كيف أصبحوا مليارديرات فى مصر خلال سنوات قليلة؟.. صفحات من مذكرات عادل حمودة (55)

العدد الأسبوعي

الكاتب الصحفي عادل
الكاتب الصحفي عادل حمودة


تجارة الديون ومضاربات البورصة وشركات توظيف الأموال والصفقات المتكافئة صنعت غالبية الأثرياء

حصلت فى قبرص على سجلات شركات علاء وجمال مبارك قبل أن تتستر وراء الـ أوف شور

التوريث خلق جيلًا جديدًا من رجال الأعمال على حساب الجيل القديم فكل سلطة لها رجالها


فى سنوات الاستعمار الأوروبى.. أنتجت الهند الشاى ولم تشربه.. وقطفت مصر القطن ولم تلبسه.. واستخرجت جنوب إفريقيا الماس ولم تتزين به.. وهضمت تماسيح حوض نهر الأمازون لحم الأطفال قبل أن تصبح جلودها أحذية تحملها ملكة بريطانيا وحذاء تنتعله السيدة الأولى فى فرنسا.

عاشت شعوب العالم الثالث قرونا على رجيم إجبارى تأكل الفول والذرة والشعير بينما شعوب العالم الأول تحتسى النبيذ والشمبانيا وتأكل سمك السول والسمون وتتحلى بفاكهة المناطق الحارة.

وفى الوقت الذى كان فيه صغارنا عرايا تحت الريح والمطر نعمت نساؤهم بدفء حرارة فراء المينك والاسترجان.

وما أن تحررت هذه الشعوب من الاستعمار الخارجى حتى وجدت نفسها محتلة من استعمار داخلى.. سيطرت بقسوة على مقدراتها وتحالف مع أقلية محدودة من المنتفعين.. اقتسم معها الثروة والسلطة فيما يعرف بحكم الأوليجاركية.

فى الوقت الذى شرب فيه السواد الأعظم من دموعه وأكمل طعام العشاء بالدعاء إلى القديسين وأولياء الله الصالحين نجت شريحة رفيعة من ذلك المصير ونالت عضوية نادى المليارديرات وتصدرت قائمة مجلة فوربس عن الأكثر ثراء فى العالم.

كيف جمع هؤلاء كل هذه الثروات فى بلاد يعيش ثلث سكانها تحت خط الفقر ويسهل فيه الموت من البرد والأنيميا والسرطان ويجهل الملايين من صغارها القراءة والكتابة فى زمن تحكمه تكنولوجيا معلومات سادة جدد على رأسهم مستر جوجل ومسيو فيسبوك ومينسنيور تويتر؟.

كيف كونوا هذه الثروات الهائلة بسهولة فى سنوات قليلة دون سداد ضرائب عنها بينما غيرهم فى الدول الأخرى كونها بصعوبة والتزم بسداد الضرائب بل تبرع بعضهم مثل بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت بغالبية ما جمع من مال لتعليم وعلاج الأطفال فى إفريقيا.

لن نتورط فى سرد تاريخ النهب المنظم الذى عانت منه مصر فلم نعشه وإن عشنا النهب الأخير الذى انفجر بشراسة فى سنوات حكم مبارك وعندما كتبنا عنه فى صوت الأمة نالنا الكثير من الأذى.

عرفت مصر هجمات متتالية من النصب العام أفقدت الناس فيها ما جمعوه من عرق عملهم فى الداخل أو فى الخارج دون أن تتدخل السلطة لحمايتهم إلا بعد أن وقعت الفأس فى الرأس ونزف الضحايا حتى صعدت أرواحهم إلى السماء.

استغل البعض تأثير رجال الدين على المصريين وكون ما سمى شركات توظيف الأموال.. راحت الميديا الرسمية (الصحفية والتليفزيونية) تروج لها فى حملات تضليل لم تجد من يحاسب عليها.. وخرج كبار الدعاة يفتون لصالحها مقابل ما نالوا من خيراتها.. وسكتت شخصيات وزارية وقضائية وبرلمانية عن فسادها مقابل رشاوى مقنعة قبضوها تحت مسمى كشوف البركة.

