بعد اعتذار عائض القرني..كل ما تود معرفته عن "الصحوة"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يأتى اعتذار الشيخ عائض القرني، ما هو إلا شجاعةً تحسب له لا عليه، فالبحث عن الحقيقة وتتبعها وتلمس سبل الهدى والطريق القويم والبعد عن الضلال من سمات العلماء الربانيين الذين يرجون ما عند الله، فالحق أحق أن يتبع، وهذا ما فعله الشيخ القرني الذي حظي اعتذاره بترحيب كبير وواسع عند السعوديين بينما اختلف البعض معه، حيث قدم اعتذارًا للشعب السعودى عن فترة "الصحوة"، التى ترمز للعقود الأربعة الماضية في المملكة.

 

وأوضح أن اعتذاره يأتى عن التشدد أو الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام والدين المعتدل وضيقت على الناس، قائلا :" الصحوة ظاهرة اجتماعية ينبغى علينا أن نتوخي الدقة والإنصاف في الحكم عليها، فلها إيجابيات وسلبيات"، وترصد "الفجر"، كل ما تود معرفته عن الصحوة، خلال السطورالتالية.

 

ما هي الصحوة؟

 

‏الصحوة ليست الشريط الإسلامي فقط، ولا المطوية، ولا الكتيّب ولا تقصير الثوب ولا في إطالة اللحية ولا في تحريم قيادة السيارة للنساء، وهى ليست فقط محاضرات سلمان العودة، ولا دروس سفر الحوالي، ولا خطب عائض القرني، ولا أشرطة ناصر العمر، ولكن الصحوة هي دعوات وثأثيرات عمل عليها الإخوان بكل دقة واجتهاد ليصلوا إلى هدفهم المنشود وهو إسقاط الدولة برمتها.

 

تاريخ نشأتها

 

‏مر على إنطلاقة الصحوة أكثر من 80 سنة منذ ظهور حسن البنا وأعوانه وانتشار كتبهم وفكرهم، وبلغت أوج انتشارها منذ قيام ثورة الخميني في العام 1979، في تلك الفترة وجدت الصحوة ضالتها الحقيقية، وأخذت تفتك بكل قوتها في مفاصل العقل السعودي، مستفيدةً من شعارات زائفة ودعوات باطلة فأنتجت المتطرفين والمتعصبين والمتشددين.

 

وتغذت بشكل رئيسي من خطاب إسلامي ثوري يتقاطع مع أهدافها الرئيسية المتمثلة في خدمة أجندة جماعة الإخوان الإرهابية في المنطقة العربية، فأصبح المرشد هو سمة كلا الفريقين.

 

كما أنه بدأت ‏الصحوة في بلادنا من السيطرة على التعليم وانتشرت في كل مفاصل الدولة، وكانت تريد العودة إلى الخلافة الإسلامية على منهج الإخوان ثم تنامت وتطورت واقتربت من الكمال مع الثورات العربية.

 

الصحوة وداعش

 

‏الصحوة تعاونت مع الشرق والغرب لإسقاط هذه الدولة العظيمة المؤمنة المسالمة والمحبة للسلام، الصحوة سارت في فلك ملالي طهران و توجهات أردوغان حتى كادوا أن يصلوا.

 

‏وأيدت الصحوة الخلافة الداعشية وجماعة النصرة وغيرهم، وهم ليست حركات جهادية فقط، ولا أحزاب سياسية، ولا حناجر ثورية الصحوة هي رجس من عمل الإخوان تسلل إلى قلوب الملايين باسم الإسلام والدين، حيث سار المخطط كما يريدون، لكن الله أرسل لهم قيادة هذه البلاد وشعبها ومن تعاون معها من جيرانها وأصدقائها لتحطم آمالهم وطموحهم وأهدافهم.

 

 

سلبياتها

 

فرضت الوصاية على المجتمع، وقسمته بين ملتزمين وغير ملتزمين، كما أنها اهتمت بالمظهر مثل اللحية والثوب، لديهم غلظة، وحرموا التلفزيون والتصوير الفوتوغرافي.

 

وقامت الصحوة، باستبدال الأناشيد والفرح بالوعظ، مع أنه من المفترض أن وقت الفرح فرح ووقت الحزن حزن والإسلام دين الوسطية والاعتدال، وانتزاع البسمة وروح الفرح من المجتمع، الفظاظة والغلظة فى الخطاب وكأنه ما فيه غير نار بدون جنة، وعذاب بدون رحمة.