د.حماد عبدالله يكتب: ضرورة عودة " البلديات " من الخارج !!
كنت في زيارة لمدينة فرانكفورت تتعلق بمراجعة صحيه لما بعد السبعون عاما وكسور ووجدت أن من المهم أن أجوب بعض الميادين والتي افتقدت رؤيتها لفترة انقطعت عن الذهاب إلى هذه المدينة مدة تقرب من سبع سنوات ..
وجئت المدينة وإذا بي آري نماذج من الفنون التشكيلية المجسمة والمسطحة والتي كنت قد شاهدتها في المتحف المركزي بالمدينة قد نزلت أما نماذجها أو هي نفسها إلى الشارع لكي تعيش مع الناس تماما كما هو حادث في مدينة الجمال وفي المتحف المفتوح عالميا " مدينة روما ومدينة فلورنس بإيطاليا " لقد أخرج الألمان فنونهم التشكيلية إلى الشوارع الميادين وربما ما دار فى خلدى بأن هذا قد تم لاستقبال جماهير بمناسبة رياضية أو مؤتمر دولى تستضيفه ألمانيا فى مدينة"فرانكفورت" .
ولكن بالسؤال كانت الإجابة لا .. ليس لهذا السبب فهم يجملون في مدنهم وينشرون الجمال في الشوارع ويحسنون البيئة بصفة مضطرده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ..فهناك نظام البلديات الذي كان موجودا للأسف في مصر خلال الأربعينات والخمسينات وصَّدّرَناه لكل الدول العربية مثل الكويت والإمارات والأردن وحتى اليابان قد إستعانت بتلك القوانين المصرية منذ عام 1867م.
(كل البلاد التي أصبحت جميلة ) واستبدلناه بنظام الحكم المحلي (للأسف الشديد ) فتدهور الشارع المصري والميدان المصري وأصبح لا مسئول عنهم سوي هيئة تسمي بهيئة النظافة تصوروا ( هيئة النظافة ) !!
وأصبحنا في خبر كان جمالا وعمرانا !!!
إلى أن جاء ما يسمي بجهاز " التنسيق الحضاري " وأنشيىء له آلان قانون لكي يصبح له أظافر وأنياب في المجتمع ولكن في فرانكفورت .. لا أظافر ولا أنياب ولا جهاز !! ولكن بلديات وأصحاب بلد وتجمعات مدنية وتمويل ذاتي ودافع الضرائب يتمتع والسائح والضيف ينبهر ويصرف اكثر ويحافظ اكثر علي كل شئ جميل في البلد عشان أصحاب البلد بيحبوا بلدهم بحق وحقيقي وليس لفي غناء " شعبولا " " واحالق شعره " ليت المصريون يحبون بلدهم فعلا وتحريري وليس شفهي ونظري ... ولكن اعتقد أن هذا لا يتطلب إضافة قانون أو زيادة أعباء بالقوة الجبرية أو وضع عسكري باللون الأزرق ولكن هذا يخضع لبدئ تحسن البيئة ولنا في ذلك نماذج وأمثلة كثيرة في بلدنا .
تعالوا إلى شاطئ الإسكندرية بعد تهذيبه وأحياؤه الناس بتحترم الشيء النظيف المنظم ويساعدوا علي الحفاظ عليه !!
تعالوا إلى حديقة الأزهر شوفوا كيف يتعامل الشعب مع الحديقة !!
تعالوا إلى مترو الأنفاق كيف يتعامل الشعب بمنتهى التحضر في المحطات تحت الأرض لأن هناك نظام وهناك بيئة صالحة للتعامل معها برقي وتحضر!
تعالوا إلي مدينة قنا أيام عادل لبيب لا اعلم كيف يتعامل الناس هناك الآن مع البيئة التي ساعدتهم الإدارة علي خلقها والحفاظ عليها !!
تعالوا إلى مناطق كثيرة في مصر جميلة ولكن لها أصحاب فكر وأصحاب ضمير يا ريت تعود "البلديات" من الخارج من الدول التى صدرناها لهم لكي تقيم في المحروسة مرة أخرى !!!وهذا وارد مع قانون المحليات الجديد !!
Hammad [email protected]