عاشت مصر سنوات فى مؤامرة صمت مريبة نهبت وهضمت خلالها المليارات بسهولة فى بطون سبع شركات شهيرة: السعد (أشرف السعد) والريان (أحمد الريان) والشريف (أحمد الشريف) والهدى مصر (هدى عبد المنعم) وستار كابيتال (هانى عبد الوهاب) والمستريح (أحمد مصطفى) والشيخ (عبد الله رجب).

واستغل البعض الآخر أزمة السكن وباع الشقة الواحدة إلى أكثر من شخص وجمع من المال ما يتيح إليه الهروب إلى الخارج تاركا الضحايا يتقاتلون على هياكل خرسانية خالية من الجدران والرحمة.

ولم يتردد نصابون من تشاد ومالى وجنوب السودان فى أخذ نصيبهم من أموال المصريين البسطاء فى الداخل والخارج.. أوهموا الضحية التى تقع فى شباكهم بأنهم يعملون فى سفارات أجنبية.. وأنهم سيدفعون إليها ألف دولار عن كل تحويل يدخل حساب الضحية لو فتحته باسم واحد منهم ووضعت فيه ألف دولار والنتيجة معروفة.. الاستيلاء على ما فى الحساب من مال.. وتكررت العملية مئات المرات قبل أن يسقط الجناة.

لكن.. تلك العمليات غير القانونية لم تكن بخطورة أساليب تكوين الثروات التى نجح فيها البعض وبدت رغم ما فيها من أمور خفية أنها تحول نحو الرأسمالية.

إن الرأسمالية لها أصول اتبعها رجال نتمنى رجوعهم مثل طلعت حرب (باشا) الذى أسس بنك مصر ومجموعة شركاته التى حررت الاقتصاد الوطنى فى قطاعات الغزل والنسيج والتأمين والسياحة والطيران والمناجم والفنادق والمطابع والنقل وشون القطن وتصنيع الزيوت والمستحضرات الطبية وتكرير البترول دون أن تنسى دورها فى دعم التغييرات الاجتماعية بنشر كتابى قاسم أمين عن المساواة بين الرجل والمرأة.

أعطى طلعت حرب لمصر أكثر مما أخذ منها على خلاف مليارديرات زماننا الذين حلبوها ومصوها وشفطوها ثم ألقوا إليها بحبات من الفول السودانى من باب البر والإحسان تتقاتل عليه وكأنها جبلاية قردة.

عندما تسلم مبارك الحكم فى 15 أكتوبر 1981 لم يكن على السطح مليارديرا واحدا ممن سمعنا عنهم فيما بعد ولم نتوقف لنسأل: كيف كانت البداية؟.

بعد ثورة يوليو فرضت الضغوط الأمريكية على جمال عبد الناصر اللجوء إلى الاتحاد السوفيتى لشراء الأسلحة وبناء السد العالى وتشييد صناعات ثقيلة ما أدى لتراكم ديون علينا قبل وفاته لم تزد عن 1.7 مليار دولار ارتفعت إلى 2.5 مليار دولار بسبب شراء خليفته أنور السادات المزيد من الأسلحة التى حقق بها الانتصار فى حرب أكتوبر.

راحت موسكو تتنازل عن الديون تدريجيا دون أن تتلقى كلمة شكر من القاهرة وهو ما استفز الجيل الجديد من قادة الكرملين الذين تحمسوا لسياسات متطورة جسدها فيما بعد ميخائيل جورباتشوف منها البيروستريكا أو برنامج الإصلاحات الاقتصادية ومنها الجلاسنوست أو الشفافية فى مؤسسات الدولة لمعرفة حقيقة أوضاعها تمهيدا لإعادة هيكلتها.

