سامي جعفر يكتب: 100 سنة وفد.. "مفيش فايدة"

مقالات الرأي



يحتفل حزب الوفد، بمرور 100 عام على تأسيسه، ورغم جلال الرقم، وأصالة الاسم، وعراقة التاريخ الموجود فى الكتب التى تتناول تاريخ مصر الحديث، إلا أن الاحتفالية تشبه المعارض التى كان ينظمها الطلاب المشتغلون بالعمل السياسى بالجامعات، خلال حقبة تسعينيات القرن الماضى.

الاحتفال لا يليق بالمرة بما ينبغى أن تكون عليه المناسبة فى وجهة نظرى، إذ يتضمن زيارة لبهاء الدين أبوشقة، رئيس الحزب، وعدد من قياداته وأعضائه، لمنزل الزعيم سعد زغلول، قائد ثورة 1919، ومؤسس الحزب، باعتبار المنزل كان المقر الرئيسى لإدارة الثورة، وإلقاء أبوشقة كلمة من نفس المكان الذى التقى فيه زغلول وقيادات الثورة، للإعداد لمطالب المصريين بالاستقلال عن بريطانياً، بالإضافة لزيارة ضريح سعد المواجه للمنزل، وفى المساء افتتاح معرض للصور النادرة للثورة، بحضور وزراء وشخصيات عامة، وإصدار كتاب تذكارى عن الحزب. 

هذه الفعليات توضح درجة الجمود التى وصل إليها حزب عريق زمنياً مثل الوفد، والذى كانت أعلى طموحاته أن يحضر الرئيس عبد الفتاح السيسى، حفل المئوية، بدلاً من استغلال المناسبة لتنشيط الحزب ونقله إلى مرحلة جديدة تفيد الحياة السياسية، وتفيده كمؤسسة سياسية بالأساس.

بالطبع يتبادر إلى الذهن سؤال وما الذى كان يجب على الحزب فعله والإجابة بسيطة جداً، لأن الاحتفال بمئوية حزب لن يكون بتنظيم حفل وكأننا نحتفل بمولد طفل أو ذكرى زواج، ولكن الأمر سياسى بالدرجة لأن الجهة التى يتم الاحتفال بها منظمة سياسية.

كان يجب على الحزب دعوة أبنائه لوضع برنامج جديد للحزب يعمل على تطوير أفكار الحزب غير الواضحة، وتنظيم موائد مستديرة للخبراء من خارجه، فى هذا الصدد، والإعلان عن تأسيس مركز أبحاث يخدم الحزب وهيئته البرلمانية، ليقدم أفكاراً ومشروعات وطرقاً للتعامل مع الواقع لزيادة عضوية الحزب وتأثيره فى المجتمع.
كان يجب على الحزب فتح حوار مع الأحزاب الليبرالية فى مصر للاندماج وفق برنامج ليبرالى، يمكن التوافق حوله، أو التحالف حوله، وبحث كيفية استقلال إدارة الجريدة عن الحزب لتكون مؤسسة فى خدمة القارىء والمواطن وليس نشرة ناطقة باسم الحزب.

كان يجب على قيادات الحزب، دعوة جميع الوفدين الذين تم فصلهم من الحزب، مع كل رئيس جديد له، ليعودوا وهو أمر يحتاج لرجال أقوياء قادرين على تحمل الاختلاف وإدارة الخلافات، وإلا فما معنى الليبرالية التى يزعم الحزب أنها عقيدته السياسية.

وعلى الهامش يمكن دعوة الوفديين إلى مراجعة تاريخ حزبهم وتحالفته للبحث عن هويتهم، والإجابة عن: لماذا وصلوا إلى حد التحالف مع جماعة الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب التى جرت مطلع ثمانينات القرن الماضى، ومغازلة الجماعة بالانسحاب من انتخابات البرلمان فى عام 2010، وعن علاقة الحزب حالياً بالدولة فى ظل استسلامه لدخول عدد من نوابه فى ائتلاف دعم مصر، وغياب التنسيق مع الأخوة فى الليبرالية، ولماذا ينكمش الحزب فى حدود مصر فقط، ولا يمد علاقاته إلى الخارج فى إطار وطنى وللمصلحة الوطنية.