رئيس الوزراء: تنمية سيناء وإقليم قناة السويس لم تعد حلما بل واقعا ملموسا

أخبار مصر

الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي - أرشيفية


استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمته اليوم، خلال احتفالية افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لعددٍ من المشروعات التنموية في سيناء ومدن القناة، بتهنئة الرئيس السيسي والشعب المصري بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، داعياً أن تحمل أيامه الخير والبركة لمصرنا الحبيبة، كما وجه التحية للشعب المصري العظيم الذي سطر ملحمة عظيمة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة، وأرسل رسالة ثقة في قيادة الرئيس السيسي، وما يتم انجازه من مشروعات، كما عبر عن رغبة أكيدة في استكمال ما يتم تنفيذه، لافتاً إلى أن هذه الثقة تضع عبئاً ومسئولية أكبر على عاتق الحكومة، لتلبية تطلعات هذا الشعب العظيم.

وأكد رئيس الوزراء في كلمته أن الدولة المصرية تبذلُ جهوداً كبيرة بدأت منذ سنوات لتنمية بوابة مصر الشرقية "سيناء ومدن القناة"، وهو المشروع الذي أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ منتصف عام 2014 كمشروع قومي مُتكامل لتنمية أرض الفيروز "سيناء"، كجُزء ضمن المخطط الإستراتيجي القومي للتنمية العمرانية بمصر حتى عام 2052، مشيراً إلى أن حماية وتنمية هذه المنطقة تتم على عدة محاور منها الأمني لتطهير أرض الفيروز من الإرهاب، والاقتصادي عن طريق انشاء المدن الجديدة، وتنفيذ مشروعات تنموية متنوعة، الى جانب تنفيذ شبكة طرق كبرى، تزيد من ربط شبه جزيرة سيناء بالمحافظات.

وأشار "مدبولي" إلى أن جهود الدولة لتحقيق التنمية في كافة ربوع الوطن مستمرة حتى تحقيق كافة أهدافها التنموية، لافتاً إلى أن هذه الجهود تهدف إلى التوسع في تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة، والمضي في تنفيذ مشروعات تنموية متنوعة في العديد من القطاعات، مع العمل على تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في مدن القناة وسيناء، وتنفيذ شبكة طرق كبرى، بما يُحقق مد جسور التنمية من خلال ربط شمال ووسط سيناء بالدلتا، وجذب الاستثمار الصناعي وتشجيع الاستفادة من الثروات الطبيعية، فضلاً عن تعظيم الاستفادة من مقومات السياحة المتمثلة في البيئة المحيطة بهذه البقعة الغالية.

وعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء على نحو تفصيلي، الموقف التنفيذي للمشروعات بمنطقة سيناء ومدن القناة، لافتأً إلى أنه كان لهذه المنطقة نصيبٌ كبير من المشروعات المُنفذة في مُختلف القطاعات، ستعود بالتنمية عليها، وبالخير على أبناء مصر في هذه المنطقة، وأشار إلى أن اجمالي عدد المشروعات المُنفذة والمُستهدفة خلال السنوات الست منذ عام 2014 إلى عام 2020، تصل إلى 994 مشروعاً، بتكلفة تقديرية 795 مليار جنيه، وقد تم منذ منتصف 2014 حتى مارس 2019 تنفيذ 751 مشروعاً موزعة على 21 قطاعاً، باجمالي قيمة استثمارية 357.7 مليار جنيه، كما يجرى تنفيذ 243 مشروعاً باجمالي قيمة استثمارية 437 مليار جنيه، من المخطط الانتهاء منها في يونيو 2020، لافتاً إلى أن أبرز المشروعات هو مشروع تطوير محور قناة السويس، كمركز لوجيستي وصناعي عالمي، والذى بدأ حفر قناة السويس الجديدة، التي تم اعطاء إشارة البدء لها في أغسطس 2014 وتم افتتاحها في أغسطس 2015.

