أحمد إبراهيم يكتب : رحلة الشتاء والخوف

ركن القراء

بوابة الفجر


تبدأ الغالبية العظمى من دوريات كرة القدم على مستوى العالم في الصيف مع شه سبتمبر ومع حلول فصل الشتاء وانتقالات يناير يكون الدور الأول من الموسم انتهى (طبعاً ليس في مصر) وتتحدد الرؤية بالنسبة للأندية المتنافسة.

هذا العام خطفت الأضواء أندية عريقة كانت غائبة عن اللقب في السنوات الأخيرة  ,

ليفربول في إنجلترا كان متصدراً بفارق سبع نقاط عن المركز الثاني ’

بروسيا دورتموند الألماني كان منفرداً بفارق  9 نقاط

ومحلياً الزمالك بفارق 9 نقاط .

ومع تلاحم المباريات واشتعال مباريات الصيف أكثر من مناخه ,

بدأ حاملي اللقب بالعودة وتقليص الفارق تدريجياً واستمر نزيف النقاط !

في هذه اللحظة فقد الفرسان الثلاثة صدارتهم .

مانشستر سيتي حامل اللقب عاد للقمة بفارق نقطة واحدة ,

وبايرن ميونخ عاد من بعيد للصدارة بنفس بفارق النقطة,

والزمالك سبقه غريمه الأزلي الأهلي بفارق نقطة وتقدمهما نادي بيراميدز بفارق 3 نقاط لكنه لعب مباراتين اضافيتين .

لكن لماذا سقطت هذه الفرق وانخفضت يدها العليا غير متشبثةٍ بالدرع الغالي؟

في مواقف أخرى ربما تكون الإجابة هي رعونة اللاعبين أو الغرور او الأخطاء الفنية الفادحة أو غيرها من المشاكل الإدارية !

لكن هذا لم يحدث مع الثلاثة !

لقد كانت كل مبارياتهم مشتعلة حتى صافرة النهاية وربما بعدها !

بدأت الفرق الثلاثة الموسم بتدعيمات قوية بلاعبين من الصف الأول لهذه الدوريات , واعدوا أنفسهم للعودة إلى منصة التتويج ,

لكن هذه ليست نقطة التشابه الوحيدة ..

الخصوم في المنافسات الثلاث خرجوا من البطولات القارية بشكل مفاجئ

السيتي لم يصمد أمام صياح توتنهام وخرج من ربع النهائي

والبايرن خرج من دور ال16 بصفعة  ليفربول

والأهلي ودع بطولة افريقيا بهزيمة تاريخية من صنداونز بخماسية !

لكن شخصية البطل المتمرس في جمع النقاط في كل مباراة أنصفتهم في الدوري المحلي .

ومع كل نقطة يتقلصها الفارق ,يتم تصدير الضغط لجماهير المنافس

الضغط الذي يمثل تحدياَ غير معتاد لأغلب أفراد الفريق ,

هنا يتحول الأمر لمعركة من أجل اثبات الذات .تصبح المباريات أكثر حماسة ً وتوتر ومشدودة بشكل غير مناسب  ويسيطر على اللاعبين التسرع وعدم التركيز خاصةً أمام المرمى وتتحول المنافسة إلى صراع مع الخصم وصراع مع الوقت ,

كل ثانية تمر يفقد الفريق ككل شيء من اتزانه .

حتى وإن نجحوا في التقدم تستمر الضغوط حتى النهاية !

تخرج من المباراة ولديك الثلاث نقاط وارهاق نفسي في أعلى حدته في الغالب يتجاوز الإرهاق البدني !

مع استمرار المنافسات المحلية والقارية تتزايد المشكلات النفسية التي تبدأ بالظهور على القرارات الفنية والتكتيكية في أرض الملعب .

ربما هذا هو السبب الرئيسي لوضع الفرق الثلاثة التي ستسمر في منافسة شرسة حتى أخر مباراة في البطولة .

لا مفر من الهدوء والتركيز والإيمان بالفرصة وقبلها الإيمان بالذات .

وعلى إدارات هذه الأندية أن تعلم أنها الآن فقط على الطريق الصحيح للعودة  إلى المجد !

ليفربول والزمالك مازالا في الصراع القاري ,

الريدز لديه مباراة حاسمة أمام برشلونة في قبل النهائي الفائز منها سيكون الأقرب لحصد اللقب ,

والزمالك على نفس الحال سيواجه النجم الساحلي في نصف النهائي ,

الثبات في هذه الظروف أهم من الثورة والصبر أجدى من التهور حتى وإن خسرت لقباً لا تفقد الأمل حتى وإن كنت ترى الفرصة ضئيلة لا مفر من القتال حتى آخر ثانية في الموسم ,

فالهزيمة بشرف أبقى من التتويج السهل !