"الفجر" تكشف عن مقر المتحف الإسلامي بالقلعة والمتوقف العمل فيه منذ 10 سنوات (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


رصدت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية عدد من اللافتات التي تتقدم أحد المباني الغامضة في قلعة الناصر صلاح الدين الأيوبي، والمبني لا تعلوه أي نصوص تأسيسية أو لافتات تعريفية، فقط لافتة صدئة تحمل كلمات عن مشروع تطوير وترميم متحف الفن الإسلامي بالقلعة. 

والمبني يقع في الجانب العسكري من القلعة، بجوار المتحف الحربي، وفي مواجهة وحدة المستنسخات الأثرية، وهو من الخارج لا يوجد عليها أي زخارف أو لافتات توحي بطبيعته، وبالبحث اكتشف الفجر، من خلال بحث قدمه الدكتور محمد حمدي متولي الباحث في الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن هذا المبنى كان من المقرر له في عام 2011م أن يتم إعداده كمتحف للفن الإسلامي. 

وفجر متولي مفاجأة، أخرى من خلال بحثه وهو أن هذا المبنى هو "دائرة السلحدار" وكلمة دائرة "دايرة" تطلق علي مجموعة الأملاك والمحاصيل الكبيرة التي يمتلكها شخص بعينه، والمقر الذي تدار منه الأملاك، وكلمة السلحدار تعني حامل سلاح الملك. 

وعن السلحدار قال متولي، إنه المسؤول داخل السراي عن الحفاظ علي سيف السلطان وبندقيته وقوسه ودرعه، وكان يخرج في المواكب الرسمية راكبًا حصانًا حاملًا سيف السلطان علي كتفه الأيمن، وألغي عام ١٢٤٧هـ - ١٨٣٠ م، وألغيت أيضًا السلاحداريات التي كانت في مكاتب الوزراء ورجالات الدولة، ويرجح أن دائرة السلحدار شيدت في عهد محمد علي باشا، وكان بها مبنى كبار رجال الجيش والحرس الخاص لمحمد علي. 

وعن استخدامات دائرة السلحدار عبر العصور قال متولي إنه استخدمت كديوان للمدارس في عهد الخديوي عباس حلمي الأول، وخصصت حجرات بها لقلم الهندسة وقلم المحاسبة، وقلم مشتريات أدوات المدارس والعمائر، كما استخدمت كمقر لديوان الجهادية وديوان إدارة الهندسة في عهد سعيد باشا، ومقر لمدرسة البيادة "المشاة" في عهد الخديوي إسماعيل، ومقر لدار الكتب المصرية في عهد الملك فاروق، ومقر لدار الوثائق. 

وعن العناصر الزخرفية في دائرة السلحدار قال متولي، إن بها مدفأة رخامية معقودة بعقود منكسرة متتالية، ويزخرف العقد عدة أطر رخامية هم ثلاثة أطر رخامية، وبها أيضًا دولاب من خشب الجوز، له قاعدة خشبية كبيرة يزخرف واجهتها أعمدة خشبية، ويوجد بين التكوين الزخرفي هلال ونجمة خماسية، ويمثل الهلال والنجمة الخماسة العلم المصري في عهد محمد علي باشا، والتكوين الزخرفي منفذ بطريقة التطعيم علي الخشب.

وأضاف أنه يوجد نموذج آخر لإحدي تلك الضلف الزجاجية قوامه لوح زجاجي مستطيل الشكل يحيط به إطار مستطيل من الخشب، والإطار الخشبي معقود من أعلي بعقد مفصص، ويزخرف كل كوشة من كوشتي العقد تكوين زخرفي قوامه أفرع نباتية ملتوية يخرج منها أوراق نباتية مدببة وأوراق نباتية ثلاثية وورود نباتية خماسية البتلات، ويوجد بين التكوين الزخرفي أيضًا الهلال والنجمة الخماسية. 

ويعتبر المبنى مجهولًا للكثيرين من زوار القلعة، فهو محاط بعدد من الأشجار، وهو في الجانب الأيسر للداخل إلى المتحف الحربي فلا يلحظه أحد، بل يظن الناظر إليه للوهلة الأولى أنه ليس مبنًا أثريًا بالأساس، ولكن المفاجأة أنه أثريًا بل وكان سيخصص كمتحف للفن الإسلامي، ولكن المشروع توقف.