إمام المسجد النبوي: استهداف مقر الأمن إفسادٌ في الأرض وإجرامٌ عظيم

السعودية

بوابة الفجر


أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، أن الدين الإسلامي دين الإحسان إلى النفس وإلى الخلق، وقال: لا يوجد الدين الإسلامي أمرًا أو نهيًا أو تشريعًا إلا وفيه إحسان إلى النفس وإلى الخلق.

وأشار إلى أن هذا فيه ضمانٌ لسعادة الدنيا والآخرة، قال جل من قائل: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليُتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون}.

وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، أن الحدود والعقوبات التي تقع على الجاني فيها خير؛ فهي تُطهّره وتكفه عن ارتكاب مثلها وهي زاجرة لغيره عن اقتراف الجنايات والحدود وهي تكفير للذنب.

وألمح إلى أن الذنوب التي فيها محاربة لله ولرسوله والإفساد في الأرض لا يطهّر الحد صاحبها، قال تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يُقتّلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم}.

وبيّن أن إقامة الحدود فيها إحسان إلى المجتمع بكف الظلم والعدوان والشر عن المجتمع وحفظ لأمنه واستقراره وحرماته عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حد يُعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحًا).

ولفت إلى أن أفضل الإحسان إلى الخلق دفعُ العقوبات القدرية بالعمل على تطبيق الأحكام الشرعية قال الله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض، انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون} عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش رضي الله عنها، (أن النبي دخل عليها فزعًا، يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتِح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وعقد تسعين، فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبَث).

وقال "الحذيفي" مذكّرًا المسلمين بعظيم رحمة الله بنا، أن شرع لنا ما فيه إحسان إلى أنفسنا وما فيه إحسان إلى الخلق؛ فربكم الغفور الودود الرحيم العليم الحكيم الغني الكريم، ومن أعظم ما شرعه الله تعالى هذه الزكاة التي يذكّرنا بها هذا الشهر المبارك الكريم، والموسم العظيم ففيها من الإحسان إلى النفس وفيها من الإحسان إلى الخلق ما يعلمه المسلم وما لا يحيط به إلا الله الرحيم؛ فالزكاة قرينة الصلاة، قال الله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضًا حسنًا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا}.

وأكد أن الله حذّر من اتباع الشيطان الذي يصد عن كل خير، ويدعو إلى كل شر ليكثر أتباعه ويضل أشياعه؛ مستشهدًا بقوله تعالى: {يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}.

وشدد إمام وخطيب المسجد النبوي على أن الحادث الأليم الذي استهدف مقرّ بعض رجال الأمن يوم الأحد الماضي، حادثٌ أثيم وإفساد في الأرض وإجرام عظيم وخروج على جماعة المسلمين وإمامهم، وإقدام على قتل نفوس محرمة معصومة واعتداء على أمن البلاد واستقرارها ونشر للرعب والإرهاب، وقال: لقد كنا نأمل أن يعتبر هؤلاء الذين زيّن لهم الشيطان أعمالهم، بالأحداث التي خلت، فيرجعوا إلى الصواب ويكفوا عن الإرهاب؛ ولكن بان منهم الإصرار، ومَن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض بالفساد فلن يضر إلا نفسه.