سمعت من جورباتشوف عندما التقيت به فى بيروت: أنه شعر بصدمة مروعة عندما وجد الاتحاد السوفيتى ينافس الولايات المتحدة فى غزو الفضاء وبرنامج الصواريخ المحملة برؤوس نووية ولكنه يعجز عن توفير آنية طهى جيدة للمواطنين فكرهوا النظام وانفصلوا عنه فكان لابد من إعادة الثقة بينهما مهما كان الثمن.

وعندما جاءت سيرة مصر أضاف: ساندنا مصر عسكريا حتى نجحت فى تحرير أرضها ولكن قادتها أعطونا ظهورهم وراحوا يخطبون ود الولايات المتحدة فى حالة غير مسبوقة من نكران الجميل فلم نجد مفرا من أن نطالبهم بسداد ما عليهم من ديون.

ولكن رغم ذلك لم يتعسف الاتحاد السوفيتى مع مصر وترك لها الوسيلة التى تراها مريحة لسدادها.. وهنا فرضت المقايضة نفسها فيما عرف بالصفقات المتكافئة.. ويقصد بها سداد الديون ببضائع مصرية على أساس وحدة الإسترلينى الحسابى الذى كانت قيمته ثلاثة جنيهات.

وبعثت موسكو إلى القاهرة مسئولين فى حكوماتها لتنفيذ تلك الصفقات ولكنهم كانوا قابلين بالفساد.. نزلوا شهورا فى فندق شيراتون القاهرة.. وقبضوا رشاوى تحت مسمى بوكت مونى أو مصروف جيب.. وعرفت أجنحتهم سهرات من المتعة أحيتها راقصات شهيرات.

والحقيقة أن الراقصات فى مصر لعبن دورا سياسيا يصعب إنكاره ويحتاج إلى مؤرخ مطلع يكشفه ويسرده ويسجله.. رقصت سهير زكى أمام المارشال اندرى جريتشكو وزير الدفاع السوفيتى فى القاهرة فدعاها إلى موسكو بعد أن أبدى إعجابه بفنها وهناك نجحت فى تليين تشدده تجاه إمداد مصر بأسلحة متطورة أخرجتها من بطن حوت هزيمة يونيو.. وسبق أن نالت الإعجاب نفسه من الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون وشاه إيران محمد رضا بهلوى.. وجن وزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسنجر برقص نجوى فؤاد حتى شاع أنه طلب يدها خمس مرات ولكنها رفضت بسبب ديانته اليهودية.. ونافسه على الإعجاب بها الرئيس الأمريكى جيمى كارتر.

استفاد من الصفقات المتكافئة جيل جديد من رجال الأعمال لم نسمع عنه من قبل.. بعضهم استغل الفرصة وباع إلى السوفيت بضاعة رديئة قبلها ممثلو حكومتهم بعد أن نالوا المعلوم.. ولكن.. استفاد البعض الآخر من الفرصة فى تصدير بضاعة خالية من الفساد إلى السوفيت ساهمت فى تكوين خميرة مالية وضعته على خريطة الثراء.

تكونت شركة سميت يومينج رأسها سفير سابق فى الاتحاد السوفيتى هو صلاح بسيونى أقامت معرضا للمنتجات المصرية فى موسكو افتتحه مبارك وهناك قدم الدكتور أسامة الباز للرئيس صديقه إبراهيم كامل لتظهر الإشارة الأولى للعلاقة بين السلطة والثروة ولكنها لم تكن الإشارة الأخيرة.

وفى تلك المناسبة أيضا تعرف مبارك أيضا على ثلاثة رجال أعمال لم يسمع عنهم من قبل هم مصطفى البليدى ومحمد شتا ومدحت التونسى.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتى حصل كامل على مصنع إنتاج الطائرة أنتينوف فى طشقند تسوية لديون لم يسددها السوفيت إليه وطور الطائرة الروسية بمحركات رولز رويس وباع بعضها إلى طهران مقابل تسوية ديون إيرانية على مصر على أن تتولى مصر سداد ثمنها إليه وفاحت رائحة السياسة فى الصفقة متعددة الجنسيات.

