أحمد إبراهيم يكتب : ليفربول .. "لن تمشي وحدك أبداً"

ركن القراء

شعار ليفربول
شعار ليفربول


شاب من مواليد التسعينات يجلس وحيداً على مقهى شعبي في أحد الأحياء الفقيرة ليصادف إحدى مباريات ليفربول أحد الفرق الإنجليزية الشهيرة على ملعبه "الأنفيلد" .
وتبدأ الجماهير الكثيفة غناء نشيدها التاريخي "you will never walk alone " لتهز أرجاء الملعب وأرجاء قلبه !
ولكن لماذا؟
منذ أن وُلد لم يسمع أن هذا النادي حصل على بطولة الدوري!
لم تُصادف حياته أي فترة من سطوة هذا النادي محلياً أو أوروبياً !
يشعل سيجارته ويقول "لو أن لدي كل هذا الدعم لغزوت العالم !"
ربما يكون حديثاً منطقياً حين ترى كل هذا التشجيع الدائم للفريق .. فماذا ينقص "الريدز" لغزو العالم ؟
الفريق الذي كان متصدراً لبطولة الدوري بفارق 7 نقاط عن أقرب منافسيه فرط في الصدارة بأداء متواضع في المباريات الأخيرة.
السيتي الذي لا يرحم تحت قيادة بيب جوارديولا انتزع الصدارة بفارق نقطة ولن يكون من السهل إبعاده عنها من جديد.
السؤال الأهم :هل ليفربول فريق متكامل قادر حصد بطولة الدوري؟
الإجابة الصادمة هنا هي لا .
بل إن الفريق لديه احتياجات صارخة في أكثر من مركز,
ويظهر هذا جلياً في المباريات المغلقة التي لا تتاح فيها المسحات لهجوم الريدز (صلاح_ماني_فيرمينيو )
وأيضا في المباريات الكبرى خارج ملعبه فخسر من مانشستر سيتي في الدوري وباريس سان جيرمان ونابولي وحتى الريد ستارز في دوري الأبطال وتشيلسي في الكأس !
وفي مباريات أخرى وقف مُكبل اليدين بلا أنياب حقيقة : السيتي في أنيفيلد ومانشتر يونايتد وتشيلسي وليستر سيتي في الدوري وأخيراً ايفرتون وحتى أمام البايرن في دوري الأبطال على ملعبه كل تلك المواجهات انتهت بالتعادل السلبي .
فأين تكمن المشكلة؟

صناعة اللعب

الفريق يفتقد بالشدة هذا المركز , فبعد رحيل كوتينيو إلى برشلونة وإصابة تشامبرلين وفشل إنتقال نبيل فقير من ليون الفرنسي دخل الفريق الموسم بدون صانع ألعاب حقيقي , معتمداً على السرعة والقوة والضغط مركزاً على قدرات ثلاثي الهجوم .
معدل صناعة الفرص لكوتينيو وتشامبرلين الموسم الماضي كان 3.2و2.1 فرصة خلال اللقاء الواحد
هذا الموسم جيمس ميلنر هو أفضل صانع للفرص في ليفربول بواقع 2.1 فرصة في اللقاء الواحد ويلاحقه صلاح بـ1.9 فرصة في اللقاء الواحد.

البدائل

ليفربول لا يمتلك دكة حاسمة ولا يمتلك لاعب يقارب حتى مستوى الأساسيين خاصةً في خط الهجوم
شاكيري وستوريدج وتذبذب مستواهما يضع الفريق في مشكلة أخرى وهي الضغط على ثلاثي الهجوم طوال الموسم في كل البطولات .
بعد التعاقد مع فان دايك والحارس أليسون بيكر حل الفريق الكثير من مشكلاته الدفاعية ومع ذلك هناك حاجة لمدافع آخر أساسي .

فرص الفريق في حصد البريمرليج

فارق النقطة مع المتصدر ليس مُحبطاً لهذا الحد , لا زال هناك 9 جولات للحسم.
من ناحية المباريات ليفربول لا تنتظره سوى مباراتين قويتين وهما توتنهام وتشيلسي ولحسن حظه سيكونان على ملعبه ووسط جماهيره .
على الناحية الأخرى فالسيتي على نفس الحال تنتظره مواجهتان فقط مع الست الكبار توتنهام أيضاً على ملعبه ومع مانشستر يونايتد المُستفيق أخيراً خارج ملعبه .
مشكلة السيتي هنا أن المبارتان متتاليتان , ولذلك مباراة اليونايتد قد تكون مفتاح اللقب ,  فهل يفعلها سولشاير وكتيبته؟
الكل ينتظر نهاية الموسم ليرى الريدز يهدي هذه الجماهير الوفية البطولة التي ينتظرها منذ 29 عاماً ...
هل يحققها هذا العام؟
أم سيجلس كصاحبنا على المقهى وحيداً يندب خسارته في بلاد الضباب ؟