قصة ضريح سعد زغلول الذي كان سيصبح لزعماء الأمة والزوجة خصصته له فقط

أخبار مصر

الضريح
الضريح


الضريح ليس مجرد قبر وفقط، بل هو يحوي رفات ماضٍ كامل، فسير الأشخاص تتبدى أمام قبورهم، وذكرياتهم نستعيدها فور رؤيتنا لشواهد مثواهم الأخير، وتضم مصر عدد من أهم الأضرحة يأتي ضمنها أضرحة زعماء الحركة الوطنية في عصرها الحديث. 

وإلى جانب محطة سعد باشا زغلول الشهيرة، وأمام وزارة الحربية، وبجوار بيت الأمة يقف بناء شامخ على الطراز المصري القديم، ونصه التأسيسي يحكي أن هنا يرقد الزعيم سعد باشا زغلول. 

وعن الضريح قال تامر المنشاوي الباحث في الآثار والتاريخ، في تصريحات خاصة لبواية الفجر الإلكترونية، إن ضريح سعد باشا زغلول تم تصميمه على الطراز المصري القديم، حيث يتخذ شكل المعابد المصرية وأصبح أحد الأيقونات المصرية وشاهدًا حضاريًا على مر التاريخ. 

وعن تكوين قال المنشاوي إنه يتكون من بابان ويوجد بالداخل مجموعة من الأعمدة مستوحاه في تصميمها من أعمدة حزم نبات البردي وأعلى الضريح يوجد شكل قرص الشمس المجنح. 

وحول الضريح توجد حديقة –والكلام للمنشاوي- بها رموز للحضارة المصرية القديمة، والمكان شاهد على أحداث ثورة 1919 الوطنية المصرية التي طالبت بالاستقلال، وزوال عصا الاحتلال الأجنبي عن بلادنا، ويعتبر أحد المشاهد الهامة التي تجسد تاريخ هذه الثورة. 

وعن سر إنشاء الضريح على الطراز المصري القديم قال المنشاوي، إنه أنشئ الضريح بهذا الشكل المعبر عن الأصول المصرية القديمة، كي يكون جامعًا لكل أطياف المصريين، كما أنه يقع بجوار بيت الأمة، ولم يدفن سعد في الضريح بعد وفاته مباشرة، فبعد وفاه الزعيم عام 1927 دفن بشكل مؤقت في مقابر الإمام الشافعي لحين تجهيز الضريح الكبير وبعد اكتماله رفضت حكومة إسماعيل صديقي أن يكون الضريح لشخص واحد ولكن كانت السيدة صفية زغلول والتي أصرت على أن يكون الضريح خاص بزعيم الأمة سعد زغلول. 

وفي عهد مصطفي النحاس رئيس الوزراء تم نقل جثمان الزعيم سعد زغلول من مقابر الإمام الشافعي إلى الضريح عام 1936 وتم صدور قانون أن المدفن له ولزوجته.

وسعد باشا زغلول هو أحد الزعماء العظام في تاريخ مصر الحديث ولقد ولد في قرية أبيانة التابعة لمديرية الغربية سابقا وهي الآن تابعة لمحافظة كفر الشيخ، وتزوج سعد زغلول من السيدة صفية هانم ابنة مصطفي فهمي باشا وفي مارس تم نفي سعد زغلول وثلاثة من رفاقه إلى جزيرة مالطة ثم تم إطلاق سراحهم مرة أخرى وأصبح سعدًا زغلول بعد ذلك رئيسا للوزراء وتوفي في 23 أغسطس 1927.

أما صفية مصطفي فهمي زوجة الزعيم سعد زغلول عاشت في بيت الأمة مع زوجها وحصلت على لقب أم المصريين وشاركت في المظاهرات التي طالبت بالاستقلال الوطني خلال ثورة 1919، وتعتبر هي مفجرة قضية حرية المرأة المصرية.