وكان من الطبيعى أن ينضم كامل إلى الحزب الوطنى ليصبح قياديا بارزا فيه خاصة بعد أن سيطر على الحزب جمال مبارك بل إن كامل رشح أكثر من مرة لتولى رئاسة الحكومة ولكن الأهم أنه كان وراء فكرة التوريث ليضمن عدم المساس به بعد أن تراكمت ديون البنوك عليه.

كان على ما يبدو مؤمنا بأن جيله من رجال الأعمال سيفقد ما تمتع به من حصانة تمنع الاقتراب منه مهما فعل لو لم يرث جمال مبارك الحكم وفيما بعد أثبتت الأيام والأحداث صدق توقعه.

ورغم حصول كامل على مساحات شاسعة من أراضى الساحل الشمالى فإنه سعى جاهدًا بكل ما يملك من اتصالات للحصول على أرض الضبعة لتكون امتدادا لقريته السياحية (غزالة) ولكن مبارك حسم الأمر قائلا: أنسى الضبعة يا إبراهيم.

لم يكن من السهل التفريط فى أرض الضبعة لتكون أنسب مكان لبناء المفاعلات النووية بعد أن اختارتها لجان علمية متخصصة أجرت عليها أبحاثا متعددة كلفت مصر مئات الملايين من العملات الصعبة بجانب شهور طويلة من الاختبارات الدقيقة.

وخرج من عباءة الصفقات المتكافئة أيضا رجل أعمال آخر هو مصطفى البليدى الذى صدر مستحضرات التجميل إلى السوفيت وجنى منها أرباحا خيالية شجعته على بناء مصنع كبير لمنتجاته ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتى فقد سوقه الرئيسية وتراكمت ديون البنوك عليه لبنك القاهرة وإن لم تزد على 149 مليون جنيه.

وقد كان من السهل أن يسدد البليدى ديونه من توكيل السجائر الأمريكية (فيليب موريس) الذى شاركه فيه عبد الله عبد البارى وقت أن كان رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام ولكن إنفاق البليدى على حياته الخاصة لم يفقده الملايين فقط وإنما أفقده التركيز على العمل أيضا.

إن قلبه كان على ما يبدو مثل فندق خمسة نجوم.. اتسع لكثير من النزيلات.. أو مثل بحيرة تسبح فيها الجميلات.. تزوج من خمس نساء.. منهن الفنانة هدى رمزى والنجمة ميرفت أمين ومذيعة سورية هى نيفين البكرى.

فشل البليدى فى إدارة إمبراطوريته التى تكونت من ست شركات وبدأ يمهد للهروب.. باع قصوره فى الماريوطية والعجمى وفيللاته فى القاهرة ومارينا وسياراته ومكاتبه وجمع 78 مليون جنيه هرب بها إلى كاليفورنيا حيث اشترى بقيمتها عقارات على ساحل كاليفورنيا.

ولكن سرعان ما شعر البليدى بالحنين إلى بلاده وعبر عن ألم الغربة لوزير من أصدقائه طالبا منه الأمان لو عاد واستجاب الوزير لطلبه ولكن ما أن هبط البليدى مطار القاهرة حتى قبض عليه ضابط تنفيذ الأحكام ووضع الكلابشات فى يديه.

لم تتركه زوجته الخامسة هنى وحيدا فى السجن واستجابت لكل ما يطلب من مشروعات صغيرة أدارتها فى بيتها ولكن ما أن خرج من السجن حتى أرسل إليها ورقة الطلاق فلم يجد سوى أولاده الثلاثة يترحمون عليه بعد وفاته.

ولو كان البليدى هرب وعاد وسجن ومات فإن غيره ممن عجز عن سداد ما اقترض من البنوك إما هرب ولم يعد وإما أجبر البنوك على تسوية خرج منها فائزا بمال لا يستحقه ساعده فى تكوين ما تمتع به من ثروات فيما بعد.

