منسق شارع المعز يكشف لـ"الفجر" مظاهر الاحتفال بأعياد الربيع من الفاطميين إلى المماليك

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


أعياد الربيع، تطل علينا كل عام في موعدها، بأنسامها وروائحها العطرة، وفي كل عام نبحث وندقق من أين أتى هذا العيد وما أصوله ما هي مظاهره، ويقول شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، إن احتفالات أعياد الربيع في مصر دائمًا متهمة، فهناك من يحاول نسبته لإيران، فعيد الربيع يعرف في الفارسية باسم "عيد النيروز" أي اليوم الجديد أو بداية السنة القبطية، وذلك في العصور الوسطى، وعلى الرغم من الاسم الفارسي لعيد الربيع وهو النيروز، ومحاولة البعض نسبته لإيران قبل الإسلام في عهد الملك جمشيد، إلا أن الأصل المصري القديم لهذا المظهر من الأعياد حاضر وبقوة، وهو الأسبق. 

وأشار فوزي، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إلى أن احتفالات الهنود بعيد الربيع من خلال مهرجانها الشهير، المعروف بمهرجان الألوان، والذي يفتن المصريين بروعته، حتى أن البعض بدأ في تقليده بمناسبات مختلفة، إلا أن أيضًا هذه المظاهر لم تختلف كثيرًا عما أبدعته قريحة المصري القديم. 

وقد شهدت أعياد الربيع –والكلام لفوزي- عهدًا من الازدهار في عصور مصر الوسطى وتحديدًا بدءًا من العصر الفاطمي ومرورًا بالعصر الأيوبي ثم الذروة في العصر المملوكي، وكان هذا الكرنفال يعتمد على التراشق، وكان مرتبطًا بنهر النيل، والذى احتفل به المصريين على السواء باختلاف ديانتهم. 

وقال إنه كان من مظاهر عيد الربيع في عصور مصر الوسطى التراشق بالمياه والبيض والنطوع جمع نطع، والنطع عبارة عن شلتة من الجلد للجلوس عليها ومنها ربما جاء وصف الشخص البارد أو الغير متحرك ونشيط بالنطع اى الثابت فى مكانه ولا يتأثر أو يتحرك. 

وأضاف أنه كان لا يسلم من فاعليات هذا المهرجان صغيرًا أو كبيرًا سواء من العامة أو من الأمراء، ومن مظاهره أيضًا نوع من التسول، وهو أن يقوم أحد الأشخاص بركوب حمار ودهان وجهه بالدقيق أو الجير وارتداء الطرطور ويمسك هو ومن معه دفتر وجريد النخيل ويقوموا بالمرور على البيوت والأسواق لجمع النقود ومن يرفض يسمع بعض الشتائم أو يرش بالماء القذر. 

والعصر المملوكى شهد منع لهذا العيد، ويقول عنه فوزي، إن السلطان برقوق عندما كان أميرًا وقبل أن يجلس على عرش السلطنة قام بمنع هذا الكرنفال إلا أن ابنه فيما بعد السلطان فرج قد أعاده ونظرًا للظروف الاقتصادية التى مرت بها الدولة المملوكية فى أواخر عصرها بدأت تلك المظاهر المصاحبة للعيد فى الاختفاء رويدا رويدا ولكن لم ينته العيد نفسه. 

وختم فوزي، تصريحاته قائلًا إن المصريين سبقوا الجميع في المظاهر الكرنفالية والاحتفالية الضخمة، سواء التي تمارسها الهند الآن في مهرجان الألوان أو البرازيل في مهرجانها الشهير بـ ريودي جانيرو، وهو ما يدل على أن المصريين أسبق دائمًا حضاريًا.