"المسحراتي الصغير".. محمود يسير ليلًا لإيقاظ أهالي قنا (صور)

محافظات

محمود
محمود


قبل عامين، لم يكن الصغير محمود، يعلم أنه خروجه بين أصدقاء الشارع في ساعات متأخرة من الليل، إنما هو خروج لتنبيه الصائمين بإيذان وقت السحور، ولما بلغ السابعة من عمره، أحضر له أبيه "طبلة صغيرة" ليخرج مع أصحابه كل مساء، في شهر رمضان المعظم قارعًا طبلته الصغيرة لينادي "اصحي يا نايم وحد الدايم رمضان كريم.

محمود يحيى، تلميذ بالصف الثالث الابتدائي، بمدينة نجع حمادي، في محافظة قنا، يبلغ من العمر 7 أعوام، اعتاد في كل ليلة من ليل رمضان، إيقاظ أصدقاءه وأقاربه القاطنين بالشارع والشوارع المجاورة، لتناول وجبة السحور.

يظن المسحراتي الصغير، أن قرع الطبلة الصغيرة يحتاج إلى تدريب وعناية، وأنه على الرغم من حداثة عهده، إلا أنه لم يكن يعلم أن "المسحراتي" مهنة تراثية تكاد أن تندثر، ليحيها برغبته الجامعة، وحبه في مساعدة أصدقاءه لأيقاظ ذويهم وأقاربهم في ليال الشهر الكريم.

يستهل المسحراتي الصغير، بدابة الحديث، بأنه احب ذلك العمل، خاصة وأنه اعتاد في السنتين الماضيتين الاستيقاظ على صوت فرقة موسيقية، مكونة من بعض كبار السن والشباب، تجوب شوارع المدينة القنائية، لأيقاظ الصائمين نهارًا لتناول وجبة السحور.

يؤكد محمود، أن والده لا يمانع في نزوله إلى الشارع ومشاركة أصدقاءه في إيقاظ الراغبين، بعد الاستعداد جيدًا قبل الشهر، والعمل على ايجاد عبارات جديدة تجذب المواطنين وتكون ذات وقع جميل على آذانهم، ليقول في براءة "عاوز الناس تفضل تحبني ومتقولش علينا بنعمل دوشة".

وعن المخاطر التي من الممكن أن تواجه المسحراتي الصغير، مثل الكلاب الضالة وظلام بعض الشوارع، يشير إلى أنه ومجموعة الأصدقاء لا توجد شيء يخيفهم، خاصة وأنهم على دراية بكافة تفاصيل شوارع المنطقة.

ويوضح المسحراتي الصغير، أن حلمه دخول كلية الطب، لذا فهو يتابع دروسه جيدًا، حتى يتمكن من تحقيق ذلك الحلم، مشيرًا إلى أنه يحمد الله على الانتهاء من امتحانات الصف الثالث الابتدائي قبل رمضان ليتابع هوايته المفضلة، بعيدًا عن ضغط المذاكرة، خاصة وأنها تلك السنة الثالثة التي يصوم فيها الشهر الكريم.