بابا العرب فى ذكرى رحيله.. البابا شنودة الايقونة الخالدة رغم الغياب ..

أقباط وكنائس

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث - أرشيفية


تحل اليوم الذكرى السابعة لرحيل البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ال١١٧ و هو البطرك الذى تمتع بجماهيرية واسعة ليس فقط عند المصريين والعرب ولكن وصلت جماهيريته الواسعة للعالمية فقط اطلقت" نيوجيرسي " اسم البابا شنودة  على احد شوارعها في احتفالية ضخمة حضرها اقباط امريكا وعدد من المسؤولين وكان يوم جنازته مهيب فقد توافد فيه الالاف حتى وصل ضغط التزاحم والتدافع الى وفاة حالات واصابه العشرات



وفى ذكرى رحيله تحدث للفجر القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية عن بابا العرب وقال :  شخصية أسطورية واستثنائية في التاريخ الكنسي والوطني، كتب بأعماله وإيمانه عهدًا جديدًا للكنيسة القبطية وأعاد لها مجدها فهو رجل يندر أن يجود الزمان بمثله، إنه العظيم فى البطاركة سليل مارمرقس، المتنيح مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ، لقد سطر قداسة البابا شنودة الثالث بحياته فصلًا من فصول تاريخ الكنيسة القبطية المجيد ، واصبح علامة فارقة فى تاريخ الكنيسة لن تنسى، وبصمته فى تاريخ مصر والكنيسة سوف تظل محفورة لزمن ممتد.


تابع " حليم " فى تصريحات خاصة للفجر : هو يمثل كنيسة حية بكل مقوماتها فهو رجل رهبنة من طراز رفيع يعود الى القرن الرابع الميلادي ورجل تعليم ممتد من مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ورجل روحاني يحمل روح آبائه الأوائل ، أما على المستوى الوطنى كان يحمل بين جوانحه وطنًا وكان يمثل الشخصية المصرية في أروع حالاتها نقاء وصفاء ، فكان يعشق مصر حتى آخِر لحظة فى حياته له مواقف وطنية سُطّرت له فى كتب التاريخ بحروف من نور وكان حكيمًا في مواقفه الوطنية الصلبة. 



اضاف : فكان صمام أمان دائم للوحدة الوطنية فاستطاع إدارة الأمور في الأزمات والفتن الطائفية بحكمة ويُعلِي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لأنه كان يملك حلًّا لكل المواضيع بالوداعة والصبر والحكمة. 




تابع مضيفا : وعلى الصعيد العربى وقف ضد الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية، وقال عنه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: "يذكر الأزهر بكل الإجلال موقفه الرائع فى قضية القدس وصلابته فى الدفاع عنه" ،فاستحق لقب بابا العرب كما قال مفتى لبنان ، وكان أبًا عطوفًا على الفقراء والضعفاء وكان يهتم بكل أحد ليخلصه وكل إنسان يقترب منه كان يحبه ، فكان يمتلك قلبًا متسعًا يحتمل الجميع ، أما عن صفاته الشخصية فهو مجمع مواهب شخصية، شاعر موهوب، وفنان رقيق، إنسان ملائكي، مع خفة ظل مصرية عريقة، دائم الابتسام، صاحب فكاهة راقية، أفكاره ضياء، أفعاله هيبة، أقواله نورانية الحروف، كان ملهمًا لغيره، رجل المواقف الصعبة، عقلية فذة أمتلكت القدرة على استشراف المستقبل فى زمن قياسى.




تابع : وعلى الصعيد الدولى فهو قامة عملاقة تجاوز بشخصيته حدود المحلية وحظي باحترام المجتمع الدولي والشخصيات العالمية فقد ترك فى الدنيا دويًا، حتى قال عنه المكتب الإعلامى للفاتيكان إنه "فقيد الأمة والعالم" ، فهو نفسية قوية بالله لا تهتز وقد أعطاه الإيمان والثقة بالرب والنفس عزيمة المقاتلين فتحمل ما لا يتحمله بشر وقد حمل أثقالًا تنوء بحملها الجبال في صمت، وكان لا يكل ولا يمل بل يعمل ليلًا ونهارًا، نعته جميع الفصائل المتنافرة ، أما عن يوم نياحته فقد هتف الشعب القبطي: "ارفع رأسك فوق .. البابا في السماء" وليس الشعب القبطى فقط بل توهج الوجدان المصري في لحظات الحزن النبيل في وداعه حتى قالت عنه الصحافة "ليلة بكى فيها الوطن"،  فهو أول رجل دين مسيحى يوم جنازته تنكس فيه أعلام مصر حتى صارت القرية التي ولد فيها البابا بأسرها سرادق للتعزية، ربما يتمنى رؤساء أن يموتوا كما مات البابا العملاق ! الذى بكت عليه كل أرجاء المسكونة، لقد رحل الحكيم، وبقيت الحكمة، خسرته الأرض، وربحته السماء وسيظل بقيمه النبيلة حيًا في قلوب المصريين جميعًا.


وختامًا: أستعير عبارة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة يوم صلاة الجناز الذي قال عنه بصوت جهوري مميز: "إن الكلمات لا تعبر عن هذا المحبوب"