وفي قطاع النقل، أوضح رئيس الوزراء أن الدولة ترى أن الطرق هي شريان التنمية والسبيل لتعزيز فرص الاستثمار، موضحاً انه تم الانتهاء من 1397 كم شرق وغرب القناة، كما من المخطط الانتهاء من 435 كم بسيناء حتى عام 2020، وأبرز المشروعات في هذا القطاع أنفاق تحيا مصر (شمال الإسماعيلية) بعدد 2 نفق سيارات بطول 5820 متراً، بتكلفة 11.5 مليار جنيه، وطريق تحيا مصر للربط بين الأنفاق وطريق الاسماعيلية/بورسعيد، وإنشاء رصيف بحري جديد بميناء السويس، بتكلفة 8.5 مليار جنيه، وتطوير ميناء نويبع البحري بمرحلتيه الأولى والثانية، بتكلفة 350 مليون جنيه، وتنفيذ ازدواج الطريق الدولي إلى شرم الشيخ، بطول 334 كم، بتكلفة 6.5 مليار جنيه، ينتهي في يونيو 2019، وطريق هضبة الجلالة بطول 114 كم، ويصعد إلى منسوب 700 متر فوق سطح المياه، بتكلفة 4.5 مليار جنيه.

وفيما يتعلق بمشروعات الاسكان وتطوير العشوائيات، أشار الدكتور مصطفى مدبولى الى ان سيناء ومدن القناة شهدت تنفيذ خطة استراتيجية لاقامة مجتمعات عمرانية جديدة ببنية اساسية متطورة للمساهمة في نقل الكثافة السُكانية من الوادي والدلتا إلى سيناء، مشيراً إلى أنه يتم إنشاء مدن جديدة منها مدينة سلام بشرق بورسعيد لاستيعاب 1.15 مليون نسمة، ومدينة الاسماعيلية الجديدة على مساحة 2828 فدانا باجمالي 52642 وحدة، لاستيعاب 250 الف نسمة، ومدينة رفح الجديدة، لتضم 10016 وحدة سكنية و 400 بيت بدوي ومنشآت خدمية، لاستيعاب 150 الف نسمة، وكذا مدينة بئر العبد الجديدة على بحيرة البردويل وتتسع إلى 50 ألف نسمة، ومدينة الجلالة، وتنفيذ مشروعات الاسكان الاجتماعي في كل محافظات سيناء والقناة، فضلاً عن تطوير العشوائيات في هذه المحافظات. 

وتناول "مدبولي" مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، لافتاً إلى أنه تم اطلاق استراتيجية جديدة لتحسين مستوى خدمات مياه الشرب والصرف الصحي في سيناء، وتشمل هذه الاستراتيجية رفع كفاءة محطات معالجة مياه الصرف الصحي القائمة، واستحداث محطات تحلية مياه جديدة، لافتاً إلى أنه فيما يتعلق بمحطات تحلية مياه البحر، فقد تم تنفيذ محطة تحلية مياه البحر بمدينة الطور، بطاقة 30 ألف م3/يوم، تم نهوها يونيو 2018، ومحطة تحلية مياه الجلالة، طاقة 150 ألف م3/يوم، انتهت في يونيو 2018، ومحطة تحلية مياه البحر بطابا، ومحطة تحلية مياه البحر برأس ملعب. 

وفيما يتصل بمحطات معالجة مياه الصرف الصحي التي تم رفع كفاءتها، فمنها محطة معالجة الصرف الصحي فى بحر البقر، وتنتهي في ابريل 2021، بطاقة 5 ملايين م3/يوم، ويتم استخدام المياه المنتجة منها لاستصلاح حوالي 330 الف فدان تقريباً شرق قناة السويس، بالاضافة الى 2.5 مليار جنيه لاعمال نقل المياه المعالجة عبر 2 سحارة اسفل قناة السويس من الغرب الى الشرق، وتوسعات الصرف الصحي بمدينة الطور، ومحطة معالجة ورفع الصرف الصحي لمدينة الاسماعيلية الجديدة، بطاقة 60 ألف م/يوم إلى 120 الف م3/يوم، وتوسعات محطة تنقية مياه غرب النفق، لزيادة كمية إنتاج المياه من 35 ألف م3 إلى 70 ألف م3، ويتم تنفيذ سحارة سرابيوم اسفل قناة السويس الجديدة بتكلفة 722 مليون جنيه، تنتهي في يونيو 2020.

