في ذكرى وفاته.. تعرف على بطولات صلاح الدين الأيوبي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يحل اليوم الاثنين ذكرى وفاة فارس مصر الأول في تاريخه، صلاح الدين يوسف بن أيوب، ابن نجم الدين أيوب، الذي عرفته كتب التاريخ أنه أفضل فارس بشري، فهو يعد نموذج لشخصية عملاقة من صنع الإسلام، ومحرر القدس من الصليبيين وبطل معركة حطين، لذا تقدم "الفجر"، أبرز بطولات صلاح الدين الأيوبى فى ذكرى وفاته، وذلك من خلال السطور القادمة.

اشتهر صلاح الدين بتسامحه ومعاملته الإنسانية لأعدائه، لذا فهو من أكثر الأشخاص تقديرًا واحترامًا في العالمين الشرقي الإسلامي والأوروبي المسيحي، حيث كتب المؤرخون الصليبيون عن بسالته في عدد من المواقف، أبرزها عند حصاره لقلعة الكرك في مؤاب، وكنتيجة لهذا حظي صلاح الدين باحترام خصومه لا سيما ملك إنگلترا ريتشارد الأول "قلب الأسد"، وبدلًا من أن يتحول لشخص مكروه في أوروبا الغربية، استحال رمزًا من رموز الفروسية والشجاعة، وورد ذكره في عدد من القصص والأشعار الإنجليزية والفرنسية العائدة لتلك الحقبة.

وشهدت الفترة الأولى لتولي صلاح الدين، للوزارة سعيه لرد مصر إلى أحضان الدولة العباسية، والقضاء على الخلافة الفاطمية في مصر، حيث استغرقت تلك المهمة ثلاث سنوات متواصلة من صلاح الدين، ليقوي المذهب السني في مصر، عمل خلالها على عزل القضاة الشيعيين، وأحل محلهم قضاة من أهل السنة، وأنشأ عددًا من المدارس لتدريس الفقه السني في مصر.

المذهب السنى
وأول عمل يلقي من أعماله، هو دعمه للمذهب السني؛ بإنشائه مدرستين لتدريس فقه أهل السنة، هما المدرسة الناصرية لتدريس الفقه الشافعي، والمدرسة القمحية لتدريس الفقه المالكي، وفي الوقت نفسه قصر تولي مناصب القضاء على أصحاب المذهب الشافعي، فكان ذلك سبباً في انتشار المذهب في مصر وما يتبعها من أقاليم.

ضم منطقة الشام
بعد ذلك عمل صلاح الدين، في السنوات الأولى لسقوط الدولة الفاطمية في مصر، على تثبيت أركان دولته الجديدة وبسط نفوذها، خاصة بعد وفاة نور الدين محمود عام 1147، حيث أتيحت الفرصة لصلاح الدين، لتولي حكم مصر، لم يقف حلم صلاح الدين في تثبيت أركان دولته الجديدة على مصر فقط، بل حاول ضم منطقة الشام لدولته الجديدة، لتأسيس دولة إسلامية قوية وتوحيد الجهود لمحاربة الصليبيين وطردهم من بيت المقدس.

معركة حطين
خاض صلاح الدين الأيوبي، سلسلة من المعارك ضد الصليبيين، كللت بالنصر، ثم توج انتصاراته عليهم في معركة "حطين" سنة (583هـ الموافق 1187م)، وكانت معركة هائلة أُسر فيها ملك بيت المقدس وأرناط حاكم حصن الكرك، وغيرهما من كبار قادة الصليبيين.

سقوط القلاع الصليبية
ترتب على ذلك سقوط العديد من القلاع الصليبية في يد صلاح الدين دون معارك فاستسلمت قلعة طبرية، وسقطت عكا، وقيسارية، ونابلس، وأرسوف، ويافا وبيروت، وغيرها، وأصبح الطريق ممهدًا لفتح بيت المقدس، فحاصر المدينة المقدسة، حتى استسلمت وطلبت الصلح، ودخل صلاح الدين بيت المقدس، في (27 من رجب 583هـ الموافق 2 من أكتوبر 1187م)، وكان يومًا مشهودًا في التاريخ الإسلامي.

قلعة الجبل
واهتم صلاح الدين ببناء الأسوار والاستحكامات والقلاع، ومن أشهرها "قلعة الجبل"؛ لتكون مقراً لحكومته، ومعقلاً لجيشه، وحصناً منيعاً يمكِّنه من الدفاع عن القاهرة، غير أن صلاح الدين لم يتمكن من إتمام تشييدها في عهده، وظلت القلعة مقراً لدواوين الحكم في مصر حتى وقت قريب، وأحاط الفسطاط والعسكر وأطلال القلاع والقاهرة جميعاً بسور طوله 15 كيلومتر، وعرضه ثلاثة أمتار، وتتخلله الأبراج.

صلح الرملة
اشتهر صلاح الدين بسماحته وجنوحه إلى السلم؛ حتى صار مضرب الأمثال في ذلك، فقد عامل الصليبيين بعد استسلام المدينة المقدسة معاملة طيبة، وأبدى تسامحاً ظاهراً في تحصيل الفداء من أهلها، وكان دخول المسلمين بيت المقدس دون إراقة دماء وارتكاب آثام صفحة مشرقة ناصعة، تُناقض تماماً ما ارتكبه الفرنج الصليبيون عند استيلائهم على المدينة سنة (492هـ الموافق 1099م) من الفتك بأهلها المسلمين العُزَّل وقتل الألوف منهم.

وفي أثناء مفاوضات صلح الرملة التي جرت بين المسلمين والصليبيين مرض السلطان صلاح الدين، ولزم فراشه، ثم لقي ربَّه في (27 من صفر 589هـ الموافق 4 من مارس 1193م)، وكان يوم وفاته يوما لم يُصب الإسلام والمسلمون بمثله منذ فقد الخلفاء الراشدين.