إن المليارات التى ضاعت على البنوك كانت نوعا من نهب المال العام يبدو أنه لم يحدث إلا فى مصر.

وبتلك الأموال الحرام انضم إلى الطبقات العليا فى المجتمع رجال أعمال كان لابد أن يقضوا أعمارهم فى السجون لا أن يعيشوا فى أرقى مستويات الترف الإنسانى.

سبق أن كتب المليونير الأمريكى هنرى فورد: لا تسأل رجل أعمال كيف حصل على المليون الأول فهو سيتهرب من الإجابة لأنها غالبا مخزية.

هل تنطبق هذه القاعدة فى مصر؟.. غالبا.

لكن.. الأخطر من تلك القاعدة أن علاء وجمال مبارك اشتغلا بالبيزنس فى غياب قانون تعارض المصالح الذى يرفض استخدم السلطة فى كسب الثروة.. وجذب وجودهما فى سوق المال رجال أعمال جدد شاركوهما فى مضاربات البورصة من خلال ما سمى بصناديق الاستثمار وتجارة الأسهم والسندات.

كان جمال وعلاء قد أسسا فى قبرص شركة خاصة ساهم فيها مستثمر عربى هو وليد كعبة ولكنهم سرعان ما حولوا الشركة المسجلة فى نيقوسيا إلى شركة أوف شور اختفت فيها أسماؤهم.. وشركات الأوف شور شركات تؤسس فى مناطق بعينها.. تظهر فيها أسماء المديرين وتتوارى أسماء الملاك.. وكنت أول من نشر (فى صحيفة الفجر) وثائق شركاتهما بعد رحلة إلى نيقوسيا قمت بها فور تنحى مبارك.

وسميت واحدة من هذه الشركات باسم هيرمس للاستثمار المباشر تأسست بنظام أوف شور فى إحدى الجزر البريطانية.. وخلط الاسم بينها وبين شركة هيرمس المصرية وإن كان هناك تعاون بينهما.

حسب تقارير هيئة الرقابة المالية فإن جمال مبارك يمتلك فى شركته 18 % وأنها أدارت 3 صناديق استثمارية عرفت باسم حورس ووظفت 919 مليون دولار فى السياحة والبترول والعقارات والصناعات الغذائية.

والحقيقة أن البورصة فى وقت من الأوقات كانت وسيلة سهلة.. حققت بها أقلية من الشخصيات النافذة ثروات هائلة على حساب أعداد هائلة من المصريين البسطاء تورطوا فى المضاربة على الأسهم المتداولة دون أن يدركوا لعب شركات الأوراق المالية فى أسعار الأسهم صعودا وهبوطا.. وكان أن فقد كثير من المضاربين الصغار مدخراتهم.. وتعددت حالات الانتحار.. وفى الوقت نفسه انتقل المستفيدون إلى قائمة المليارديرات.

وسبق ذلك بسنوات ما عرف بالإتجار فى ديون مصر.

فى عام 1989 وافقت حكومات دائنة لمصر على بيع ديونها إلى مستثمرين بسعر أقل على أن تسدد مصر إليهم الديون المشتراة على فترات أطول.

وتولت تلك العملية بنوك خارجية منها بنك أوف أمريكا الذى عمل فيه جمال مبارك خلال السنوات التى قضاها فى لندن.

ولا شك أن وجود ابن الرئيس بنفوذه الضامن بأن تسدد الحكومة المصرية الديون لمن يشتريها شجع كثيراً من المستثمرين على شرائها.

ولم تخل العملية من شائعات واتهامات بأنه حصل منها على عمولات.

وما أن بدأت خطة التوريث حتى ظهر على السطح جيل جديد من رجال الأعمال مؤيدا ومشجعا لعله يستفيد ويصبح أكثر ثراء وفى الوقت نفسه جرى التضييق على رجال الأعمال الكبار الذين صعد نجمهم فى وجود الرئيس الأب مما يؤكد أن لكل سلطة زمانها ومجالها ورجالها.