"أرض مصرية".. رحلة استرداد طابا من أيدي الصهاينة

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تُعد طابا، أرض مصرية ومرت بأزمات عدة، على مر العصور، حتى اغتصبها الاحتلال الإسرائيلي، بعد نكسة يونيو 1967م، لتبدأ رحلة استردادها، بمعارك ضارية مع المغتصب الصهيوني، وتككل بعودتها إلى السيادة المصرية عام 1989م، ويُرفع العلم المصري عليها.

احتلال طابا
مرت طابا، بأزمات عدة، على مر التاريخ، بدأت بالصراع التركي البريطاني، والادعاء بملكيتهما لمدينة طابا، وبعدها تقرر بناء خط الحدود المصري بعلامات مرقمة، والاعتراف دوليًا لمصر، ومنذ ذلك الحين استقرت طابا كجزء من التراب الوطني المصري‏.

ورغم الاعتراف الدولي بملكية مصر لطابا، إلا أنه بحلول يوم 5 يونيو 1967 احتلت إسرائيل كل سيناء بما فيها طابا.

النزاع حول طابا
وبدأ النزاع حول طابا والتي سُميت بـ "قضية طابا" في أبريل عام 1982م، والتي استمرت حتى مارس 1989، فبعد حرب أكتوبر 1973م، وفض الاشتباك الأول في يناير 1974، ثم فض الاشتباك الثاني في سبتمبر 1975م، تلاحقت الأحداث إلى أن تم توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26 مارس 1979م، والتي تقضي بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها من مصر في يونيو 1967م، على أن يتم ذلك عبر لجنة مشتركة من الجانبين المصري والإسرائيلي لتسهيل تنفيذ الاتفاقية.

وقبل شهر واحد من الانسحاب الكامل من سيناء، أعلن الجانب المصري أن هناك خلافًا جذريا مع الجانب الإسرائيلي حول بعض النقاط الحدودية خاصة العلامة 91، وحرصًا من مصر على اتمام الانسحاب اتفق الجانبان على تأجيل الانسحاب من طابا وحل النزاع طبقا لقواعد القانون الدولي وبنود اتفاقية السلام وبالتحديد المادة السابعة التي تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات وإذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم.

ولحين الفصل في النزاع وقعت مصر مع إسرائيل اتفاق مؤقت، نص على عدم قيام إسرائيل ببناء أية منشآت في المنطقة ولكن إسرائيل بدأت تتلاعب حيث أعلنت في 15 نوفمبر 1982م، عن افتتاح فندق سونستا طابا، وإنشاء قرية سياحية كما قامت ببعض الأعمال الرمزية كنوع من فرض سيادتها على طابا.

التحكيم الدولي
وخاضت مصر معركة قانونية فريدة بتشكيل فريق وطني كامل ومتنوع، واعتمد على كافة الوثائق الدبلوماسية والقانونية والمخطوطات النادرة لإثبات حقها التاريخي في هذه المنطقة.

وفي 13 يناير 1986م، أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت الى التوصل الى مشارطة التحكيم التي وقعت في 11 سبتمبر 1986م، ومهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف.

وفي 29 سبتمبر 1988م، أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، فقد حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية.

التحرير
وفي 25 أبريل 1982م، خرجت إسرائيل من كل سيناء ما عدا "طابا" إلى أن خرجت منها بعد جولات من المباحثات والتحكيم الدولي وتم جلاء الإسرائيليين عنها في 19 مارس 1989، وقام الرئيس الأسبق حسني مبارك برفع العلم عليها، واعتبر هذا اليوم "عيد تحرير طابا".