"شارع الثقافات" بالجامعة الإسلامية يجمع 200 حضارة وثقافة بلسان واحد

السعودية

بوابة الفجر


"شارع الثقافات" هو الاسم الذي اختارته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ليكون عنواناً للطريق الرئيس الذي يربط جنوب المدينة الجامعية بشمالها، مروراً بالبوابة الرئيسية وبمقر مهرجان الثقافات والشعوب الثامن، الذي اختتمت فعالياته الأربعاء الماضي.

وقال مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي إن شارع الثقافات له رمزية تربوية عالية، وضم عدداً من الخدمات التي وفرتها إدارة المدينة الجامعة، معبراً عن التنوع الثقافي والتمازج الحضاري الفريد الذي تمتلكه الجامعة باحتضان طلاب يمثلون ثقافات مختلفة ومتنوعة تبرز حضارة 200 بلد وإقليم من جميع أنحاء العالم. ففي كل يوم، يحرص الطلاب مع اختلاف جنسياتهم وأعراقهم على الالتقاء مع بعضهم البعض؛ ليقدموا ثقافات وحضارات بلدانهم في لوحة فنية ذاع صيتها لتصل إلى أهالي المدينة المنورة من خلال تنظيم مهرجان الثقافات والشعوب السنوي بكل ما يحمله من معاني سامية.

وعلى دفتي هذا الشارع يلتقي الأشقاء ليتحاوروا بلغة واحدة، وليُكونوا نسيجًا عنوانه التعايش والمحبة والإخاء، تلتقي فيه الثقافات وتنصهر فيه الاختلافات، يجتمع فيه أبناء قارات العالم الخمس في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، في بيت العلم والعلماء «الجامعة الإسلامية» هدية خادم الحرمين الشريفين للعالم الإسلامي.

من جانبه، قال المشرف العام على إدارة المدينة الجامعية محمد سندي: إن الشارع يضم على جنباته متحف الجامعة، والمكتبة المركزية والمركز الطبي ومبنى إدارة الجامعة والحديقة، إضافة إلى مقر مهرجان الثقافات والشعوب ومعرض الكتاب والمعلومات اللذين يقامان سنوياً ويحظيان بحضور كثيف من أهالي المدينة المنورة ومثقفيها.

وتابع: تم خلال الفترة الماضية تجهيز الشارع بممرين للمشاة وآخر للدراجات الهوائية، كما جرت تهيئته بشكل يناسب ذوي الهمم، وتوفير إضاءة مميزة تضفي رونقًا خاصًا بعد الغروب، فضلا عن كونه الشريان الرئيس الذي يربط كليات الجامعة.

واحتضن شارع الثقافات «حفل الخريجين للدفعة الخامسة والخمسين» وفاق عدد الحضور خمسة آلاف من الخريجين وأقاربهم وسفراء 60 دولة، ومسؤولين ومدعوين كبار، وعلى بعد خطوات من مقر الحفل الذي أقيم في الهواء الطلق، تقع خيمة عملاقة تُظل أكثر من 90 حضارة عالمية، وصفها عميد شؤون الطلاب المشرف على مهرجان الثقافات والشعوب الدكتور سامي الحيسوني بـ«بيت الشعوب الكبير» قُدمت تحتها لوحات استعراضية، وآثار وتراثيات ومعالم سياحية وعادات اجتماعية منها «المائدة العالمية» بآدابها وحكاياتها الشعبية، وتنافس الطلاب على عرض أشهر مأكولاتهم التي تذوقها أهل المدينة المنورة بسعادة بالغة، وحضرت القهوة في يوم القهوة العالمية بكل ما تحمله من معانٍ وتقاليد اجتماعية، ولمحبي الشاي بنكهاته الشعوبية طعم خاص بوصفه وسيلة تعارفت عليها شعوب الكرة الأرضية، حيث يلتف رجال الأعمال والأسر والأصدقاء حول فناجينه الملونة في زمن محدد ومكان محدد بهدف محدد، فكان ولازال العادة الاجتماعية الأشهر لتنظيم الوقت وترتيب الأولويات وإنجاز المشاريع ولقاء الأحبة، ليكتمل العقد بمصفوفة الأزياء العالمية التي حضرت بقوة في لوحة فنية قلما تجدها في مكان واحد بكل هذا الزخم.