"صواريخ قصيرة المدى".. كوريا الشمالية تستعرض قوتها من جديد

عربي ودولي

زعيم كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية


أطلقت كوريا الشمالية، اليوم السبت، صواريخ قصيرة المدى في اتجاه بحر اليابان، بحسب ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في خطوة تُعتبر الأولى من نوعها منذ أكثر من عام، وتأتي في وقت تسعى بيونج يانج إلى تصعيد الضغط على واشنطن بعد بلوغ المحادثات النووية طريقًا مسدودًا، في خطوة يراها الكثيرون استعراضًا جديدًا لقوة بيونج يانج.

وقالت رئاسة أركان القوّات المسلّحة الكوريّة الجنوبيّة، إنّ كوريا الشماليّة أطلقت عددًا من الصّواريخ قصيرة المدى من شبه جزيرة هودو قرب مدينة وونسان الساحليّة، في اتّجاه الشمال الشرقي، وأنّ الصواريخ عبرت ما بين 70 إلى 200 كيلومتر فوق بحر اليابان.

أميركا على علم
وفي المقابل، قالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، "نحن على عِلم بتصرفات كوريا الشمالية هذه الليلة، سنُواصل المراقبة".

وفترت العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن، منذ فشل قمة هانوي في فبراير الماضي بين الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وتعثر هذا اللقاء، وهو الثاني بعد القمة التاريخية في يونيو 2018، بسبب خلاف: فقد طالب الرئيس الكوري الشمالي برفع العقوبات البالغة الأهمية في نظر الرئيس الأميركي، في مقابل البدء بنزع السلاح النووي الذي يعتبر خجولا جدا.

وزاد الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن الجهود الدبلوماسية لمحاولة إحياء الحوار، لكن بيونغ يانغ لم تستجب.

الوضع في شبه الجزيرة الكورية وصل لـ"نقطة حرجة"
وقالت نائبة وزير الخارجية الكوري الشمالي، تشوي سون هوي، الثلاثاء، "قرارنا على صعيد نزع السلاح النووي لا يزال ساريا وسنطبقه عندما يحين الوقت"، لكن "ذلك لن يكون ممكنا إلا إذا أعادت الولايات المتحدة النظر في حساباتها الحالية وأعادت صياغتها".

وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون اعتبر خلال قمة عقدها في الآونة الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الولايات المتحدة تصرّفت "بسوء نيّة" أثناء لقائه ترامب في هانوي في فبراير، مشيراً إلى أنّ الوضع في شبه الجزيرة الكورية وصل إلى "نقطة حرجة".

سيول تجري تحليلا حول الصاروخ مع واشنطن
وأكد مكتب هيئة أركان القوات المسلحة الكورية الجنوبية، أنه يجري تحليلا مشتركا مع الولايات المتحدة.

وقالت هيئة الأركان المشتركة فيما بعد إن عدة صواريخ انطلقت لمسافة تراوحت بين 70 كيلومترا و200 كيلومتر.

وكانت تلك أول مرة تطلق فيها كوريا الشمالية صواريخ منذ إطلاقها صاروخا باليستيا عابرا للقارات في نوفمبر 2017 قبل إعلان استكمال بناء قوتها النووية وتلويحها بغضن زيتون لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وتعهد زعيمها كيم جونغ أون بألا يجري بعد الآن تجارب لأسلحة نووية أو صواريخ باليستية عابرة للقارات ولكن كوريا الشمالية أجرت اختبارات لأسلحة أخرى بعد ذلك.

ويأتي إطلاق الصاروخ بعد اختبار كوريا الشمالية لما وصفته بنظام للأسلحة التكتيكية كما أن إطلاق الصاروخ يزيد من الضغط الذي تمارسه كوريا الشمالية على واشنطن في محادثات إنهاء البرنامج النووي الكوري الشمالي.

الوضع في طريق مسدود
وقال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، سابقا، إن الوضع على شبه الجزيرة الكورية والمنطقة الآن في طريق مسدود ووصل إلى نقطة حرجة إذ قد يعود إلى وضعه الأصلي.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن كيم قوله: "إن الولايات المتحدة اتخذت موقفا أحاديا بسوء نية في محادثات القمة الثانية التي جرت في الآونة الأخيرة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة". 

وتابع: "السلام والأمن في شبة الجزيرة الكورية يعتمدان على سلوك واشنطن".

اجتماع أمني طارئ عقب الإطلاق الصاروخي
أفادت وكالة وينهاب الكورية الجنوبية، بأن الإدارة الرئاسية لكوريا الجنوبية عقدت اجتماعًا طارئا لكبار مسؤولي الأمن في البلاد عقب الإطلاق الصاروخي الذي أجرته بوينغ يانغ اليوم السبت.

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الإدارة الرئاسية كيم مين جونغ، إن المشاركين في الاجتماع "يراقبون الوضع الحالي ويتبادلون المعلومات عن كثب مع الولايات المتحدة".

وفقا لكيم مين جونغ، ترأس الاجتماع مدير مكتب الأمن القومي للإدارة تشونغ واى يونغ.

سيول وواشنطن تتفقان على الرد بحكمة
وأعلنت وزارة خارجية كوريا الجنوبية، أن وزير خارجية كوريا الجنوبية كانج كيونج وها، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اتفقا اليوم السبت، على الرد "بحكمة" على عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة من قبل كوريا الشمالية.

وأجرى "كانغ" و"بومبيو" محادثة هاتفية بعد ساعات فقط من إطلاق بيونج يانج قذائفها في بحر اليابان.

وحسبما نقلت وكالة "يونهاب" للأنباء، قالت الوزارة، في بيان: "فيما يتعلق بإطلاق اليوم، وافق الجانبان على التعامل معه بحكمة ومواصلة التواصل مع مواصلة التحليل الإضافي".

وأضافت الوزارة، أن لي دو هون، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الكورية الجنوبية لكوريا الشمالية والممثل الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية، ستيفن بيجون، أجريا محادثات هاتفية بعد الإطلاق.