40 عامًا من الوطنية.. صديقا الطفولة يشاركان في الاستفتاء: "إحنا في نعمة" (فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر


ما إن أطلقت الشمس أشعتها معلنة حلول الصباح، دق جرس هاتف عم "عاشور" فاستيقظ يلتفت إلى المُتصل، لتظهر على تلك الشاشة الصغيرة اسم "محروس"؛ إنه صديقه المقرب، يُذكره بواجبهما الوطني الذي تعاهدا أن يؤدياه معًا، مثلما اعتادا أن يتشاركا كل لحظاتهما سويًا منذ أربعة عقود.

وعلى بعد خطوات من مدرسة الطليعة المهنية بأحد أحياء السيدة زينب - حيث اللجنة المقررة لهما للإدلاء بصوتهما حول تعديل دستور عام 2019 التقى الرفيقان وجلسا يستريحان على المقاعد التي خصصها لهم العاملون باللجنة، ينتظران أن يحين دورهما للمشاركة في هذا العُرس الديمقراطي، فتشق تجاعيد وجه عاشور محروس ابتسامة واسعة تُعبر عن انسجامه مع حالة البهجة التي سادت المنطقة، يتأمل الأطفال وهم يتراقصون على أنغام الموسيقى الحماسية التي تبعث روح الوطنية في النفوس، فيميل على أذني صديقه حسنين محمد: "فاكر لما كنا قدهم؟".


فيتذكر "حسنين" العهود التي عاصرها بداية من السادات وحتى عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي، يتكئ على عصاه ويتأمل اللجنة في صمت أمامه: "الراجل دا بيصلح خراب أربعين سنة"، فيردد هذه العبارة بتلقائية تعبر عما بداخله، فالرجل الستيني يعلم جيدًا أن الشعب يعيش أزهى عصوره، ويدرك جيدًا المحاولات التي يبذلها الرئيس "السيسي" ساعيًا للنهوض بالدولة والارتقاء بها بين كبرى دول العالم.

حان دور الصديقان منذ 40 عامًا، فنهضا معًا كما اتفقا ليمنحا صوتهما بالموافقة على التعديلات الدستورية: "واقفين دايمًا ورا الريس لأن ثقتنا فيه كبيرة وفي كل قراراته"، وبعدما تصبغت أصابعهما بذلك اللون الأحمر، جلسا بفخر يعرضاه على القادم والذاهب ليحفزا المارة على عدم إغفال واجبهم الوطني تجاه المحروسة كما فعلا، ثم سرعان ما اندمجا مع أصوات الأغاني الصاخبة التي امتزجت بزغاريد الفرحة من سيدات المنطقة المدليات بأصواتهن.

لم تمر تلك الدقائق على الصديقان في صمت، فأثناء إشادتهما بتنظيم اللجنة، التفت أحدهما يتمتم بكلمات الشكر والعرفان لـ "السيسي" ويُذكر صديقه بدعم الرئيس الذي منحه شقة سكنية جديدة بمنطقة "الأسمرات": "أنا خدت شقة مفروشة كاملة روحت أنا ومراتي بشنطة هدومنا بس.. مطولناش الحاجة دي في أي عصر تاني"، معربًا عن سعادته بالتغييرات الملحوظة التي يتنعمان بها في عهده والتي منحتهما الثقة التي عبرا عنها بتوجيه موافقتهما نحو الدائرة الخضراء في إشارة لدعم التعديل.