مينا صلاح يكتب: "مصر تستطيع".. العبور الثاني لسيناء في 20 دقيقة

مقالات الرأي

بوابة الفجر


"مصر تستطيع" لم يكن مجرد برنامجا تلفزيونيا يظهر من خلاله الإعلامي أحمد فايق، محاورًا لعدد كبير من العلماء المصريين، حول العالم، بل كان بمثابة مشروعًا قوميًا وحلم أخذ يبحث فيه عن كوادرنا التي ساهمت في تقدم أوروبا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، والذين لم يتوانوا لحظة في العمل لخدمة وطنهم مصر كلا في مجاله، أتذكر جيدًا حلقة مهندس الأنفاق هاني عازر، في موسم البرنامج الأول، وتمنيت أن أراه على رأس المشروعات في مصر، ليتحقق الحلم إلى حقيقة وواقع، في أنفاق قناة السويس، لتخرج إلينا مصرية 100% دون عقليات مستوردة، أو أياد أجنبية.


وما أشبه اليوم بالبارحة، من بطولات تسطرها سواعد المصريين المخلصين، المرابطين خلف قواتهم المسلحة، أتذكر جيدا ما قاله الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد نصر أكتوبر حين أعلن صراحة للعالم أجمع، أننا حطمنا أسطورة دولة الاحتلال الإسرائيلي "بارليف"، حاجز قناة السويس المنيع في 6 ساعات، لنرفع العلم فوق سيناء، قلب مصر النابض، ونوقع بدماء أجدادنا فخرا وعزًا لوطننا أبيا شامخا لا يعرف للخنوع عنوان، في معركة العزة والكرامة أكتوبر1973 ، بعد أن دكت قواتنا المسلحة حصون العدو الصهيوني ولقنته أقوى دروس الإيمان بالنصر أو الشهادة.


واليوم وبعد مرور أكثر من أربعين عاما، سطر الرئيس عبدالفتاح السيسي، فصلا جديدًا من صفحات الوطنية المفعمة بطاقات وحماس المصريين، بأيادي كبرى الشركات المدنية وكبار العلماء وعلى رأسهم عميد مهندسي أنفاق العالم، هاني عازر، وبعرق عمالمنا الأبطال، نجحنا في العبور الثاني بأنفاق قناة السويس الجديدة، التي تربط شرق الإسماعيلية بغربها، والعكس، بارتفاع 5820  مترا، بعمق 70  و53  مترا.


نجح المهندسين والفنيين المصريين، في استخدام أحدث المعايير والمواصفات العالمية، بربط نفقي قناة السويس بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل 500 متر من طول النفق، والتى تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ، لزيادة معدل الأمان.


لم تبخل الدولة على مشروعاتها القومية، لمن يسأل أين تذهب الميزانية، لقد تكلف حفر الأنفاق وتجهيزها نحو 12 مليار جنيه، وشيدها 3 آلاف مهندس وفنى وعامل مصري بداية في يوليو 2016 حتى 2019، قبل انتهاء الموعد المحدد في دراسة الجدول والمقدر بخمسة أعوام، وتعد الأكبر على الإطلاق على الصعيدين المحلي والقاري، وتنقل سيناء لأفاق رحبة اقتصاديًا واجتماعيًا.


لقد بات حلم أهلنا في سيناء واقعا ملموسا، وامتدت شريان الحياة النابض إلى أرضنا هناك، ليرويها بالتنمية والتقدم، وينقلها نقلة تاريخية، تأخرت كثيرا، فالمشروعات القومية تطرق الأبواب، بعد أن اقتطعنا المشوار في 20  دقيقة فقط، ولعلها هي الرسالة الأقسى على الإطلاق للحالمين الواهمين بالطمع في شبر واحدا من أرضنا التي رواها أبطالنا وشهدائنا بالدماء.


مصر ستظل رائدة، وعلمها خفاق، وإنجازاتها مستمرة، مادام لدينا رئيسا أمينا، ورجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يقدرون أبعاد الأمن القومي، وما تحتاجه البلاد وشعبها، بما يحقق سلامة الوطن وأمن جيلنا والأجيال القادمة، بمشروعاتنا القومية التي نبتت أزهارها في بستان مصرنا، في كافة المجالات التنموية، التي رآيناها تتحقق في الإسكان الاجتماعي، والمدن الجديدة، ومشروعات الطاقة، وإعادة فتح المصانع، والاستصلاح الزراعي والسمكي، وخطوط مترو الأنفاق والطرق والكباري.


شكرا سيادة الرئيس وعد فأوفيت.. شكرا رجال مصر المخلصين، الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل الإنجاز والرخاء.