وفيما يتعلق بقطاع البترول، أكد رئيس الوزراء أن المشروعات في هذا القطاع كان من أبرزها مشروع تنمية حقل ظهر، الذي تم نهو المرحلة الاولى منه في ديسمبر 2017 بتكلفة 270 مليار جنيه، بهدف تعظيم الاستفادة من الثروة البترولية وزيادة الناتج المحلي وتوفير احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي، وتم انتهاء تنفيذ مشروعات منها انتاج البروبلين والبولي بروبلين بمحافظة بورسعيد بطاقة انتاجية 400 الف طن/سنة، وتطوير محطة معالجة الغاز الطبيعي بغرب بورسعيد، ومشروع لانتاج البولي استر بالمنطقة الاقتصادية شمال غرب خليج السويس بطاقة 420 ألف طن/سنة، ومشروع خط استلام الغاز المستورد بميناء العين السخنة بطول 6 كم، وخط بوتاجاز أبو رديس جنوب سيناء بطول 13.5 كم.

وتناول الدكتور مصطفى مدبولي، مشروعات قطاع الكهرباء، مشيرًا إلى أن سيناء ومنطقة القناة تحتل موقعا استراتيجيا يجعلها مؤهلة لتكون بوابة مصر نحو مستقبل مشرق بما يشجع عملية التنمية والاستثمار، موضحا أنه تم إنشاء محطة توليد كهرباء شرم الشيخ، بقدرة 288 ميجاوات، ومحطة السويس الحرارية، بقدرة 650 ميجاوات، ومحطة توليد كهرباء عتاقة، بعدد 4 وحدات قدرة الوحدة 160 ميجاوات، لتعزيز امدادات الطاقة للمنطقة، وتفعيل استراتيجية الطاقة وتنويع مصادر الوقود، في إطار استراتيجية الحكومة لتحويلها لمنطقة جاذبة للاستثمارات في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى توصيل التيار الكهربي بمحطة تحلية مياه البحر، ومحطة الصرف الصحي ومستشفى أبو رديس، والوحدات السكنية بمشروع الاسكان الاجتماعي، والتجمعات البدوية بمدن المحافظة، وتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية بمدن شرم الشيخ وأبورديس بتكلفة 107 ملايين جنيه، منها 5 ملايين جنيه كمشاركة مجتمعية، وتم انشاء خط غاز لتغذية محطة كهرباء السويس الحرارية، كما تم نهو تحويل محطة كهرباء الشباب الغازية، للعمل بنظام الدورة المركبة وإضافة 500 ميجاوات، وكذا تنفيذ محطة انتاج كهرباء بورسعيد بقدرة 96 ميجاوات، ومحطة انتاج كهرباء العين السخنة بقدرة 1300 ميجاوات. 

وفي قطاع الصحة، أشار رئيس الوزراء إلى أن قرار إطلاق المرحلة الأولى من منظومة التامين الصحي الشامل في مدن القناة للارتقاء بالخدمات الصحية في هذه البقعة الغالية من أرض مصر، يتوافق مع استراتيجية بناء الإنسان المصري، ويسهم في تعزيز جهود التنمية، لافتاً إلى أنه يتم تطوير ورفع كفاءة مستشفى العريش، وتنفيذ مستشفى بئر العبد المركزي الجديد، وتم تطوير ورفع كفاءة مستشفى شرم الشيخ الدولي، كما تم تطوير مستشفى ابو رديس المركزي، وتطوير مستشفى سانت كاترين المركزي.  

وتناول "مدبولي" مشروعات قطاع التعليم، لافتاً الى ان هناك جهودا كبيرة تبذل لتحسين جودة التعليم في سيناء ومدن القناة، اضافة الى احداث نقلة نوعية للعملية التعليمية من خلال التوسع في انشاء المدارس اليابانية هناك، مشيراً إلى أنه ففيما يتعلق بالتعليم قبل الجامعي فقد تم تنفيذ مدرسة علي مبارك الابتدائية بجنوب سيناء، والعريش الثانوية الصناعية بنين بشمال سيناء، والمدرسة المصرية اليابانية بالإسماعيلية الجديدة وأخرى بالطور بجنوب سيناء. وفيما يتعلق بقطاع التعليم الجامعي، فيتم تنفيذ مشروع اقامة ثلاثة فروع لجامعة الملك سلمان، من المقرر نهوها فى أكتوبر 2019، بشرم الشيخ والطور ورأس سدر، كما يتم تنفيذ عدد من الكليات بجامعة الجلالة. 

