تزامناً مع ذكرى وفاة "جبران خليل جبران".. "شهريار القصيدة" في عيون نسائه

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ألقاب عديدة حصل عليها الشاعر جبران خليل جبران "شاعر المهجر"، "الفيلسوف النحات"، ولكن في نظر النساء هو "شاعر حب المرأة" فكلماته دائماً ما تحدثت عن الحب فهو من قال: "كيف تقنع امرأة تحبها بأن فى قلبك حبا آخر لا يناقض حبها".

 

ربما موهبته وكلماته في الحب هي التي شكلت طبيعته المحبة للنساء، حتى أن البعض كان يراه بمثابة "الدنجوان"، فقائمة محبوباته طويلة لا تعلم من بينها من التي ملكت قلبه وعقله، ولكن في نظر نسائه كان هو رمز " الحبيب  الأفلاطوني".

 

كاملة جبران عيد الحب والسعادة

 

لا يمكن الحديث عن "نساء جبران" دون التطرق إلى والدته، المرأة التي مثلت مرآه جبران للنساء، فالسيدة "كاملة جبران "، فهي المرأة التي حملت وليدها برفقة إخوته إلى بوسطن أثناء هجرتها من لبنان، وحرصت على تعليمه الفنون وساهمت في بث روح الطموح و العزم والإصرار، فهي دائماص ما كانت تنظر له نظرة "الفنان اللامع" حتى أصبح الفنان الذي عشقته أوروبا.

 

ودائما صورها جبران في كتاباته بمظاهر العيد المتعلقة بالسعادة والإنسانية و التضحية والفداء.

 

وقد كتب جبران لمحبوبته "مي زيادة" رسالة عن والدته قال فيها:"لقد كانت ولم تزل وهي في الأبدية ، أماً لي بالروح أي أِشعر اليوم بوجودها و مساعدتها و تأثيرها عليّ أكثر مما كنت أشعر قبل أن تذهب".

 

ماري هاكسل الأم الثانية

 

رحلت  "أم جبران" لتتركه برفقة أمه الثانية، فهكذا كان يصف "جبران" السيدة "ماري هاكسل"، في عام 1904، التقت ماري جبران في معرض أقيم لرسومه ببوسطن، أعجبت السيدة التي تكبره بعشرات السنوات بفن هذا الشاب، ووطدت صداقتها به.

 

سرعان ما توطدت تلك الصداقة، حتى تحولت إلى حب من طرف واحد بالنسبة ماري، ومن شدة حبها له أرسلته إلى باريس  ليتابع دراسته في الفن وتحملت كافة مصروفاته، وبموافقها المتتابعة معه شعر وكأنها أمه فهو الأخر أحبها لكن على طريقته الخاصة، فكان يشعر برفقتها بانه طفل برفقة أمه.

 

وفي عام 1908 كتب لها رسالة:" أقبل يدك باجفاني يا أم قلبي العزيزة "، وعرضت ماري على جبران الزواج ولكنه رفض حيث كان يشعر أنها أمه فقط وبعد أن يئست ماري من إمكانية الزواج من جبران  تزوجت شخص أخر من ولاية جورجيا ولكن حبها له ظل مستمراً حتى وفاته.

 

مي زيادة أرملة جبران

 

يقول في الأمثال "ما الحب الإ للحبيب الأولى"، أما بالنسبة لجبران فالحب كان أفلاطونياً بالنسبة لمحبوبته مي زيادة، تلك المرأة التي شكلت نوع مختلف من الحب لدى جبران، فلم تلتقي أعينهم ولكن التقت أرواحهم على الورق.

 

بدأت قصة الحب بينهما عام 1912، حينما أرسلت "زيادة" للأديب جبران رسالة تعبر فيها له عن إعجابها بديوانه الأجنحة المنكسرة، ليفاجأها دنجوان الكلمة برده على الرسالة، لتتحول تلك الرسائل إلى قصة حب بدأت بالرسميات وانتهت بكلمات الحب والعشق.

 

 استمرت مراسلات مي والأديب المهاجر جبران خليل جبران بعد ذلك، وكتب في رسالة لها :" أحبُّ صغيرتي، غير أنني لا أدري بعقلي لماذا أحبها، ولا أريد أن أدري بعقلي.. يكفي أنني أحبها.. يكفي أنني أحبها بروحي وقلبي، يكفي أنني أسند رأسي إلى كتفها".

 

وظلت تلك الرسائل بينهم حتى وفاته، فهي كانت ترى دائماً فيه "الحب الأفلاطوني"، الذي لا زواج بعده، ودفع البعض أن يطلقوا عليها "أرملة جبران".

 

ميشيل ملهمة جبران

 

أما مشيلين فهي حبيبة أخرى لجبران، تعرف عليها من خلال أمة الثانية ماري، وهي فرنسية الأصل تعرف عليها جبران من خلال دراسته، ونشأت بينهما علاقة حب شيقة واعتبرها ملمهته الغالية، روى عنها في رسائله لماري وقال عنها:" أيتها الحبيبة ماري إني لا أجد كلمة واحدة أقولها لها ؟ ، إنها حلوة جداً و عزيزة جداً ، وصلاتي أن تجد سلاماً و راحة في ظل رجل صادق طيب".

 

باري الأمريكية الحبيبة السرية

 

من منا لم يترك خلفه حبيباً سرياً، فالأمر سيان بالنسبة لشهريار الكلمات، ففي عام 2013، نشر الباحث اللبناني سليم مجاعص، في كتاب له بعنوان:" مجهولة جبران.. حب ورسائل خليل جبران وغرترود باري"، عدد من رسائل الحب بعث بها جبران خليل جبران إلى سيدة مجهولة تدعى غرترود باري.

 

وأشار سليم إلى أن باري في حياة جبران، هي مرحلة عشقية امتدت إلى سنتين، ومرحلة صداقة استمرت لعدة سنوات، وأكد أن الإشارة الوحيدة لتلك العلاقة جاءت في نص رسالة من غرترود باري إلى سليم سركيس نشرها مترجمة في مجلة سركيس الصادرة في مصر، كما أن حيثيات هذه العلاقة كانت معروفة لسركيس ولأسعد رستم مجاعص الذي قابل غرترود بطلب من سركيس.