أول حوار مع والدة شهيد الدرب الأحمر محمود أبو اليزيد.. تروي اللحظات الأخيرة وهديتها في عيد الأم.. ورسالتها لزملائه (صور)

حوادث

الشهيد بصحبة والدته
الشهيد بصحبة والدته


داخل حجرة صغيرة تجلس على الأريكة سيدة في العقد السادس من عمرها، ممسكة بصورة «برواز صورتك لسه في مكانه»، تتأمل صوره نجلها الشهيد الأمين الشرطة محمود أبو اليزيد.

"أول عيد أم ييجي عليا ومحمود  ميكونش معايا، بس هو عايش جو قلبي وعقلي، روحه وسيرته الطيبة بتحوطني في كل مكان بكون فيه.

وتقول والدة الشهيد في أول حوار لها: "ابني استشهد في 19 فبراير 2019، وكان بيجهز أوراق السفر لأداء عمرة، بس أدى الواجب والاستشهاد كان الأسرع، دايما بدعيله، كان شايل هم إخواته وأولادهم وشغله في وقت واحد، أيام ما كان ياخد الإجازة برضو بيشتغل وهو في البيت".

"بأي ذنب قتل رجال الشرطة والجيش والمواطنين في الشارع"، سؤال قالته والدته الشهيد، خلال حوارها، وما ذنب الأطفال الذين يتموا، موضحة أن الأطفال أبناء الشهداء "لما تصادف حد منهم لا يترددوا بأنهم يكملوا مسيرة ذويهم بالالتحاق بالجيش والشرطة  قائلين تحيا مصر، وبرضو ولاد ابني محمود بيقولي نفس الكلام".
وبعثت والدة الشهيد رسالة إلى زملائه من رجال الشرطة، بأن يستكملوا المسيرة في محاربة اإأرهاب واقتلاع جذوره وحماية المواطنين الأبرياء منهم وأعوانهم، موضحة أن جزاء الإخلاص لله، وإخلاص نجلها، التوفيق من الله ونيل وسام الشهادة مع الصدقين والأنبياء قائلة: "ربنا يبعدنا عن الشر والإرهابيين، يتموا أبناء رجال الشرطة والجيش وحسبنا الله ونعم الوكيل في الإرهاب".

وأكدت والدة الشهيد، أنه كان يحن عليها كثيرا ويرعى أشقائه وأبنائهم مثل أولاده، وفي المناسبات مثل عيد الأم يشتري لها المشغولات الذهبية، وآخر مرة "كان ينوي يطلعني عمرة بس القدر سبق".

وأكدت أن نجلها قدم حياته فداء لوطنه وحماية المواطنين الأبرياء من الموت، مناشدة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ، بتكريم الشهيد بالترقية الاستثنائية بالحصول على رتبة ملازم، حيث حاصل على درجة ليسانس كلية الحقوق منذ 3 سنوات، ولم يتم الترقية لرتبة الضابط، حتى يكون مساعدة لأبنائه الثلاثة وتكريما للشهيد.

وكما ناشدت والدة الشهيد بسرعة صرف المعاش، حيث ظروف الأسرة المعيشية صعبة وأبنائه في مدارس خاصة مما يكلف نفقات مالية عالية.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى تكثيف أجهزة وزارة الداخلية البحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف قول أمني أمام مسجد الاستقامة بالجيزة عقب صلاة الجمعة 15 فبراير الماضى.

وأسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديرى بالدرب الأحمر.

وحاصرته قوات الأمن وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته مما أسفر عن مصرع الإرهابي واستشهاد أميني شرطة من بينهم محمود أبو اليزيد وضابط المقدم رامى هلال وإصابة ضابطين آخرين.