أحمد شوبير يكتب: كفانا عبثا.. وهيا بنا نعمل

الفجر الرياضي



على قدم وساق تجرى الاستعدادات لكأس الأمم الإفريقية والتى من المقرر أن تحتضنها مصر فى الفترة من 21 يونيو ولمدة شهر تقريبا وبسرعة كبيرة يتم تجهيز كل الملاعب والمنشآت لاستقبال هذا الحدث الكبير والذى صممت مصر على قبول التحدى وتنظيمه فى فترة قصيرة للغاية لا تتجاوز الخمسة أشهر وبصراحة لم أجد اهتماما على مدى حياتى فى عالم الرياضة بمثل هذا الاهتمام الحكومى بل ولا أبالغ إذا قلت الرئاسى فالدولة بكل قوتها تقف خلف هذا الملف وتضع كل إمكانياتها لإنجاحه خصوصا أنها المرة الأولى التى يرتفع فيها عدد الفرق المشاركة إلى 24 دولة ولكن ولأن مصر دائما سباقة إلى كل شىء لأننا أول من أسس الاتحاد الإفريقى ثم كانت مصر هى ثانى دولة بعد السودان الشقيق التى تستضيف هذه البطولة عام 1959 بـ3 منتخبات فقط لا غير وثم عادت عام 74 واستضافت 8 دول وبعدها عام 86 استضافت نفس العدد وعندما ارتفع إلى 16 فريقا كانت مصر أيضا فى طليعة المنظمين لهذه البطولة عام 2006 ويومها أشاد العالم أجمع بهذا التنظيم المبهر ووقتها كنت فى المسئولية كنائب لرئيس اتحاد الكرة المصرى وسمعت بأذنى من على لسان معظم الوفود المشاركة أنهم يتمنون بأن تكون مصر هى المستضيفة الدائمة لهذه البطولة نظرا للإمكانيات الرائعة التى تمتع بها بالإضافة إلى حسن الاستقبال والتنظيم ولكن ولأنها بطولة تخص القارة الإفريقية بالكامل لم تستطع مصر التقدم مرة أخرى بملفها لتنظيم البطولة حتى جاء القرار من الكاف بتأجيل تنظيم الكاميرون للبطولة لعامين واعتذار المغرب عن التنظيم فتقدمت مصر وهزمت جنوب إفريقيا باكتساح وفزنا بالتنظيم ولعل هذا ما دعا كبار المسئولين بالدولة إلى العمل بكل جد واجتهاد من أجل نجاح البطولة من كافة الوجوه ولكن وعلى الرغم مما تفعله الدولة بكامل أجهزتها نجد وبكل أسف البعض لا يفهم قيمة ما يحدث ورغم أنه من أبناء الوطن إلا أنه ومثله البعض من المتهورين يخرجون علينا بتصريحات لا يمكن وصفها إلا بالتفاهة وسوء التقدير فمصر بحجمها وقوتها وكيانها فى المنطقة لابد أن تكون دائما نموذجا رائعا للنجاح والاحترام ولعل ما حدث من نجاحات كبيرة لكل الأحداث العالمية التى نظمتها مصر فى كل المجالات والتى كانت حديث العالم أجمع يجعلنا نتعجب من هؤلاء الذين يعيثون فى الأرض والفضائيات فسادا واحتقانا بحجة الحفاظ على حقوق ناد أو الفوز ببطولة محلية لا قيمة لها أمام ما تواجهه مصر من صعاب ومشاكل تحاول أن تتغلب عليها بقوتها وعزيمة أبنائها الأوفياء لذلك كان السؤال أما آن الأوان أن تخرس هذه الألسنة والتى تدعى مصريتها وانتماءها للوطن وهى فى نفس الوقت تخرب وتدمر عقول الشباب خصوصا الصغار منهم والذين أصبح التعصب هو العنوان الرئيسى لتشجيعهم بعد غياب القدوة والمثل الأعلى بل وتحوله إلى كتلة لهب تنفجر فى كل لحظة فى وجه الجميع والعجيب أن الكثير منهم يشاهدون ويسمعون ويسكتون، دون أدنى تحرك على الإطلاق لإنقاذ المجتمع من مثل هذه التصرفات والتى لا يمكن أن نصفها إلا بالتحريضية على الشعب والانفلات وليس هذا تساؤلى بمفردى بل تساؤل الملايين من أبناء الشعب المصري؟؟ لذلك أيضا لم يعد مقبولا أن يتم وقف برنامج لمدة أسبوع أو شهر أو حتى سنة ولكن أصبح الأهم أن نوقف من يثير الشغب ويدعو إلى الفتنة ويجعل الصراخ وسيلته الأولى لزرع هذه الألغام فى الشارع المصرى لأن الكل يعلم أن جمهور الكرة هو أكبر قوة رياضية فى مصر وبالتالى لا يمكن أبدا أن يستمر هذا الانفلات وأن نترك الفاعل الأصلى ونذهب إلى الأطفال الصغار الذين يحصلون على الدعم والتأييد ممن هم أكثر نفوذا وقوة ويتباهون بها أمام أعين الجميع.. أتمنى أن نتكاتف جميعا ليس لإنجاح البطولة فقط ولكن لطرد كل من يحاول إثارة الفتنة والشغب والاحتقان داخل الشارع المصرى فمصر بحاجة شديدة إلى كل أبنائها للبناء وليس للخراب للتعمير وليس للتدمير للعطاء وليس للفناء وعلى كل من لا يرغب أن يسير معنا فى هذا الطريق أن يأخذ جانبا ويبتعد تماما عنا ويتركنا نحاول أن نساعد فى بناء الوطن وخلق أجيال جديدة تكون قادرة على تحمل المسئولية وحمل راية الوطن والعبور بمصر إلى الأمان والاطمئنان والاحترام.