سياسيون سعوديون يكشفون مفاجآت.. كيف يتآثر محور الشر بتصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تتوالى الضربات على دول محور الشر، فبعد إدراج الحرس الثوري الإيراني، على لائحة الإرهاب، تلقت تلك الدول (قطر، تركيا، إيران) صدمة جديدة، وهي تفكير إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.

وأعلن البيت الأبيض، أمس، عن عزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إدراج جماعة الإخوان المسلمين للقائمة الأمريكية الخاصة بـ"الجماعات الإرهابية الأجنبية".

وسيسمح ضم الإخوان المسلمين لقائمة الجماعات الإرهابية للمسؤولين الأمريكيين بفرض عقوبات على أي شخص أو جماعة على صلة بها.

اعتراض تركي - إيراني
وبعد التصريحات الأمريكية المفاجآة، خرجت الردود التركية والإيرانية، لتعلن اعتراضها، وذلك في تأكيد منهم على دعم الإخوان والجماعات الإرهابية.

وجاء الرد التركي على لسان الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، الذي زعم أن القرار "سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط"، متذرعا بفزاعة "معاداة الإسلام" التي قد تتنامى في الغرب، على حد قوله.

وخرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من الدوحة، لينتقد الخطوة الأميركية، على الرغم من العداء الذي لطالما أظهرته إيران في السابق لجماعة الإخوان، مما يعكس تقاطع المصالح بين الطرفين، ودعم إيران الخفي، الذي أصبح علنيا، للإرهاب.

ورطة لتركيا
وبالطبع سينعكس القرار الأمريكي سلبًا على مصالح النظام التركي الذي تربطه بالجماعة الإرهابية في ظل النكسات المتتالية التي لحقت بحزب أردوغان (العدالة والتنمية) داخليًا وفي علاقاته الخارجية، خصوصًا مع الولايات المتحدة على خلفية صفقة الصواريخ الروسية.

القضاء على الإرهاب
وهنا، قال المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، إن توجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية" يعكس ولادة قناعة لدى الإدارة الأمريكية بأن القضاء على الجماعة الإخوانية والتضييق عليها وتجفيف مصادر تمويلها هو الطريق نحو القضاء على الإرهاب الذي تشكل الجماعة الإخوانية الحاضنة الرئيسية له والتي خرجت الجماعات الإرهابية من رحم الجماعة الإخوانية التي وفرت أدبيات الجماعة وأفكارها وكتابات سيد قطب الذي يعد الأب الروحي للجماعات التكفيرية الذخيرة الأيدولوجية للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة والذي يصف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري نفسه بأحد التلاميذ النجباء لسيد قطب.

وأضاف "الزعتر"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الاخوان المسلمين "منظمة إرهابية" وفرض عقوبات على أي شخص أو جماعة على صلة بها ، سوف يقود إلى وضع قطر وتركيا في مأزق والتي تحتضن قيادات الجماعات وتمولها وتحتضن الشركات التابعة للجماعة، وهو ما يعني أن هذه الخطوة الأمريكية (فتح جبهة جديدة) في المواجهة الأمريكية مع قطر وتركيا التي تعتبر هذه الدولتين الحاضنة الرئيسية للفكر الإخواني والداعم له بتوفير الملاذ الأمن والدعم المالي، متابعًا: "وهو ما يعني المزيد من تكثيف الضغط السياسي وحتى الاقتصادي على هذه الدول التي لم تخرج حتى الأن من المأزق الذي تعيشه ما بعد تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية".

وأوضح أنه بالنسبة للدوحة فإن هذه الخطوة الأمريكية ستكون بمثابة (الحجر الذي سيحرك المياه الراكدة في أوروبا) وسيكون لها تأثير على الموقف الأوروبي الذي يعيش حراك وبخاصة في الأونة الأخيرة نحو تسليط الضوء على العلاقة بين الفكر الإخوان والتنظيمات الإرهابية، وهو ما يعني أن قطر وتركيا لن تواجهان ضغط أمريكي فقط بل وضغط أوروبي، بخاصة قطر التي تتكشف الأوراق في الأونة الأخيرة عن دعمها للجماعة الإخوانية في أوروبا، والتي كشفت هيئة رقابية حكومية فرنسية في تقرير صادر حديثاً أن حفيد مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي، طارق رمضان، كان يتلقى مكافآت سخية من دولة قطر لتمويل مشاريع متعلقة غالباً بالتنظيم، والتي وصلت الأوراق التي تتكشف عن دعم الدوحة للإخوان إلى ذروتها بصدور كتاب "أوراق قطر" للصحافيين الفرنسيين جورج مالبورنو وكريستيان شينو المتخصصين في التحقيقات الاستقصائية والذي يكشف الستار عن 140 وثيقة تكشف تمويل قطر لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا.

القرار سيتم قبل 2020
ومن جانبه أكد المحلل السياسي السعودي، فهد الديباجي، أن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة في كل مكان بدأت تتخوف من مواجهة مصير مجهول خاصة بعد اقتراب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتخاذ قرار بتصنيفها تنظيما إرهابيا، وتنضم بذلك واشنطن إلى سجل الدول التي قامت بتصنيفها جماعة محظورة وهي السعودية ومصر والإمارات.

وأضاف "الديباجي" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية سيأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية الأمريكية وأن تحقق فهو خطوة من شأنها توجيه ضربة موجعة للجماعة الإرهابية، لأنه سيفرض حظر على سفرهم ومع فرض قيود على النشاط الاقتصادي مع فرض حظر على التعاملات المالية سواء البنكية أو غيرها من المعاملات الرسمية، وعلى من يثبت انضمامه إلى جماعة الإخوان أو يتعامل معهم تعامل مباشر وغير مباشر.

وأوضح المحلل السياسي السعودي، أنه من المتوقع أن يصدر قرار حظر جماعة الإخوان قبل العام 2020 حتى يخوض ترامب حملته القادمة لولاية رئاسية جديدة ويكون نفذ جميع برنامجه الانتخابي، مشددًا على أنه من المتوقع أيضًا أن تتأثر الدول التي بها الجماعة أو التي تستضيف الإخوان، كذلك لشركات الداعمة لها.

وأشار إلى أن كل المؤشرات الأولية تؤكد أن جماعة الإخوان بدأت تسير في طريق الزوال والنهاية مع لفظها العديد من الدول وبدأ الكثير يتعامل مع عناصرهم في الخفاء.

وتابع: "تصنيف أمريكا للأخوان كمنظمة إرهابية إن حدث وتم هو مجرد خطوة تصحيحية ستقود لنتائج جيده ومهمة، لأنه لا يمكن أن يتوقف سيل الدماء مالم يصنف العالم جماعة الإخوان‬ كجماعة إرهابية".

ونوه "الديباجي"، إلى أن هذا القرار سيكون بداية لتطهير الأرض بالفعل من رجس الإرهاب الإخوان، والفضل يعود للدول التي عملت تصنفيهم مبكرا وكشف خطرهم وأول السعودية والإمارات ومصر، ومن المتوقع إن حدوث القرار سيتبعه عدة إجراءات فعلية ودول أوروبية أخرى.