وفي قطاع الزراعة أوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تضع خطة شاملة من اجل تطوير البنية التحتية اللازمة لتطوير قطاعي الزراعة والري في سيناء ومدن القناة، واستغلال الموارد الزراعية الهائلة في هذه المنطقة، وتوفير مياه الري وتأمين وصولها من أسفل القناة للمزارعين في سيناء وشرق قناة السويس والاسماعيلية الجديدة لزيادة الرقعة الزراعية خاصة محاصيل الموالح والزيتون واستصلاح أراضٍ جديدة وإنشاء الصوب الزراعية. وأشار في هذا الصدد إلى أنه يجري حاليا تخصيص مساحة 20 الف فدان بمنطقة سهل القاع بمدينة طور سيناء، ضمن مشروع الـ 1.5 مليون فدان، اعتماداً على المياه الجوفية بهذه المنطقة، إلى جانب مشروع استصلاح 15 ألف فدان ببئر العبد بشمال سيناء، وانشاء 7 تجمعات زراعية تنموية في جنوب سيناء، منها قرية الامل وتضم 500 قطعة ارض زراعية و 514 صوبة زراعية، ومشروع الاستزراع السمكي بالاسماعيلية حيث تم الانتهاء من استزراع 1034 حوضا، ومشروع الاستصلاح الزراعي بترعة الشيخ جابر لزراعة 156 ألف فدان على ترعة الشيخ جابر.

وفي قطاع التجارة والصناعة، أشار مدبولي إلى أن استراتجية الدولة تتمحور حول استغلال الموارد الطبيعية والبشرية لسيناء ومدن القناة ومد أذرع التنمية الصناعية إليها وتحويل المنطقة إلى تجمع صناعي هام لصناعات الأسمنت والسيراميك والزجاج والصناعات التعدينية والكيماوية وغيرها، لتوفير فرص العمل لابناء سيناء ومدن القناة. واوضح انه تم تنفيذ مجمع صناعي بجنوب الرسوة ببورسعيد يتضمن 118 مصنعا لتشغيل الشباب، والمرحلة الثانية من مصنع اسمنت العريش وتضم اضافة خطين اضافيين، ومحطات طحن وتنظيم الأسمنت، والفرن، ومنطقة التعبئة، بتكلفة 270 مليون يورو، وكذا مصنع إنتاج وتجميع لمبات الليد بمدرسة أبو زنيمة الثانوية الصناعية بطاقة انتاجية 800 ألف لمبة سنوياً.

وفي قطاع السياحة، اكد رئيس الوزراء سعى الحكومة لتطوير البنية التحتية لخدمات قطاع السياحة في سيناء ومدن القناة، واستهداف أنماط جديدة من السياحة كالسياحة العلاجية والسياحة الدينية وسياحة المؤتمرات والسياحة الرياضية وسياحة الاستشفاء، والترويج السياحي لسيناء ومدن القناة لما بها من مناطق سياحية هامة. ولفت الى انه فيما يتصل بتنشيط السياحة بجنوب سيناء فقد تم انارة طريق وادي قني بالطاقة الشمسية، وانارة طرق شرم الشيخ، وتطوير مدينة طابا، وانشاء سور حول الشاطئ العام بطور سيناء، وتنفيذ المنتج السياحي بالجلالة.

كما تناول الدكتور مصطفى مدبولي عدداً كبيراً من المشروعات الأخرى المنفذة في عدة قطاعات، والتي تضمنت في قطاع الطيران المدني انشاء مطار البردويل الدولي بشمال سيناء، وفي قطاع التموين تنفيذ صومعة القنطرة شرق بمحافظة الاسماعيلية سعة 60 الف طن، وصومعة عتاقة بالسويس بسعة 60 الف طن لتوفير قدرة تخزينية عالية متطورة تصل إلى حوالي 9 ملايين طن قمح سنوياً، وفي قطاع رفع الوعي الأثري تم تنفيذ اعمال  تطوير متحف الاسماعيلية.

وفي ختام كلمته أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن تنمية سيناء واقليم قناة السويس لم تعد حُلماً بل صارت  واقعا ملموسا، مشيراً إلى أنه يوجد خطة طموحة لتحويل اقليم سيناء ومدن القناة إلى اقليم تنافسي يساهم في نمو الاقتصاد الوطني، وأضاف مدبولي أن المشروعات التي تم الانتهاء منها على مدار السنوات الأربع الماضية قد ساهمت في زيادة معدلات النمو السكاني في محافظات مدن القناة وسيناء بحوالي 3.4%، وإعطاء أولوية للشباب وتوفير فرص عمل لائقة لهم في القطاع الخاص أو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتأسيس مناطق اقتصادية كبرى وموانئ للصيد والتصدير تعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية لاقامة المشروعات كثيفة العمالة.