإعتذار لصاحبه المرحوم الفنان "شفيق نور الدين "فى فيلم (مراتى مدير عام) والذى شاركه فيه كل من المرحوم "صلاح ذو الفقار" والمرحوم "توفيق الدقن" والفنانة العظيمة "شادية" (رحمها الله رحمة واسعة) حينما كان يستدعى السكرتير لإحضار (القبقاب) ينتعله ذاهباً إلى الحمام للوضوء بعد أن يكون قد أخطأ ولمس بالسلام يد إمرأة نقَّضَتْ الوضوء وهى المديرة العامة للمؤسسة وإن كان ذلك قريباً من المنطق بأن (القبقاب) يجب أن يحفظ فى مكان معين ، إلا أن الصابونة يجب حمايتها وحفظها فى (درج مكتب)بعد كل إسنخدام فهذا شيىء من الخيال !!

وهذا الحدث تم فى الوقت الذى ننادى بأن نغسل أيادينا كل فترة فى النهار ولا نقترب بأيادينا من أعيننا أو نلمس أنوفنا خوفاً من إنتقال عدوى أنفلونزا الخنازير بل تطلب ذلك التوجيه أن تدفع الحكومة (وزارة الصحة) ملايين الجنيهات فى إعلانات للشعب موضحة بأن التلامس مع الأشياء الثابتة أو المتحركة يمكنها نقل العدوى بسهولة ويجب غسل الأيدى بالصابون جيداً بعد كل تلامس أو تحية باليد مع الغير !!

وهذا يحدث عشرات المرات فى اليوم سواء كان فى العمل أو فى المقهى أو حتى فى الشارع !! وحينما وجدت بأن الموضوع مهم أن نثيره فى عمود. ونطلب (صابونة لكل مواطن) أو "صابونة" على كل حوض فى مدرسة أو كلية جامعية أو مؤسسة عامة أو خاصة ويجب التأكد من أن "الصابون" متوفر فى الحمامات لهذا الغرض ! وليست محفوظة فى (أدراج) المسئول الكبير فى المكان.

ولعل من الواجب أيضاً أن تعمل مديريات التربية والتعليم على أن تتأكد بأن فى كل مدرسة حمامات بها مياه نظيفة ويجب تزويد المدارس بكمية من "الصابون السائل" حتى لا يستطيع القائم على شئون المدرسة سواء كان ناظراً أو "مدرساً أول" بأن يحتفظ بالصابونة فى الدرج أو فى جيبه!!