الأمم المتحدة تشيد بالدور السعودي في حفظ السلام العالمي

السعودية

بوابة الفجر


أشاد مؤتمر القيادة المسؤولة في الأمم المتحدة، بدور المملكة العربية السعودية المحوري في حفظ الوئام والسلام العالمي، مؤكدًا أهمية مركزية المملكة وثقلها العالمي؛ بوصفها القائد للعالم الإسلامي.

ودعا المؤتمر، الذي اختتم أعماله- أمس- بمقر الأمم المتحدة، بحضور كبار القيادات الدينية من مختلف أتباع الأديان، وعدد من كبار المفكرين والسياسيين والحقوقيين الحكوميين والأهليين حول العالم، وعدد من منسوبي الأمم المتحدة، إلى مواجهة خطاب الكراهية حول العالم، وحل القضايا العالقة بمنطق السلام العادل والشامل.

وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس الهيئة العالمية للعلماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، إن عالم اليوم يواجه كثيرًا من التحديات، والقيادة المسؤولة تعني عدم ممارسة أساليب النفعية على حساب القيم الإنسانية المشتركة، وكذلك الانفتاح على الآخرين ومواجهة التحديات بثقة وتفاؤل، والسعي دومًا لإيجاد الحلول بأقل التكاليف وأقل المخاطر، وهي فعالة تجاه البرامج والمبادرات تقيس أداءها باستمرار، وتَعْلم أن ما تُقدمه للمستقبل يساوي في الأهمية ما تقدمه للحاضر، وربما كان المستقبل في بعض أحواله أكثر أهمية، وهي تصنع الوئام بين الجميع، وتُدرك أن الحوار وروح الفريق الواحد وتحديد الأهداف والأولويات، عنصر مهم في النجاح، وتدرك أن سلام عالمها أهم ركائز سلامها الذاتي، والوصول لهذا السلام يعني النظرة الشمولية والعمل المستدام، وأن رهانات المستقبل تشملها عدة محاور من بينها التعليم.

وأكد الدكتور العيسى، أن صناعة المعلم تُمثل نقطة الارتكاز الرئيسية، والتاريخ المضيء لا يُخَلّد إلا الأعمال النبيلة، وما سواها إما أن يطويه التاريخ، وإما أن يسجله في صفحاته المظلمة.

 وتحدث الشيخ العيسى عن القيادة الدينية، التي تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه أهم ما يتطلبه عَالَمُ اليوم في وئامه وسلامه، ومن ذلك مواجهة خطاب الكراهية والتطرف الديني أو الإثني المفضي للعنف أو الإرهاب، مع تعزيز المناعة الفكرية لدى الجميع خاصة الشباب، عبر مراكز التأثير الروحي التي يتمتع بها القادة الدينيون، وذلك أن الفكر المتطرف والإرهاب المتصل بالجانب الديني لم يقم على قوة عسكرية ولا كيان سياسي، وإنما على تديّن أُخذ بخيار الأيديولوجيا المتطرفة، وهنا نُفرق بكل وضوح بين الدين والتديّن، وبناء عليه نقول إنه ليس هناك دين في أصله متطرف، ولكن لا يخلو دين من وجود متطرفين ينتسبون إليه.

وشدد على ضرورة وضع القادة الدينيين لبرامج عملية معلنة؛ لمواجهة تلك المخاطر والتهديدات في المجتمعات التابعة لها روحيًا، كما عليها من جانب آخر أن تتضامن مع غيرها في تنفيذ مهام تشمل مشتركات الجميع، وأن تحترم وجود أتباع الأديان كافة في جميع مشاريعها الإنسانية.

وأشار إلى أن احترام وجود الأديان وأتباعها، عنصر مهم في سلامها وتعايشها، وأن التكتلات الدينية والمذهبية والثقافية بعزلتها السلبية وبمحاولة فرضها أفكارها وثقافتها ورفض حق غيرها في الوجود، تعد إقصاء يُصَنّف ضمن دائرة الكراهية والطائفية والمعاداة، وأن مثل هذه الأفكار السلبية أوجدت التطرف بكل أنواعه، ومن ذلك تيار اليمين المتطرف في بعض الدول.

ولفت معاليه إلى أن كل حالة من حالات التطرف الديني أو الفكري أو السياسي، تُمثل تهديدًا لسلام عالمنا أيًا كانت درجة ذلك التهديد. فالتطرف المثير لوئام الدولة الوطنية أو العابرُ للحدود، يحمل في جنباته شرًا يتزايد مع الوقت، من خلال تأثيره على العواطف المجردة عن الوعي، أو من خلال مواجهته السلبية بواسطة التطرف المضاد.

وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: إن جميع الأسوياء يُدركون أن خطاب التطرف له نهاية مؤلمة، سواءٌ كان مدفوعًا بتشدد ديني، أو كراهية ضد الآخرين لأسباب دينية أو إثنية أو لمصالح سياسية، وأن مكاسبه السريعة إنما هي مكاسب خادع، وأن التاريخ يُعلمنا بأن السجال السلبي، سواء كان دينيًا أو فكريًا، أو إثنيًا أو سياسيًا أو غيرَ ذلك، هو بذرة شر ترتد على الجميع بالخسارة، وفي كثير من الأحيان بالفواجع المؤلمة، وهل تَعْتقد الأفكار الإرهابية وهي تقوم مثلًا بعمليات انتقام متبادل، أن أيًا منها سيكون رابحًا ومنتصرًا؟.

وأضاف: نعلم جميعًا أن الإنسان يُقاد بفكر يحمله، يَمُرّ بدرجات من الوعي أو درجات من التخلف، ولكن مسؤولية مَنْ صناعة هذا الوعي؟، ومسؤولية مَنْ وجود هذا التخلف؟، ولو سَألْنَا كلَّ متطرف أو إرهابي من صاغك فِكرًا ومشاعِرَ لأخبرك بالجواب، والسؤال الأهم هو: ماذا نفعل بالجواب؟، ومن الحكمة أن نقول: لا يَتَمدد الشر إلا في غياب الخير، ولا الظلم إلا في غياب العدل، ولا التخلف إلا في غياب المعرفة، ولا النفعية السلبية على حساب المصالح العامة إلا في غياب القيم بقانونها الفاعل، ولا يُخْترَق سُور وئامنا الإنساني إلا عندما يخلو من الحراسة.