رئيس جامعة لندن للاقتصاد: الطبقة الوسطى أصبحت في وضع أسوأ نسبياً

الاقتصاد

بوابة الفجر


 قالت الدكتورة نعمت شفيق، رئيسة جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن "على عكس الرأي السائد، إن عدم المساواة في مصر في الواقع منخفض للغاية وفقًا للمعايير الدولية، وجزء من ذلك يرجع إلى أن دول الشرق الأوسط تميل إلى إعادة التوزيع بدرجة كبيرة".

وأضافت شفيق في محاضرة بعنوان "القيادة العالمية في عالم متغير"، على هامش الذكرى السنوية لتكريم الدبلوماسية نادية يونس في الجامعة الأمركيكية بالقاهرة، أنه بالرغم من تقلص الفجوة بين الأغنياء والفقراء في مصر، إلا أن الطبقة الوسطى أصبحت في وضع أسوأ نسبياً".

وذكرت رئيسة جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية: أنه "في العقد الماضي، تجاوزت نسبة المصريين المنتقلين من الطبقات الأعلى للأدنى نسبة المنتقلين من الطبقات الأدنى للأعلى."

لذا تعتقد شفيق أن الحظ أصبح أكثر أهمية من الاجتهاد للنجاح وتراجعت احتمالات الحراك الاجتماعي، حيث قالت: "أعتقد أن هذا هو السبب الكبير للانخفاض الملحوظ في الرضا عن الحياة الذي نراه في العديد من استطلاعات الرأي في مصر."

من خلال تسليط الضوء في محاضرتها على دور الحظ مقابل الاجتهاد لتحقيق النجاح، أثارت شفيق عدة أسئلة تتعلق بالفرص المتاحة للأشخاص مثل بلد الميلاد والمدارس المتوفرة على سبيل المثال وكيف تؤثر تلك العوامل على فرص نجاحهم.

قالت شفيق: "تختلف إجابات هذه الأسئلة بشكل كبير مع مرور الوقت واختلاف الأماكن، ولكن هناك أيضًا أسئلة عديدة تتعلق بالسياسة العامة لأن الكثير مما يفترض أن تفعله الحكومات هو مساعدة أولئك الذين لم يحالفهم الحظ في الحياة على الحصول على فرص عادلة."

وناقشت شفيق العقد الاجتماعي والذي يمثل شبكات من الالتزامات والفرص التي تربط مجتمعاتنا ببعضها البعض، حيث قالت: " أعني بالعقد الاجتماعي حقوق وواجبات المواطنة، ودفع الضرائب في مقابل الخدمات العامة، والوعد الذي يمنحه المجتمع بالحراك الاجتماعي لأولئك الذين يعملون باجتهاد."

واستندت شفيق على تجربتها الشخصية للتدليل على أهمية التعليم في الحراك الاجتماعي والدور الذي تلعبه الفرص والاجتهاد في التقدم.

وذكرت كيف بدأت أسرتها من الصفر في الولايات المتحدة الأمريكية بعد خسائر والدها خلال التأميم في حقبة الستينيات في مصر قائلة: "كان أبي دوما يقول لنا إن بإمكانهم أخذ كل شيء منكم إلا تعليمكم".

وأضافت: "لقد كنا مهاجرين عندما ذهبنا إلى الولايات المتحدة، ولا شك أن عائلتي واجهت التمييز العنصري، ولكن سُمح لنا أيضًا بالمضي قدماً والاستفادة من الفرص المتاحة."